مايكل روبن: ما معنى ضبط البحرين للأسلحة؟

2014-01-07 - 3:11 م

مايكل روبن، مجلة كومنتري الأمريكية

ترجمة: مرآة البحرين

أعلنت السلطات البحرينية في 30 كانون الأول/ديسمبر اعتراضها لسفينة تحمل متفجرات وأسلحة إيرانية متوجهة على ما يبدو إلى المعارضة البحرينية. كما ذكرت صحيفة غولف ديلي نيوز البحرينية:

سجلت البحرين انتصارًا كبيرًا في معركتها على الإرهاب من خلال ضبط مخبأ أسلحة كبير واعتقال المطلوبين الذين كانوا يحاولون الفرار من البلاد. يومي السبت والأحد، تم اعتقال سبعة عشر شخصًا في سياق عملية كبيرة لمكافحة الارهاب، حيث صادرت الشرطة كميات كبيرة من الأسلحة ومواد لصنع القنابل. وقد تم اكتشاف متفجرات إيرانية الصنع وقنابل متفجرة سورية وبنادق كلاشينكوف وعبوات متفجرة من نوع C4 وعبوات متفجرة مضادة للأشخاص وقنابل يدوية ومدفع رشاش من نوع PK، ولوحة الكترونية لتشغيل الدوائر الكهربائية وعبوات متفجرة خارقة للدروع  فضلًا عن متفجرات من نوع TNT ومجموعة من المواد الأخرى المستخدمة في تصنيع القنابل. فقد تم ضبط بعض هذه الأسلحة في عرض البحر في واحدة من أكبر عمليات ضبط الأسلحة في البحرين، وهي على ما يبدو قادمة من العراق. وتم ضبط البعض الآخر خلال غارة على مستودع غير شرعي للأسلحة بالقرب من طريق البديع السريع، عندما كان 13 شخصًا يحاولون الفرار من البحرين على متن قارب سريع باتجاه الشمال.

من جانبها، رفضت الحكومة الإيرانية بشدة هذه الاتهامات. كما رفض مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون الأفريقية والعربية حسين أمير عبداللهيان هذه الاتهامات، قائلًا إنه لا ينبغي للبحرين أن تلوم أحدًا غير نفسها على مشاكلها الداخلية.

ولا تخطئوا: لدى شيعة البحرين مظالم حقيقية ليس لها علاقة بايران. 95 بالمئة من البحرينيين العاطلين عن العمل هم من الشيعة، وهم يتعرضون للتمييز في كل القطاعات تقريبًا. وعندما كانت إيران متورطة حتى الرقبة في مؤامرة الانقلاب عام 1981 ضد العائلة المالكة البحرينية ( وفقًا لمواد ومنشورات الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين الموجودة في مكتبة الكونغرس)، فإن عددًا قليلًا من البحرينيين الشيعة هللوا لإيران في تلك الفترة. فكثير من الشيعة البحرينيين في الخارج، كان لديهم فرصة كبيرة للتصويت لصالح الوحدة مع إيران خلال استفتاء قامت به الأمم المتحدة في عام 1970، ولكنهم اختاروا الاستقلال. وعدد كبير من البحرينيين يريد فقط الإصلاح، ولكنهم أصبحوا محبطين من ملك يفضل الإستجمام على الحكومة، ورئيس وزراء يفضل استخدام القبضة الحديدية وتأييد السعودية على الإصلاح.

وكون البحرين أصغر دولة عربية والجزيرة الوحيدة في الدول العربية، فإن حدودها أيضًا تقليديًا كانت الحدود الأسهل للسيطرة عليها. وتهريب الأسلحة إلى البحرين ليس بالعمل السهل. ففي حين لم تكن المعارضة البحرينية سلمية كما تصرح (من الصعب أن تكون قنابل المولوتوف أدوات سلمية)، حافظت على ما يبدو على مسافة بينها وبين الجميع سوى وسائل الاعلام الايرانية، اذا كان من الممكن تصديق الحكومة البحرينية، وكذلك المساعدات المالية التي تم تحويلها من الحسابات الإيرانية في البنوك البحرينية والتبرعات الخيرية التي تقدمها مكاتب آيات الله في العراق وايران.

إذا كانت عملية ضبط الأسلحة هذه حقيقية -  ويبدو ، بصرف النظر عن النفي الايراني، أنها ليست كذلك-  فهي تشير إلى وجود عدد من الأمور المثيرة للقلق لعام 2014.

أولًا، رغم أمل العواصم الغربية بأهمية انتخاب الرئيس حسن روحاني، فإن الجمهورية الإسلامية -أو على الأقل الحرس الثوري(IRGC) - قد استعادت نشاطها وعزمت على أخذ ما ينص عليه القانون من “ تصدير الثورة " إلى مستوى جديد. فمع استعادة إيران لنشاطها في سوريا ونشاطها الذي ما زال مؤثرًا بشكل كبير في العراق (وكردستان العراق)، فإن طهران تسعى على ما يبدو إلى تحويل اهتمامها لحربها بالوكالة ضد المملكة العربية السعودية الى جبهات أخرى.

ينبغي على الولايات المتحدة أيضًا أن تقلق، نظرًا للشراكة القديمة بينها وبين الحكومة البحرينية. فالبحرين تستضيف أسطولها الخامس والجنود الأمريكيين يحبون حقًا المملكة وشعبها المعروف بصداقته لجميع منطقة الخليج العربي. المعارضة البحرينية، من جانبها، لم تستهدف الأمريكيين ولم تنخرط في أعمال معادية للولايات المتحدة، على الرغم من أن بعض الرموز المعارضة التي تقول باللغة الانجليزية أشياء جميلة في حق الولايات المتحدة قد أخبرت الصحافة الإيرانية بأن طرد الأميركيين سوف يكون العمل الأول الذي ينبغي على المعارضة تحقيقه.

حري على المعارضة البحرينية أن تكون حذرة إذا سعى قائد قوة القدس قاسم سليماني والحرس الثوري إلى فتح فصل جديد في الاضطرابات في البحرين، فأي محاولة تقوم بها إيران لاستمالة الحركة يعني نزع الشرعية عن المعارضة البحرينية ونضالها من أجل الإصلاح لعقود قادمة. وفي نفس الوقت، دعونا نأمل في أن الرئيس أوباما ووزير الدفاع تشاك هيغل ووزير الخارجية جون كيري يدركون كم سيبقون معرضين للمخاطر في الشرق الأوسط، والضرر الذي سيصيب مصالح الولايات المتحدة إذا ما سمحوا باستمرار نزيف النفوذ الأميركي.

 

2 كانون الثاني/يناير 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus