بدء الحوار رغم تحفظات المعارضة و"الوفاق" تلوح بالانسحاب وتقارير عن إرتفاع وتيرة التجنيس

2011-07-05 - 11:16 ص

مرآة البحرين (خاص): ركزت الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على موقف المعارضة في البحرين التي عكست إحساسا بـ"التهميش" واستعداد جمعية "الوفاق" للانسحاب من طاولة الحوار على أساس "سقفين" حددتهما هما "تحقيق المطالب والقبول الشعبي"، كما نشرت صحف أخرى مواقف ائتلاف 14 فبراير/ شباط من الحوار ومواقفها. كما عرضت الصحف لليوم الثاني مواقف دولية وإقليمية مؤيدة للحوار. هذا وتحدثت بعض الصحف عن ملف التجنيس وسألت عن أهداف تسريع وتيرة التجنيس وتسريب احصاءات تقول بان نسبة المسلمين السنة بلغت 51 في المائة .

وقد أشارت "السفير" و"الاخبار" اللبنانيتان و"الرأي العام" الكويتية إلى أن "أولى جلسات حوار التوافق الوطني تنطلق مساء اليوم بمحاوره الأربعة بحسب، إذ من المقرر أن يتصدر جلسة المحور السياسي موضوع الجمعيات السياسية، وفي المحور الاقتصادي سيناقش المتحاورون واقع تنافسية الاقتصاد الوطني وسبل تعزيزها، أما في المحور الحقوقي فسيتم طرح موضوع حقوق المرأة والطفل، كما يتناول المحور الاجتماعي الملف الشبابي.

كما عرضت الصحف اللبنانية والكويتية والاماراتية والاردنية تصريحات القيادي والنائب السابق عن جمعية "الوفاق" خليل مرزوق التي قال فيها: "منذ البداية كنا متحفظين عن صيغة الحوار بدءا من رئاسته واجراءاته وتفاصيله لأنه لا يعبر عن الارادة الشعبية الحقيقية". وذكر أنه مع اطلاق الحوار رسميا يوم السبت الماضي "توضحت الصورة الحقيقية وهي ان المشاركين الـ 300 لم يتم اختيارهم على اساس التمثيل الشعبي وانما على اساس تمثيل الأفكار".

سقفان للمعارضة: تحقيق المطالب وقبول الشعب 

كما أكد مرزوق "ان المطالب السياسية الاساسية التي دعمت جمعية الوفاق على اساسها الحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير في فبراير/ومارس الماضيين والتي انهتها السلطات بالقوة، قد تضيع في سلة من المواضيع الاقل اهمية التي يتناولها الحوار".

وقال في هذا السياق ان الحوار"سيناقش كل مشاكل الشعب البحريني بما في ذلك التعليم والعمل ورفع الرواتب والازمة المالية اضافة الى القضايا السياسية، وهذا يؤدي الى تذويب القضايا السياسية في بوتقة كبيرة تدعى الحوار الوطني". واضاف "لا نجد حتى الآن اي رد ايجابي بأن هذه الاجراءات ستعدل وقد ارسلنا رسالتين الى رئيس الحوار ولا جواب حتى الآن". وشدد المرزوق على ان جمعية "الوفاق" ما زالت ملتزمة بالمشاركة في الجلسات لكن "الحوار كما نراه لا يلبي مطالب الشعب البحريني بان ينتج حلا سياسيا، ولا مطالب المجتمع الدولي" مضيفاً " أن لدى المعارضة "سقفين" هما "تحقيق المطالب والقبول الشعبي، وستكون خياراتنا مفتوحة اذا لم يحقق الحوار هذين السقفين".

من جانبها عرضت صحيفة "الاخبار" اللبنانية لمواقف ائتلاف شباب "ثورة 14 فبراير" من الحوار ونسبت إلى الأئتلاف "قوله أن حوار التوافق الوطني فاشل "ولا مقومات حقيقية للحوار". أما وليّ العهد فهو "لا يملكُ قراراً. وافق على الشروط السبعة التي قدمتها الجمعيات ثمَّ تنصل منها، ولا نعتقد أنَّ ساحة ولي العهد بريئة من جرائم القتل والتنكيل التي اقتُرفت طوال الفترة الماضية".

وحدد ائتلاف شباب "ثورة 14 فبراير" موقفه من الفاعلين الإقليميين والدوليين، وقال " أن تدخل السعودية على المستوى السياسي كان سافراً وأن تدخلها العسكري غير شرعي واحتلال، فيما كان موقف الولايات المتحدة سلبياً ومتواطئاً خلال الثورة. وطالب كلاً من تركيا وقطر بتوضيح موقفهما وتفعيله، وقدر موقف البرلمان الأوروبي.

في المقابل، رأى أن إيران وحزب الله "قدما أدواراً معنوية وإعلامية مشرفة كما هي الحال في دعمهما لجميع الثورات العربية". أما صحيفة "القبس" الكويتية فقالت أن الناشطة السياسية سميرة رجب اتهمت المعارضة بمحاولة وضع العراقيل أمام الحوار، موضحة "أن الأجواء الايجابية متوافرة وما يظهر على السطح هو ضغط من جمعية الوفاق على الحوار، مؤكدة على استمراره لأن الشعب يريده ولديه مطالب يطمح أن يحققها".

الداخلية: مسيرات الايام الماضية غير مرخصة 

من جانبها قالت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية البحرينية العميد طارق الحسن قال "إن المملكة شهدت خلال الأيام الماضية مسيرات غير مرخصة شارك فيها أعداد قليلة وتم التعامل معها وفق القانون" مبيناً "أن تنظيم أي مسيرات يجب أن يتم وفق الإجراءات القانونية المتبعة"، كما أكد "أن الدستور كفل حق التعبير عن الرأي" .

وأوضح الحسن في مؤتمر صحفي عقده في المركز الإعلامي بهيئة شؤون الإعلام أن ما حدث خلال الأيام الأخيرة من تظاهرات كانت جميعها غير قانونية مثل الذي حدث أثناء تشييع جنازة أحد المواطنين، حيث حاول بعض المشاركين فيها التعدي على القانون عن طريق التظاهر باتجاه الشارع الرئيسي في العاصمة المنامة قبل أن يتم تفريقهم من قبل قوات الأمن".

وأضاف أن "قوات الأمن في حال خروج أي تظاهرات غير مرخصة تعمل على إنذار المشاركين فيها أولاً قبل استخدام القوة المناسبة لتفريق مثل هذه التظاهرات" حسب تعبيره.   

مصر ترحب بالحوار واسبانيا تشيد بانطلاقه

ونشرت صحيفة "اليوم السابع" و"الشرق الاوسط" السعودية و"الرأي العام" الكويتية إضافة إلى صحيفة "الخليج" و"الاتحاد" الاماراتيتين ترحيب وزير الخارجية المصري محمد العرابى بالحوار الوطنى.

وأشارت "اليوم السابع" المصرية إلى أن السفيرة منحة باخوم، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، قالت أن الوزير العرابى أكد، في تصريحات للصحفيين (الاثنين)، "أن موقف مصـر فى السابق والحاضر، يتأسس على أنه لا بديل عن الحوار الوطنى، المفتوح وغير المشروط، كالطريق الحقيقى الوحيد، لتحقيق الطموحات المشروعة للشعب البحرينى، موضحاً أن مصـر تنظر بارتياح كبير لبدء فعاليات هذا الحوار ومستوى المشاركة فيه".

كما شدد وزير الخارجية، على أن مصـر ترفض أى مساس باستقلال واستقرار البحرين، وانها لن تقبل أي محاولة، من أي طرف، للتدخل في الشأن الداخلي البحرينى، أو محاولة إثارة النعرات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد"، موضحاً "أن الشعب البحرينى، بكافة مكوناته وأطيافه، يشارك حالياً فى حوار وطني، ديمقراطي وغير مشروط، وأن هذا الحوار هو الوسيلة الوحيدة المشروعة للنقاش حول الإصلاح السياسي والتطور الديمقراطي فى مملكة البحرين الشقيقة".

بدورها صحيفة " الخليج" الاماراتية قالت إن ملك البحرين تلقى اتصالا هاتفياً من نظيره إسبانيا خوان كارلوس، وجرى خلال الاتصال تأكيد عمق روابط الصداقة والتعاون المتميزة بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها . وأشاد كارلوس بدعوة الملك إلى الحوار الوطني مع كافة فئات المجتمع البحريني، مؤكداً أن هذه الدعوة ستسهم في تعزيز المسارات الديمقراطية وتحقيق التقدم والازدهار لمملكة البحرين.

من جهتها، رحبت تركيا بتشكيل لجنة تقصي الحقائق في الأحداث التي شهدتها البحرين. وجاء في بيان عن وزارة الخارجية التركية أن أنقرة تؤكد دعمها اللامحدود لعملية الحوار الشامل التي تهدف لتحقيق الاستقرار القائم في مملكة البحرين". 

تسريب تقارير تؤكد ارتفاع وتيرة التجنيس 


ونشرت صحيفة "القبس" الكويتية خبراً تحت عنوان فرعي "البحرين: السنة يشكلون 51 في المائة" وقالت فيه أن الجهاز المركزي للإحصاء والمعلومات التابع  لمجلس الوزراء البحريني أعلن "أنه بعد إجراء إحصائية ميدانية استمرت أربعة أشهر تبين أن المواطنين السنة يشكلون 51 في المائة من المجتمع البحريني، والشيعة 49 في المائة.


وفي سياق متصل قالت " الوطن" الجزائرية: " نشرت قناة الجزيرة تقريرا سريا تابعا للجهاز المركزي للاحصاء البحريني تشير فيه الى ان نسبة الشيعة في البحرين وصلت الى 49% بينما وصلت نسبة السنة الى 51 % ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الذي وصل بهذا التقرير لقناة الجزيرة التي بالكاد كانت تغطي احداث البحرين ؟ وما هو الهدف من نشر هذا التقرير؟ وفي هذا الوقت بالذات؟ 


ولفتت الصحيفة إلى ارتفاع "وتيرة التجنيس في البحرين بشكل رهيب" وأشارت إلى  وثائق ويكليكس التي تحدثت عن "000 100 مجنس" وقالت :" والحكومة التي كانت تنكر مرارا وجود عملية تجنيس ضخمة وصفتها بعض جهات المعارضة ب " الابادة الجماعية " لم تكن تستطع ان تلغي آثار التجنيس السيئة التي طالت شتى مرافق الحياة وتأذى منها السني أكثر من الشيعي في كثير من الاحيان. ولذا فان كذبة عدم وجود تجنيس بهدف ترجيح فئة على أخرى هي كذبة لا يصدقها احد في البحرين".


ولفتت الصحيفة إلى بيان لجمعية "الوفاق" استنكرت فيه "قيام الحكومة وفي هذه الايام بالذات بتجنيس اعداد كبيرة ". كما تواردت معلومات تقول بأن "قسم الهجرة و الجوازات في البحرين يعمل طوال ساعات اليوم الواحد بغرض اعطاء اكبر قدر من الجوازات للمجنسين" .


وأضافت الصحيفة الجزائرية :" بناء على هذه المعطيات الواردة فانه من الواضح ان الحكومة البحرينية وعدة اطراف اقليمية، وبعد ان ايقنت انه لا بد من ا
لاستجابة لبعض مطالب المعارضة، قررت التسريع بوتيرة التجنيس. كما هدفت اطراف حكومية التي يبدو أنها سربت هذا التقرير لقناة الجزيرة تغيير القناعة العالمية بوجود اغلبية شيعية في البحرين وذلك تمهيدا لتقبل الرأي العام الدولي هذا الامر في ما لو جرت انتخابات قادمة. وطبعا فقد استغلت هذه الاطراف سمعة الجزيرة وانتشارها العالمي لتنفيذ هدفها هذا. وقد لا يكون مستغربا أن الامر تم بالاتفاق بين الطرفين خصوصاً ان هنالك غرابة في أن يتسرب تقرير بهذه الاهمية لقناة عالمية".


وخلصت الصحيفة إلى استنتاج بأن "خطوة التجنيس الممنهج هذه ستجعل الشارع يحمل جزءا كبيرا من المسؤولية الى عدة اطراف دولية و أبرزها الولايات المتحدة الامريكية التي كان من المفترض أن تقف موقفا حازما تجاه هذه السياسية التدميرية لمستقبل وحاضر البحرين، فحكام البلاد بسياستهم التدميرية هذه جعلوا من أفق الحل السياسي اشبه بالمستحيل" .


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus