بعد 105 جائزة دولية بالتصوير: أحمد الفردان على طريق ذات الصورة!

2013-12-27 - 9:22 م

مرآة البحرين (خاص): جريمته أنه لا يساوَم ولا يساوِم، ولا يغادر ساحة ولائه أو حريته. ولاؤه للإنسان الذي في داخله، وحريته في الصورة التي يقدمها بعناية لا يفرِّط فيها، لتقول الحقيقة المفرّط فيها في البحرين. لقد أزعجهم ذلك يا أحمد الفردان، لذلك استهدفوك مراراً.

الصحافي أحمد الفردان، مصور رسمي في وكالة " demotix "، مصور رسمي في وكالة "nurphoto"، وعضو الجمعية الامريكية للتصوير الضوئي "PSA " وحائز على 105 جائزة دولية في التصوير بالإضافة إلى المركز الثاني في منظمة "عدم الإفلات من العقاب" والمركز الأول في منظمة "فرونت لاين"، والفائز   بجائزة "09 Salon» " البرونزية عن صورته التي أعطاها عنوان: "البحرين كل يوم" (Day   Bahrain Every ) في المعرض الذي نظمته شركة فوتوكلوب بور، تحت عنوان (الإنسان ونشاطاته 2012) برعاية الاتحاد العالمي لفن التصوير الفوتوغرافي «فياب FIAP» والجمعية الأميركية للتصوير الضوئي PSA اللتين شاركتا في تشكيل لجنة التحكيم التي قيّمت الأعمال المشاركة في المعرض.

كل هذه الجوائز العالمية والمناصب لم تتمكن من حماية حق الفردان في التفرّد بالصورة.

لم يكن اختطاف الفوتوغرافي المتألق أحمد جابر الفردان فجرالخميس 26 ديسمبر/كانون الثاني هو الأول، فقد سبق   اختطافه لساعات، كان ذلك في مساء 13 أغسطس/آب 2013 على يد أجهزة المخابرات. ترددت أنباء حينها عن اعتقاله، اتضح فيما بعد أنه أُوسع ضرباً مبرحاً، ثم تم تهديده، وابتزه ضابط عرَّفَ نفسه أنه من ضباط جهاز الأمن المركزي. كانت سيارة الضابط المُبتز (لاندكروزر) بيضاء اللون "جيب"، قال لأحمد: أمامك خياران لا ثالث لهما، "إما أن تتعاون معنا وإلا لبّسناك "تهمة عمل إرهابي"، تعرف أننا نقوم ببساطة بذلك، ولن تخرج من السجن طيلة حياتك!"

أبى الفردان أن يكون ولاؤه لغير إنسانيته، أن يخون زملاءه الفتوغرافيين: أحمد حميدان وحسين حبيل وآخرين الذين يقضون وراء القضبان. رفض عرضهم وابتزازهم. وظل مخلصا للصورة والحقيقة وحدها. فكان الاختطاف الثاني فجر الخميس. 

بعد أكثر من يوم كامل من انقطاع كل خبر عن أهله فيما يخص وضعه ومكان تواجده، اتصل في مكالمة امتدت لـ"عشر ثوانٍ" من مكان احتجازة، قال: أنا بخير وقُطع الاتصال. هي المكالمة المعتاد عليها في مثل هذه الحالات، يأتيه الأمر: اتصل بأهلك قل لهم أنك بخير ولا شيء غير هذا.

الخميس مساء تواردت أنباء غير مؤكدة، عن تواجد المصور المختطف فجراً بمستشفى القلعة ووضع "سيلان المغذي" بيده.

حتى الآن، لا أحد يعلم ماذا ينتظر أحمد الفردان بعد التهديد الذي سبق وتلقاه "وإلا لبسناك تهمة عمل إرهابي"، لا أحد يعلم أي تهمة ستودع في عدسة أحمد الفردان، لكن ما نعرفه أن الفردان الآن، على طريق رفاقه الذين سبقوه، والذين أخذوا بجرم الصورة وجريرتها، إنه طريق ذات الصورة!

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus