بوب تايلور: البحرين.. لم تعد ملاذًا آمنًا في منطقة فقدت صوابها

2013-12-20 - 1:31 م

بوب تايلور، ذا واشنطن تايمز

ترجمة: مرآة البحرين

منذ زمن ليس بالبعيد جدًا، كانت دولة البحرين-الجزيرة ملاذًا للأشخاص الذين يفرون من أحكام الشريعة المتشددة في المملكة العربية السعودية.

أيام الخميس والجمعة، أيام العطلة الإسلامية التي تعادل أيام السبت والآحاد في الغرب، كنت تجد دائمًا جسرًا بطول عشرة أميال يربط شمال شرق البحرين بالمملكة العربية السعودية مزدحمًا بالسيارات رغم الحواجز السبعة وعمليات التفتيش المتعددة اللازمة للانتقال من بلد إلى آخر. والأسباب كانت بسيطة: البارات المفتوحة والدعارة والشعور النسبي بالحرية أما بالنسبة للوافدين الغربيين، فقد كان يمكنهم الحصول حتى على لحم الخنزير الطازج أو المقدد.

كانت الفنادق الفاخرة ممتلئة بالسعوديين الذين يرتدون ملابس على الطراز الغربي والذين لا يستطيعون الانتظار للهروب من نمط الحياة الخانق الذي عليهم تحمله في بلدهم. أما المتعاقدون الغربيون، الذين يعملون في السعودية ويعيشون في البحرين، فقد كان مألوفًا بالنسبة لهم تحمل الاختناقات المرورية على الجسر، حتى خلال الأسبوع،  فقط لمجرد الحصول على بعض مظاهر الاستقلال.

ولكن يبدو أن قوات الأمن في البحرين قد كثفت حملة القمع على المحتجين المناهضين للحكومة إلى درجة أنها الآن تستهدف الأطفال. تدفق الاستبداد يسمح بتسليط الضوء على كيفية رجوع  بلد عربي محرر نسبيًا إلى جذوره وأيديولوجياته وجيرانه.

يتعجب المغترب من مدى " اختلاف" البحرين عن المملكة العربية السعودية. فقد كانت ابتسامات موظفي الهجرة الذين يبدون أكثر سعادة من نظرائهم على البر تترك دائمًا بصمة في نفوسهم.

يحاول المتعاقدون الغربيون في كثير من الأحيان العثور على طرق ذكية لتهريب لحم الخنزير عبر الحدود. ولم يكن من الصعب جدًا عليهم تهريب منتجات لحوم الخنزير من البحرين، ولكن في كثير من الأحيان، تتغير الأمور على بعد بضع مئات من الأمتار عندما يحاول الزائرون الدخول مرة أخرى الى السعودية.

كانوا ينجحون أحيانًا، وأحيانًا لا، و كثيرًا ما كانوا يستخدمون اللحم ككرة قدم بديلة قبل أن يلقوا بها في سلة المهملات.

والآن، وفقًا لخبر نشرته منظمة العفو الدولية وأوردته ذا كلاريون بروجكت، فإنه يتم استهداف الأطفال ما دون 13 الذين شاركوا في المظاهرات. وهم يُسجنون بشكل روتيني ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة والتهديد بالاغتصاب. والعديد منهم تُعصب أعينهم قبل تعرضهم للضرب والتعذيب أثناء الاعتقال.

هذه الفلسفة الجديدة في البحرين بدأت منذ ما يقرب من ثلاث سنوات مذ اتخذت قوات الأمن في البلاد التدابير المفرطة لسحق الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

بدأت الانتفاضة في البحرين في شباط/فبراير 2011. والحكومة تنتقم عن طريق قتل العشرات واعتقال الآلاف.

وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، فإنه يُحظر التعذيب أو أي شكل من أشكال المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة. وتعرّف الأمم المتحدة الطفل بأنه أي شخص دون سن الـ 18. وكانت البحرين من الدول الأولى الموقعة على هذا الاتفاق قبل تاريخ الحملة التي بدأت فيها بقمع المواطنين.

وينص تقرير منظمة العفو الدولية، " يُعتقل معظم الأطفال بناء على الاشتباه  بمشاركتهم في "تجمعات غير قانونية" و أعمال الشغب وحرق الإطارات أو رمي قنابل المولوتوف على الشرطة. وقد اعتُقِل عدد منهم وهم يلعبون داخل منازلهم وحتى في حمامات السباحة. ومُنِع الكثير منهم من التواصل مع عائلاتهم وتمّ التحقيق معهم من دون وجود محام."

ويُحتَجَز معظم الأطفال دون سن الـ 15 في مركز الأحداث خلال النهار. يعتني العمال الاجتماعيون بالأطفال خلال ساعات النهار، ولكن يتم تسليمهم في الليل إلى الشرطة البحرينية وعندها تحصل معظم الانتهاكات.

جغرافيًا، لا يفكر الزائر الوافد أبدًا بأن البحرين هي مكان للقوة العسكرية. فالمياه الزرقاء الصافية المحيطة بالجزيرة قد توهم المرء بأنه يقصد جزر الباهاماس أو جزر كايمان أو حتى فلوريدا كيز. خذ من البحرينين لباسهم العربي التقليدي وألبسهم الملابس الغربية ورجع الى تصرفاته السابقة مع الناس فإنه يبدو على بعد سنوات ضوئية من تصرفات سكان المملكة العربية السعودية فقط عبر الخليج.

 

* بوب تايلور هو كاتب ومنتج تلفزيوني—يسافر في العالم منذ أكثر من 30 عامًا-- حائز على عدة جوائز ويركز على الأحداث الدولية والناس والثقافات في جميع أنحاء العالم...

 

18 كانون الأول/ديسمبر 2013

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus