قاسم: تباين أهداف الحوار عند الحكومة والمعارضة يقوده إلى الهدم

2013-12-27 - 12:52 م

مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن هدف الحوار عند الحكومة غيره عند المعارضة وهما هدفان متعارضان لا يلتقيان، وتعارضهما يخلق حالة تعارضٍ في وزن التمثيل المطلوب للطرفين وفي جدول الأعمال والكثير من التفاصيل"، مؤكدا أن "لهذا التعارض لا ينشئ الحوار إلا وينهدم، ولا يُعاد إليه إلا ويكون تراجع وانفكاك".

وأوضح الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة اليوم في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أن "الهدف عند المعارضة التوصل إلى حلٍ من أيسر الطرق وأسلمها للوطن، والنأي به عن المزالق الخطيرة وعن الفرقة الاجتماعية وسوء الفتن، والهدف عن الحكومة استكمال كل الأهداف المخطط لها لإتمام السيطرة المطلقة على الشعب وتنفيذ كل الخطط المعدّة سابقاً لإحكام القبضة على كل التفاصيل للعملية السياسية والوضع العام بالكامل،  وجرجرة المعارضة وكل الشعب إلى واقعٍ عملي جديد مفروض".

وشدد على أنه "ما دام هذا التباين في الهدف بين المعارضة والسلطة، وما دام كلٌ منهما ملتفتاً إلى الهدف عنده وعند الآخر فإنه لا يمكن أن نكون أمام حوارٍ منتجٍ معوّلُ عليه"، مضيفا "سواء كان حوار أو لم يكن حوار، استمر هذا الحوار بأي تركيبة أو لم يستمر، ستبقى مصلحة الوطن متوقفة أو معلّقة على تحقيق الإصلاح الجاد القادر بما يحصل عليه من توافقٍ شعبي غالب على إنقاذه من مأزقه والنفق الأسود الذي صار يفرض عليه ظلمته".

من جهة أخرى، قال قاسم إن دولٌا كثيرة وأنظمة كثيرة ورؤساء وملوك وأمراء كثيرون أثنوا على (الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نلسون) مانديلا من توقه إلى الحرية التي كان يؤمن بها، ولمناداته بالمساواة وعدم التمييز بين الناس من غير مائز الكفاءة"، فـ"يا أيها الذين أثنوا على مانديلا في كل ذلك، أينكم أنتم من ذلك؟".

وخاطب حكومات الدول الغربية الكبرى التي عظّمتِ من شأن مانديلا لمطالبته بالحرية والمساواة والتزامه بالاسلوب السلمي بالقول: "ما هو موقفكِ من الحكومات التي تجهض صوت الحرية للشعوب، وتنتهج سياسة التمييز، وتذل الشعوب وتستأثر بالثروة، وتقمع المعارضة السلمية"، متسائلا: "ألستم تغازلون هذه الأنظمة المستبدة والحكومات الظالمة مغازلة سياسية ناعمة، وتغرونها بصورة عملية فاعلة من خلال الدعم العملي والثناء المسرف والتأكيد على الصداقة والعلاقة الأساسية معها والإمداد بالسلاح الفتاك؟".

وتابع "أنتم يا رؤساء آخرون ويا أمراء ويا ملوك ممن أثنيتم على مانديلا في جهاده ضد العنصرية والتمييز، كيف تعذّبون من كان جهاده الجهاد نفسه؟ هل الاستئثار بالسلطة والاستحواذ على الثروة وحرمان الآخرين وتهميشهم والتمييز وسلب الحرية، جريمة وظلمٌ وعدوان وتخلفٌ من حكومة التمييز العنصري التي كانت لها السيطرة في جنوب أفريقيا، بينما هي فضيلة وإنصافٌ وتقدمٌ حين يكون ذلك منكم وعلى أيديكم؟".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus