ديفيد سوانسون: البحرين: إحياء عيد الشهداء واضطهاد الأطفال

2013-12-23 - 2:59 م

ديفيد سوانسون، موقع الحرب جريمة

ترجمة: مرآة البحرين

في يوم الثلاثاء الموافق 17 كانون الأول/ديسمبر، أحيا البحرينيون يوم الشهداء بأسلوبهم الثوري على شكل تظاهرات واحتجاجات وزيارات لعوائل وقبور الشهداء الذين قتلوا على يد نظام آل خليفة. وفي ليل الثلاثاء، أحيت معظم البلدات والقرى هذه المناسبة، التي أصبحت، على مدى العقدين الماضيين، بطريقة أو بأخرى، نقطة التقاء للنشاط المناهض للنظام. ففي 17 كانون الأول/ديسمبر 1994 قتل شابان بالرصاص الحي على يد الشرطة البحرينية. وكان ذلك بداية لأطول انتفاضة استمرت حتى عام 2000. فقد كان هاني خميس وهاني الوسطي يتظاهران ضد النظام في موقعين منفصلين (جد حفص والسنابس) عندما أُطلِقت النار عليهما. ومنذ ذلك الحين، تُنَظَّم المظاهرات السنوية لإحياء "يوم الشهداء". وفي ذلك اليوم من عام 2007، استُشهِد، علي جاسم -22 عامًا- بعد مشاركته في مظاهرة لإحياء يوم الشهداء. واتخذت قوات النظام تدابير قاسية في محاولة يائسة لوقف الاحتجاجات التي طالت جميع أنحاء البلاد. ولكنها فشلت. وللانتقام، قامت قوات النظام باقتحام المناطق السكنية في عالي والدراز وبني جمرة وسترة وبلدات أخرى، واعتقلت وداهمت العديد من المنازل. من بين المعتقلين، كان عيسى العالي من المنامة والذي اقتيد إلى مكان مجهول، حيث التعذيب أمر روتيني، لا سيما في المنازل السرية في مواقع مختلفة.

في المملكة المتحدة، نظّمت المعارضة البحرينية عددًا من الفعاليات بما في ذلك إحياء متميز للشهداء في أحد المساجد، وتنظيم الاحتجاجات في داونينغ ستريت وأمام السفارة السعودية، ويوم السبت 14 كانون الأول/ديسمبر، تم تنظيم تظاهرة. ويوم الاثنين 16 ديسمبر قامت الهيئات البحرينية لحقوق الإنسان بتنظيم طاولة مستديرة لمناقشة الوضع في مقر منظمة هيومن رايتس ووتش وندوة في مجلس اللوردات في 17 ديسمبر. ترأس اللورد ايفبوري هذا الحدث في مجلس اللوردات قائلاً إن الوضع في البحرين الآن قد ازداد قمعًا وديكتاتورية. وانتقد الحكومة البريطانية لفشلها في دعم الشعب والاستمرار في دعم الطغاة في البحرين. محامي حقوق الإنسان البارز، دانيال كاري، صاحب مكتب المحاماة بيرس دايتون جلين في لندن تحدث عن محاولته الهادفة لوقف 1.6 مليون عبوة غاز مسيل للدموع من المقرر أن يستوردها النظام الوحشي في البحرين من شركة كورية جنوبية. وقالت سارة والدن من حملة مناهضة تجارة الأسلحة إنه من المحتمل أن توافق المملكة المتحدة على عقد المزيد من صفقات الأسلحة مع البحرين، مما يعطي شرعية للنظام. فعندما تشتري البحرين الأسلحة من المملكة المتحدة، فهي تعرف أنها تشتري صمت المملكة المتحدة أيضًا. وتحدث جواد فيروز، نائب سابق عن كتلة الوفاق، عن أهمية عيد الشهداء ودعا إلى اتخاذ إجراءات دولية ملموسة لتقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين إلى العدالة. وتحدثت السيدة جليلة نعمة، عمة الشهيد علي نعمة، عن المآسي التي يعانيها ذوو الشهداء وكيف أنهم يتعرضون للاضطهاد بشكل قاسٍ. ودعت العالم الى ممارسة الضغط على النظام لوقف هذا الاضطهاد وملاحقة قتلة أبنائهم.

ووصف تقرير خاص لمنظمة العفو الدولية نُشر هذا الأسبوع كيف أصبح الأطفال في البحرين ضحايا وحشية النظام. وتحدث التقرير عن احتجاز الأطفال بشكل روتيني، وتعذيبهم والتعامل معهم بشكل سيء. إن هذا يعطي نظرة من الداخل إلى زنازين آل خليفة السرية حيث يتعرض الأطفال للتعذيب بما في ذلك الضرب المروع والاغتصاب.

ويتزايد استخدام نظام آل خليفة لشركات العلاقات العامة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بأموال الشعب التي تُنفَق ببذخ للدفاع عن الديكتاتورية المتوارثة. وفقًا لجون هورن من البحرين ووتش، فإن سفارة البحرين في الولايات المتحدة قد دفعت ل"كورفيس"، شركة العلاقات العامة في واشنطن، 239844 دولار في الفترة ما بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر من هذا العام. مقال بقلم سفير البحرين السابق في الولايات المتحدة في صحيفة ذا هيل كفلته شركة كورفيس للعلاقات العامة. قال أيضًا: لقد وجدت اليوم أن واحدة من الشركات العامة المفضلة لدى البحرين في بريطانيا هي شركة غاردنت كوميونيكيشن التي تسمى اليوم ميد هال وشركاؤه.

 

20 كانون الأول/ديسمبر 2013

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus