استهداف عوائل الشهداء في 2013: الشهداء آباء آبائهم

2014-01-06 - 9:10 م

مرآة البحرين (حصاد الساحات): من قال إن الأبناء لا يُعلّمون آباءهم؟ في الحالة البحرينية، الآباء يسيرون على خطى أبنائهم الشهداء. الأبناء الشهداء يضيئون درب آبائهم ويمنحوهم -بقدر طاقة الفقد- القوة لإكمال طريقهم الذي بدؤوه، يحيلونهم ثواراً.

تسقط كاميرا الشهيد أحمد اسماعيل برصاصة القتلة، فيلتقطها والده المفجوع، يُلبسها وجه أحمد، ويحملها معه إلى كل محفل احتجاجي، ويصير موثّقاً مصوِّراً على غرار ابنه. نعم، الشهداء آباء آبائهم. هذا ما علمتنا إياه الثورة البحرينية. كثير منهم لم يكن له شأن بالسياسة، قبل أن يُصيّره فتاه الشهيد مناضلاً، لا يفوّت احتجاجاً أو مسيرة إلا ويصول فيها مطالباً بالقصاص من القتلة والعدالة. كذلك باقي عوائل الشهداء. تحوّلوا إلى خناجر في قلب النظام القاتل.

في 2013 ضاق النظام درعاً بآباء الشهداء وعوائلهم، كان قبلها يتحاشاهم بفعل جريمته الشنعاء فيهم، لكن الوقاحة لا تعرف حداً. فيما يلي نعرض نماذج لاستهداف السلطة لعوائل الشهداء واعتقال آبائهم بهدف الترهيب والتخويف خلال هذا العام.

20 مايو/ ترهيب عائلة الشهيدة بهية العرادي

داهمت قوات النظام بشكل مفاجئ، وبأعداد كبيرة، منزل الشهيدة بهية العرادي في العاصمة المنامة، ولسبب غامض أحضرت الداخلية مسرح الجريمة التابعة لها.
وتمت محاصرة المنزل نحو 5 ساعات قبل أن يلقى القبض على أخوة الشهيدة بهية العرادي (عقيل، حبيب، نجاة، منى). فيما نشر نشطاء صوراً توضح آثار تفتيش المنزل وتخريب محتوياته. تم الإفراج عنهم بعد ساعات.

* بهية العرادي (51 عاماً) من المنامة. استشهدت إبان قانون الطوارئ في 22 مارس 2011، إثر إصابتها بطلق ناري اخترق رأسها من الأمام من قبل قوات الأمن التي تدخلت لفض اعتصام دوار اللؤلؤة ومرفأ البحرين المالي.

16 يوليو/ استهداف والد الشهيد السيد هاشم

قامت مليشيات مدنية باختطاف السيد سعيد حسين والد الشهيد السيد هاشم من منزلهم في مدينة حمد، قبل أن تقوم بمصادرة هواتف وأجهزة كومبيوتر محمولة.
أفاد والد الشهيد بتعرضه لسوء معاملة وإهانة في التحقيقات الجنائية، فبعد اختطافه تم وضعه في غرفة باردة و صغيرة وهو مقيد ومصمد. تم التحقيق معه حول مشاركته في المسيرات، وأوضح أنه تم تهديده "بالاعتداء الجنسي بواسطة الهوز في حال لم يعترف على التهم المفبركة الموجهة له من قبل الضابط الملثم في التحقيقات". أفرج عنه في اليوم التالي.

*الطفل سيد هاشم (15 عاماً) من منطقة سترة، استشهد بسبب تهتك الأوعية الدموية ونزيف نتيجة إصابته بالعنق بحسب ما أشار التقرير الطبي، وذلك بعد مناوشات ساخنة شهدتها عدة مناطق يوم 13 ديسمبر 2011.

9 أغسطس/ استهداف والدة الشهيد محمود العرادي

لأسباب مجهولة، أوقفت سلطات جسر الملك فهد والدة الشهيد محمود العرادي، وذلك أثناء ذهابها لأداء العمرة بعد 8 أيام من فقد ابنها في حادث مشبوه. وكانت والدة العرادي قد ظهرت في شريط فيديو تشرح معاناة ابنها المطارد منذ عامين، وتعرض منزلهم للمداهمة لعشرات المرات، قبل أن يتوفى في الحادث.

* الشهيد محمود العرادي (20 عاماً) المطارد منذ عامين، توفى في حادث مروري مروع مع آخر معه في السيارة في 1 أغسطس 2013. فيما أثار فيديو تم نشره لاحقاً للحادث، شكوكا بشأن تورط الأمن البحريني بمقتل الشابين.

أحمد الموالي

11 أغسطس/ استهداف والد الشهيد يوسف موالي

اعتقل الحاج أحمد موالي، والد الشهيد يوسف بمنطقة عراد، خلال مشاركته في مسيرة احتجاجية بمنطقة عراد وكان يحمل صورة ابنه الشهيد. اتهم الحاج (موالي) على إثرها بالتجمهر، لكنه فوجئ بتلفيق ثلاث تهم أخرى له لاحقاً، أبرزها «انتهاك حرمة المقابر»، و«اتلاف ممتلكات الغير» و«التحريض على المؤسسات النظامية». في حين هو من تقدم ببلاغ إلى مركز المحرق عن تعرض قبر ابنه الشهيد للتخريب أكثر من مرة. ومنذ لحظة اعتقاله منع من الحصول على أدويته التي يحتاجها لمرض القلب المصاب به، وقد سبق تعرضه لجلطة.

في 23 سبتمبر أيدت المحكمة مواصلة حبس الحاج (موالي) قضى في المعتقل شهرين قبل أن يخلى سبيله في 9 أكتوبر. 

*الشهيد يوسف موالي (24 عاماً) اختفى في يناير/ كانون الثاني 2012، قبل أن يتم العثور على جثته ملقاة عند ساحل منطقة أمواج شرقي المنامة. ادعت السلطات أن وفاته بسبب حادثة «الغرق»، فيما لم يتقدم أحد بأية شواهد تثبت غرقه، ووجدت جثته مليئة بالكدمات وآثار الضرب والتعذيب.

22 أغسطس/استهداف والد الشهيد علي مشيمع

مداهمات نفذتها قوات النظام لعدد من مناطق البحرين، اعتقلت خلالها 12 مواطناً بينهم عبد الهادي صالح (50 عاماً) والد الشهيد علي المشيمع.
تم تحويل مشيمع الأب إلى النيابة التي أمرت بحبسه احتياطياً 45 يوماً على خلفية مشاركته في مسيرة سلمية بمنطقة عراد.
(الوفاق) وصفت اعتقال آباء الشهداء بالإجراء الوقح، مؤكدة بأن ذلك يأتي ضمن سلسلة إنكار حق هؤلاء في المطالبة بالقصاص من قتلة أبنائهم، فبدلاً من الاعتذار لهم وإنصافهم تذهب الدولة إلى التنكيل بهم بمداهمة منازلهم واعتقالهم تعسفياً وإهانتهم.
وندد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالاستهدافات التي يتعرّض لها آباء الشهداء على يدِ المرتزقة والتي وصفها بـ«الإرهابية». وقال في بيان خاص «ما جرى صباح اليوم من اعتقال تعسّفي لِوالد الشهيد علي مشيمع، يأتي بعد اعتقال والد الشهيد يوسف موالي ضمن سلسة استهدافات يتعرّضُ لها آباء الشهداء انتقاماً منهم على صمودهم وثباتهم في سوح الثورة وميادنيها» على حد تعبيره.

أفرج عنه في 29 أغسطس.

*علي مشيمع (22 عاماً)، هو أول من سقط شهيداً في ثورة 14 فبراير 2011. بعد إصابته بطلقات شوزن في ظهره من مسافة قصيرة على يد قوات الأمن البحرينية التي عمدت لتفريق الاحتجاجات السلمية باستخدام القوة المفرطة.

25 سبتمبر/ استهداف والد الشهيد أحمد اسماعيل

اعتقل والد الشهيد أحمد اسماعيل بعد اختطافه من قبل عناصر مدنية من منزله في سلماباد، وسط استهداف متكرر لآباء الشهداء. وجهت له تهمة التجمهر وفق قانون العقوبات والمشاركة في مسيرة غير مرخّصة. قضى في السجن قرابة شهر كامل، قبل أن يُخلى سبيله بكفالة قدرها 100 دينار بحريني.

*المصور أحمد اسماعيل حسين (22 عاماً) استشهد في 31 مارس 2012، بعد تعرضه لطلق ناري مباشر من قبل قوات النظام أصابه في أعلى الفخذ الأيمن أسفل البطن، وذلك أثناء تغطيته لاحتجاجات في منطقته سلماباد في 30 مارس.

شهداء

10 أكتوبر/ استهداف أخ الشهيد محمد عبد الجليل

بعد أقل من شهر من استشهاد ابنه، تفاجأ الناشط عبدالجليل يوسف رئيس لجنة الرصد والتوثيق والمتابعة في الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان باقتحام قوات الأمن منزله، واعتقال ابنه الأكبر علي"26 عاما". قوات أمنية ملثمة ومدججة بالسلاح وبلباس مدني، كسرت باب المنزل، ودخلت فرقة عنوة إلى داخل منزله، أما الفرقة الثانية فتسلقت المنزل ودخلت من الشرفة العلوية. توجهت القوات الأمنية لغرفة (علي) بينما كان نائما، وتم اقتياده ومصادرة أجهزته الالكترونية.

الناشط عبدالجليل نقل عن تعرض ابنه لتعذيب شديد خلال أول يومين، أجبر على الوقوف طوال الوقت، ومنع عنه الماء والطعام. أمرت النيابة بحبسه ستين يوما على ذمة التحقيق، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقاً.

* الشهيد محمد عبد الجليل (20 عاماً)، استشهد في 12 سبتمبر 2013 أثناء قيامه بنشاطه الثوري"، وفق ما أعلن إئتلاف 14 فبراير، و"أنه كان يقوم بجهد لتأمين الحواجز لحماية المتظاهرين من الدهس".

17 نوفمبر/ استهداف والد الشهيد ياسين العصفور

استدعت وزارة الداخلية مجموعة من آباء الشهداء، للتحقيق إثر مشاركتهم في مسيرة "قواسم الشهداء" في قرية المصلى خلال موسم عاشوراء، وهي فعالية ترمز إلى شهداء البحرين من فئة الشباب الذين قتلوا على يد قوات النظام. وكان من ضمن هذه المجموعة والد الشهيد ياسين العصفور، ووالد الشهيد على مشيمع، ووالد الشهيد سيد هاشم، وقد استدعوا جميعا هاتفيا من قبل مركز شرطة الخميس للتحقيق معهم ثم أخلي سبيلهم، عدا والد الشهيد علي مشيمع الذي أبقي عليه عدة ساعات لينقل إلى مركز شرطة النعيم ويحقق معه بشان مشاركته في مسيرة غير مرخصة في المنامة، وقد أخلي سبيله بعد يوم واحد.

أكد والد الشهيد بأنه سيواصل مشاركته في كل الفعاليات السلمية ولن يوقع على أي تعهد يلزمه عدم المشاركة في هذه الفعاليات، ورأى بأن هذا الاستهداف ينبئ عن إجراءات قادمة ستتخذ ضد آباء الشهداء بسبب نشاطهم الميداني المستمر.

*الطفل ياسين العصفور (14 عاماً) المصاب بضيق تنفس حاد (الربو)، استشهد إثر تنشقه الغازات السامة التي أطلقتها قوات النظام بالقرب من منزلهم في المعامير في 30 ديسمبر 2011. تطورت حالته سريعاً وقضى في العناية المركزة مصاباً بالتهاب رئوي حاد وانتكاسة عنيفة أودت بحياته في 20 يناير 2012.

21 نوفمبر/ استهداف عم الشهيد علي بداح

وفق ما أفادت عائلته، اختطف قاسم بداح "36 عاما" من مقر عمله بمجمع السلمانية الطبي على أيدي قوات الأمن، واقتيد لمكان مجهول. قاسم هو عم الشهيد علي بداح والمنسق العام لرابطة شهداء البحرين في ثورة 14 فبراير. أصدرت الرابطة بيان استنكار لاختطافه محملة النظام أي ضرر يحل به. فيما قدمت عائلته بلاغا عن اختفائه إلى عدة مراكز شرطة إلا أنها نفت علمها بمكانه، واتضح لاحقا أنه محتجز في مكتب 99 بمبنى التحقيقات الجنائية "العدلية".

واجه (بدّاح) من لحظة اعتقاله سيلا من الشتائم والسباب الطائفية والحاطة بالكرامة، على مدى 36 ساعة تعرض للجلد بالسياط والضرب بالحديد، جرد من كامل ملابسه وتحرشوا به جنسيا، هددوه بالاغتصاب، عمدوا إلى إدخال قضيب في دبره، هددوه بالاعتداء على زوجته وأهله، وحاول المعذبون خنقه حتى انقطع نفسه وشارف على الموت.

حُمّل (بدّاح) على الاعتراف بتهم ملفّقة منها الاشتراك في تفجيرات، الانتماء إلى "منظمة إرهابية تتلقى التمويل من الخارج" (رابطة الشهداء)، الانتماء لـ"تيار الوفاء"، الارتباط بـ"ائتلاف شباب 14 فبراير"، حيازة قنابل مولوتوف، إدارة مجموعات ميدانية، إيواء المطلوبين أمنيا، بالإضافة إلى معالجة الجرحى، وتهريب الأدوية، وغيرها.

*الطفل علي بداح (16 عاماً)، استشهد في 19 نوفمبر 2011 بعد دهسه بسيارة تابعة لقوات الأمن البحرينية أثناء الاحتجاجات البحرينية. واعترفت الحكومة البحرينية بتورط قوات الأمن بمقتله لكن تحقيقاً لم يفتح، واكتفت بالقول إنه " قتل بعد انحراف سيارة أمنية جراء قيام مجموعات تخريبية بسكب الزيت في الشارع مما أدى لانحراف السيارة و اصطدامها بجسم المجني عليه".

علي الشيخ

24 نوفمبر/ استهداف والد الشهيد علي الشيخ

يعد هذا الاعتقال الثاني لوالد الشهيد، فقد سبق واعتقل إثر مشاركة له في مسيرة بالمنامة في 21 سبتمبر، وأخلي سبيله بعد تعرضه للضرب المبرح.اعتقل "جواد الشيخ" والد الشهيد "علي الشيخ" من مقر عمله بهيئة الكهرباء، بعد أن تمت محاصرة الإدارة بأعداد كبيرة من أجياب الشرطة ومدرعة، وبدون استدعاء مسبق. وجهت له تهمة «التحريض على كراهية النظام» بسبب الكلمة التي ألقاء بالعاصمة المنامة مساء التاسع من محرم الموافق 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
ولا يزال والد الشهيد معتقلاً حتى ساعة كتابة هذا التقرير بعد أن جددت النيابة العامة في 11 ديسمبر سجنه لمدة 30 يوماً على ذمة التحقيق.

*الطفل علي الشيخ (14 عاماً)، استشهد في 21 أغسطس 2011 المصادف ليوم عيد الفطر. إثر إصابته في الرأس بقنبلة غاز مسيل للدموع بصورة مباشرة من قوات الأمن البحرينية أثناء الاحتجاجات البحرينية 2011.

26 نوفمبر/ استهداف والد الشهيد أبو تاكي

اعتقل الحاج مكي والد الشهيد محمود أبو تاكي بعد استدعائه لمركز شرطة النعيم، تم تحويله إلى النيابة العامة والتحقيق معه بتهمة "التحريض على كراهية النظام"، قبل أن تأمر بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق.
وقد شكا أبو تاكي عبر اتصال هاتفي إلى عائلته تعرضه للضرب والشتم وسوء المعاملة من ضابط السجن، وأفادت عائلته أن إدارة سجن الحوض الجاف رفضت إعطاءهم تصريحا للزيارة من دون ذكر الأسباب.
-النظام-البحريني-يشن-حملة-اعتداءات-منظّمة-على-السجناء-السياسيين-داخل-المعتقلات.

ولا يزال أبو تاكي موقوفاً، فيما انتشرت صورة حديثة له في مستشفى السلمانية بتاريخ 2 يناير 2014. وأعلن ابنه شاكر على صفحته في تويتر @shaker3003 بأنه ورد اتصال من شرطة النعيم "يخبرونا بأنه قد تم اجراء عملية جراحية للوالد ورفضوا ألافصاح عن نوعها ونستغرب أجرائها من دورن الرجوع لنا". فيما لم تعرف تفاصيل أخرى حتى ساعة كتابة هذا التقرير.

*الشهيد محمود أبو تاكي (23 عاماً) من منطقة سترة، استشهد بعد تعرضه لطلقات رصاص انشطارية إثر الهجوم الغادر على المعتصمين في دوار اللؤلؤة فجر الخميس الدامي 17 فبراير 2011.

استهداف عائلة الشهيد هاني عبد العزيز

ظلت عائلة الشهيد هاني عبد العزيز مستهدفة منذ رفعها قضية في المحاكم البحرينية حول جريمة قتل ابنها بدم بارد.إذ تعرض منزل العائلة إلى الطلق المباشر بعبوات الغاز السام والرصاص المطاطي عدة مرات. كما تم اعتقال 3 من أخوة الشهيد هم: عبدالله، ومحمود، وعباس ونسبت إليهم مجموعة من التهم الكيدية.

* الشهيد هاني عبد العزيز (33 عاماً) من البلاد القديم. استشهد إثر إصابته بأربع رصاصات إنشطارية من قبل قوات الأمن البحرينية خلال فترة الطوارئ 25 مارس 2011. وبعد توصيات بسيوني تمت محاكمة القاتل، وخفف الحكم الصادر بحقه من 7 سنوات إلى شهرين، ولا يوجد ما يثبت وجوده في داخل السجن حتى الآن.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus