براين دولي: الاتفاق النووي الإيراني يُعمّق الخلاف بين الولايات المتحدة والبحرين

2013-12-25 - 12:32 م

براين دولي، هافينغتون بوست، هاف بوست وورلد

ترجمة: مرآة البحرين

تسبب إمكانية التوصل الى اتفاق نووي إيراني خلافًا جديًا بين الولايات المتحدة والبحرين. ففي الوقت الذي كان الرد الرسمي البحريني على الاتفاق المؤقت فيه ترحيبًا صامتًا، واصفًا الاتفاق بأنه "متوافق مع مواقف الولايات المتحدة وسياساتها، التي تدعو الى توطيد الحلول الدبلوماسية،" نقلت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية عن ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مهاجمته لواشنطن، وتسميته نهجها بـ " الانفصامي  ... والمؤقت والانفعالي."

رد مكتب ولي العهد بشدة على المقال، قائلاً بأنه "يرفض التعليقات المضللة التي تعزى الى ولي العهد في المقال على هذا الأساس وفي السياق الذي طُرحت به"، ولكن ليس هناك نفي لزيادة التوتر.

مقال الديلي تلغراف جاء فقط بعد أيام من زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل الى البحرين، مؤكدًا لها ولجيرانها الخليجيين أن الولايات المتحدة لن تتخلى عنهم، ولكن الصفقة مع إيران مقلقة بالنسبة للبحرين ورد فعل البحرين إزائها مقلق بالنسبة للولايات المتحدة.

وتعرضت البحرين لاحتجاجات متواصلة تقريبًا منذ اندلاع المظاهرات الكبرى في شباط/فبراير 2011. ردت الحكومة بحملة قمع شديدة وسجنت قادة المعارضة السلميين وآلاف الآخرين. قُتل العشرات، بمن في ذلك بعض عناصر الشرطة. وفشلت وعود الإصلاح إلى حد كبير، تاركة البحرين حليفًا محرجًا وغير مستقر بشكل متزايد بالنسبة للولايات المتحدة، التي تضع أسطولها الخامس هناك. هذا الانفجار الأخير يعمق الخلاف الدبلوماسي، فقد نقلت التلغراف عن ولي العهد قوله إنه في الوقت الذي "لا يمكن للولايات المتحدة أن تجلس من بعيد وتطلق الأحكام المذلة، ... أثبت الروس أنهم أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم".

جزء من عدم الاستقرار السياسي في البحرين هو نتيجة الاقتصاد الهش، وقد تجعل الصفقة الايرانية الأمر أسوأ بكثير بالنسبة للبحرين في حال سُمِح للنفط الإيراني بالرجوع إلى السوق. الخبراء الماليون الدوليون يحذرون البحرين من اعتماد ميزانيتها على ارتفاع سعر النفط. وفي تحليل لاقتصاد البحرين في أيار/مايو 2013 يبين صندوق النقد الدولي أن:

"المشهد الاقتصادي يعتمد على التقدم في الجبهة السياسية الداخلية، وهو متعلق بمخاطر أسعار النفط .... ففي حال عدم وجود حل سياسي دائم، فإنه من المتوقع أن تبقى استثمارات القطاع الخاص ضعيفة، مما يدل فقط على اعتدال النمو غير النفطي، أقل من 4 في المئة في عام 2013 وعلى المدى المتوسط ... بلغ سعر التعادل المالي في البحرين مستويات حرجة – 115 دولار (لبرميل النفط) في عام 2012 - مما يجعل البحرين في وضع صعب أمام انخفاض أسعار النفط".

هذا الانخفاض في أسعار النفط هو الذي يهدد البحرين حاليًا. لم يكن سعر ما قبل الاتفاق هذا الاسبوع  الذي يقارب 111 دولارًا للبرميل مرتفعًا بما فيه الكفاية ليؤمن سعرًا يعادل 115 دولارًا، وقد أسفر الإعلان عن الصفقة عن الانخفاض الفوري إلى 109 دولارات. وكان هذا فقط في ظل احتمال نزول النفط الإيراني إلى السوق في وقت ما من العام المقبل. وإذا حصل ذلك، فمن المحتمل أن ينخفض السعر أكثر من ذلك، تاركًا قطاع الأموال في البحرين أضعف بكثير، وهذا ما سيزيد نسبة البطالة والاحتجاج السياسي.

في أيلول/سبتمبر من هذا العام، خفضت موديز لخدمات المستثمرين تصنيف السيادة للبحرين درجة واحدة ليصبح تصنيفها Baa2 ،  أي أعلى فقط بمستويين من القطاعات الغير مرغوب فيها، وقد تحدثت موديز أيضًا عن توقعات سلبية اعتمادًا على عائدات النفط والتوترات السياسية والاجتماعية. فقد تباطأ النمو الاقتصادي في الربع الثالث من هذا العام، وفي الأسبوع الماضي أشارت معلومات المستثمر الدولي P& S أن الاقتصاد لا يزال " مقيدًا بالتوترات السياسية الداخلية التي لم تحل في البحرين والاعتماد على الارتفاع المستمر لأسعار النفط. "

ويمكن للتقارب الجزئي بين طهران وواشنطن أيضًا أن يقلل من أهمية البحرين كأول خط دفاع ضد إيران. وتصر حكومة البحرين أن إيران تلعب دورًا في اضطراباتها الداخلية، فقد حكمت هذا الشهر على أربعة رجال بالسجن المؤبد و على ستة آخرين بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة إنشاء خلية متشددة مرتبطة بالحرس الثوري الايراني.

يُعتقد، حتى الآن، أن رد الفعل الصامت للولايات المتحدة تجاه القمع العنيف في البحرين يعود في جزء منه إلى قوة البحرين كحليف مناهض لإيران - وليس مختلفًا عن السبعينات والثمانينات، عندما كانت جنوب أفريقيا حليفًا محرجًا للولايات المتحدة  ولكنها لعبت بالنسبة إلى الولايات المتحدة دورًا مضادًا للاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. تدرك البحرين أنه إذا (وإذا هذه كبيرة جدا ) تراجعت إيران كتهديد بانفراج جديد، فإن التحالف الأمريكي البحريني سوف يضعف. قد لا يختفي التهديد الإيراني لكن أهميته قد تقل، مما يسلب البحرين ورقتها الرابحة. وهذا بدوره يمكن أن يشجع وزارة الخارجية على سلوك نهج دبلوماسي أكثر قوة للضغط من أجل الإصلاح في البحرين. ونظام البحرين يمكن أن يتحول ليكون الخاسر الأكبر من ذوبان الجليد مع إيران.

20 كانون الأول/ديسمبر 2013

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus