ديفيد إيكاسون: هل تستطيع أن تكون سعيدًا في البحرين؟

2013-12-31 - 11:41 ص

ديفيد إيكاسون ، موقع غلوبال هابيناس

ترجمة: مرآة البحرين

سافرت على مدى السنوات الماضية الى جميع أنحاء العالم، ذهبت إلى البلاد التي لم أذهب إليها من قبل وسألت الناس عن الأمور التي تجعلهم سعداء في حياتهم. وكان الهدف من ذلك هو الزيارة والتعرف على الناس في 50 بلدًا لم أزرها من قبل، بالإضافة إلى حوالي 100 بلد قد زرتها سابقًا.

لقد قمت حتى الآن برحلات في كل مكان من روسيا البيضاء إلى الكاميرون، وحتى بعض البلدان التي لا وجود رسمي لها، مثل ناغورني- كاراباخ وترانسنيستريا.

الآن، حان الوقت لزيارة البحرين، وهي دولة صغيرة ( جزيرة في الحقيقة) في الخليج العربي يبلغ عدد سكانها 750 ألف نسمة فقط. خلال الربيع العربي، طالب الشعب في البحرين بالحرية، كما هو الحال في مصر وتونس وليبيا وسوريا. إلا أنه تم سحق الاحتجاجات بمساعدة من الدبابات السعودية. ومنذ ذلك الحين، سجن عدد من ناشطي حقوق الإنسان والصحفيين وغيرهم. وكانت منظمة العفو الدولية ومنظمة مراسلون بلا حدود من بين أولئك الذين احتجوا على الوضع في البحرين.

فإذن، ما الذي يجعل الناس في البحرين سعداء؟

لا تستغرق رحلة الطائرة من دبي إلى البحرين سوى ساعة واحدة تقريبًا. بعد ملء وثائق الهجرة قدمت جواز سفري لمسؤول الهجرة. نظر اليه، وسألني (على مدار اليوم) كم سأمكث هنا، بعد ذلك أعطى جواز سفري إلى رئيسه وطلب مني الجلوس والانتظار. وكانت المساحة التي خلف مكتب مراقبة الجوازات مليئة بالمسؤولين الأمنيين البارزين. تم استدعاء رجل كان يجلس على الكنبة المقابلة وقيل له: " أنت على القائمة السوداء، عليك العودة إلى الرياض!" وما اهتموا بقوله، وقادوه إلى طائرة كانت في الانتظار.

بعد ساعة ناداني أحد الموظفين. كان يريد أن يعرف ماذا أعمل، ما هي مهنتي، وإذا كان لي أي علاقة بوسائل الإعلام في حياتي المهنية. شرحت له أن شركتي " غلوبل ريبورتينغ" تعمل في مجال المعلومات والاتصالات، ولكنني، في هذه الأثناء، أسافر كسائح وفي نفس الوقت أسأل الناس في البلدان المختلفة عن معنى السعادة بالنسبة لهم.

سألني "لماذا تريد أن تسأل أهل البحرين عن السعادة؟"، وقبل تقديم "الدليل". قام بتحميل المعلومات الى موقع " غلوبل ريبورتينغ": وسألني "هل هذا أنت". وطبعا كان ذلك انا.

وبعد طرح المزيد من الأسئلة عن الأشخاص الذين أعرفهم في البحرين ( أنا لا أعرف أحدًا)، وما الذي سأفعله ومن سأزور، طلب مني الانتظار مرة أخرى وفي تلك الأثناء اتصل برؤسائه في العاصمة. مرة أخرى، كنت أجلس هناك على المقعد، محاطًا بالعمال المهاجرين القلقين على أوراقهم التي قد لا تكون متوافقة مع التعليمات.

مرت ثلاث ساعات أخرى، وأعداد جديدة من العمال المهاجرين تأتي وتذهب، بالإضافة الى العمالة الغربية الوافدة وكان هناك أشخاص يبدو أنهم من البحرين. فهل هم سعداء بالعودة إلى بلادهم؟

عاد موظف الهجرة. تم رفض الدخول. لا يسمح لي بدخول البحرين. وبدلاً من ذلك، طلب تذكرتي من أجل أن أستقل الرحلة التالية المتاحة إلى دبي.

حتى الآن، زرت حوالي 140 بلدًا، وكنت أدخل الى أغلب هذه البلدان دون أية مشاكل، حتى في البلدان مثل روسيا البيضاء وإيران. في الواقع، هذه هي المرة الأولى التي أُمنَع فيها من دخول بلد لم يسبق لي أن زرته أو غطيته من قبل.

يبدو جليًا أن السعادة مسألة خطيرة جدًا في البحرين.

قل لي ما الذي برأيك يشكل سعادة البحرين!

بسبب منعي من دخول البحرين وطرح هذا السؤال بنفسي، أرجو منكم أن تساعدوني. أخبروني عن السعادة في البحرين على # bahrainhappiness

 

28 كانون الأول/ديسمبر 2013
النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus