جستين غينغلر: الزورق- دليل البحرين "الدامغ"

2014-01-11 - 12:24 م

جستين غينغلر، الدين والسياسة في البحرين
ترجمة: مرآة البحرين


على مدى السنوات الثلاث الماضية، أنفقت حكومة البحرين الكثير من الطاقة في محاولة لإقناع المراقبين الدوليين بأن نشطاء المعارضة يقودون الاضطرابات السياسية، وليس لديهم أي رغبة في الإصلاح الديمقراطي، بل يعملون لتحقيق رغبة إيران وطموحاتها الإقليمية. في الواقع، كانت هذه رسالة الملك حمد في نيسان/أبريل 2011 في صحيفة واشنطن تايمز: إن حملة القمع التي شنتها الدولة كانت ضرورية لأن "المطالب المشروعة للمعارضة قد سرقتها عناصر متطرفة لها علاقات مع حكومات أجنبية في المنطقة."

ولسوء حظ الملك حمد، فإن عددًا قليلًا من حكومات منطقة الخليج اقتنع بحجته، رغم زعم البحرين وجود دليل ملموس على التخريب والدعم الايراني للمعارضة البحرينية الرسمية التي تصبح أكثر عنفًا، ورفضت ظاهريًا الكشف عنه لأسباب تتعلق بالأمن القومي. واليوم، ونظرًا إلى أن الأمن القومي في البحرين هو وظيفة الغرب المباشرة، وفي المقام الأول الولايات المتحدة، الدعم العسكري، فإن رد فعل من هذا النوع قد اتخذ لأنه لا يوجد لدى البحرين أدلة مقنعة في الواقع. في حالة عدم وجود "دليل دامغ"، فإن الجدلية الناتجة عن ذلك- البحرين تستغيث بسبب الذئب الإيراني، ووزارة الخارجية تقر بمخاوف حليفتها دون التحقق من مزاعمها - مستمرة بشكل أو بآخر حتى اليوم.
أنظر، على سبيل المثال، الكلمات الأخيرة لإليوت أبرامز، الذي كتبها قبل أسبوع من الجعجعة،

أنا أدرك تمامًا أن هناك خوفًا عميقًا من التخريب الإيراني في البحرين، وأن بعض أعمال الاحتجاج قد تخترق المسموح لتصل إلى السلوك الاجرامي-- في البحرين كما في كل مكان . ولكن إذا لم تميز حكومة البحرين بين الاحتجاج الحقيقي والتخريب الأجنبي، وترد على الانتقادات بعقوبة السجن، عندها يستطيع المرء فقط أن يتوقع أن العام الجديد سيكون أسوأ من العام الذي مضى فيما يتعلق بحقوق الإنسان والاستقرار الداخلي.

إذن، ما كانت تحتاجه البحرين هو حجة دامغة - للإمساك بإيران وقد تلوثت يداها بالدماء وبالتعاون مع المواطنين البحرينيين الشيعة، والذي من شأنه في النهاية أن "يفتح عيون" رعاتها الغربيين السذج.

وقد أتى، حسب الحكومة البحرينية، ذلك اليوم. يوم الاثنين، ادعت البحرين بأنها أحبطت حوالي 34 عملاً إرهابيًا في نفس الوقت، والمتورط ليس إيران وحدها بل أيضًا أفراد شيعة من مناطق مختلفة. وكما فهمت، فإن العملية الأولى تتضمن القبض على قاربين، أحدهما تم تحديد موقعه ومتابعته بعد حوالي 118 ميل بحري من المياه الدولية شمال شرق البحرين، [أي أنه قادم من إيران،] إلى قرية كرانة الشيعية. تورد صحيفة غولف نيوز ما يلي،

عند الساعة 4.50 مساءًا، على مسافة حوالي ميلين بحريين عن ساحل قرية كرانة تم اعتراض قارب بطول 29 قدم بمحركين (200 حصان) وكان اثنان من البحرينيين على متنه. ...

وقد ضبطت الشرطة 38 عبوة متفجرة من نوع C4 و 31 لغم كلايمورclaymore ومواد متفجرة ضد الأفراد و 12 لغمًا خارقًا للدروع وست عبوات متفجرة تحتوي على مغناطيس و30 هاتفًا نقالًا، وبطاريات، وهاتف ثريا مع شريحة إس آي أمSIM، و29 لوحة الكترونية لتشغيل الدوائر الكهربائية يتم توصيلها بالهواتف المستخدمة لتفجير القنابل.

كما وضبطت قوات خفر السواحل مدفع رشاش من نوع PK و 12 طلقة وعددًا كبيرًا من طلقات مدفع رشاش، وعلبتين فيهما عدد كبير من كبسولات الإشعال وثلاثة فتائل متفجرة و 50 قنبلة يدوية إيرانية الصنع و 295 صاعقًا تجاريًا كتب عليها "صنع في سوريا" ومتفجرات من نوع تي ان تي.

وعلى ما يبدو، يتحدث اثنان من الذين اعتقلوا باللهجة العراقية.

وفي نفس اليوم، أوقف حرس خفر السواحل على ما يبدو زورقًا أثناء مغادرته شاطئ كرانة وعلى متنه 13 "ارهابيًا فارًا، بمن في ذلك شخص سعودي الجنسية، كانوا متجهين الى ايران للتدرب من يد الحرس الثوري. وتروي وكالة أنباء البحرين أن "اعترف المتهمون بأنهم ضمن مجموعة تهدف الى ارتكاب أعمال إرهابية ... والدوافع دينية من وجهة نظرهم."

وفي عملية منفردة، فهي ضبط الشرطة لمستودع أسلحة في القريه جنوبي بني جمرة، وتم تفكيك "سيارة مفخخة" في المنامة.

في الواقع، نجاح البحرين كان كبيرًا جدًا بحيث أن صحيفة الوطن رسمت خريطة للشبكة الإرهابية، عندما تراها ستظن بأنك تتعامل حقًا مع إرهابيين خطيرين وقذرين. الخريطة تتضمن 10 أفراد، بمن في ذلك "زعماء" المجموعة المقيمين في إيران أو العراق. ومن المثير للاهتمام، أنها حددت أوصاف ووظائف هؤلاء الأفراد. حيث أوردت أن عددًا منهم يعمل في القطاع العام. والرسالة على ما يبدو هي التالية، " انظروا، الدولة توفر لهم سبل العيش، ولكنهم يتعاونون مع حكومات أجنبية."

كما هو الحال دائمًا، من الصعب إدراك ما الذي يجب فعله. يبدو غريبًا أن تقوم مجموعة تدربت على يد قوة خاصة شبه عسكرية في إيران بالإبحار نحو شاطئ كرانة في منتصف فترة ما بعد الظهر- بدلا من الإبحار، مثلًا، في الليل - والشيء المغري الآخر، هو إبحار زورق آخر بطريقة واضحة جدًا في الاتجاه المعاكس في نفس الوقت الذي تمت برمجة الزورق الآخر على الوصول فيه. من ناحية أخرى، فإنه ليس من المتصور أن يكون هناك محاولة لتهريب أسلحة إلى داخل البلاد وفي الوقت نفسه يخرج الهاربون من ذلك البلد، لذلك سيكون من السخيف رفض الرواية كاملة.

إلا أنه، لا بد من القول، أن التقدم الجذري للبحرين بعد ثلاث سنوات من البحث عن أدلة موضوعية على تورط إيران مع المعارضة يأتي في وقت مناسب جدًا - لا سيما-- لمنتقدي الاتفاق النووي الإيراني المنتشرة في كل مكان. فهي لا تساعد البحرين فقط على ترتيب قضيتها القانونية والديبلوماسية الواسعة على نحو متزايد ضد نشطاء المعارضة - بمن في ذلك أعضاء المعارضة الرسمية مثل علي سلمان - بل إنها تعمل أيضا غلى إثبات أن إيران تتفاوض بنية سيئة عبر مواصلة تدخلها في شؤون الخليج العربي في الوقت الذي تدعي فيه أنها تريد السلام والتعاون الدولي.

وبالتالي، على سبيل المثال، إيليوت أبرامز، الذي تغيرت لهجته بشكل ملحوظ في انتقاد الملك حمد قبل أسبوع. فالاكتشاف الإرهابي الأخير في البحرين يثبت ما كتب تحت عنوان " ايران تواصل التخريب رغم المفاوضات النووية. " ويسأل أبرامز: "هل هذه مجرد دعاية من حكومة البحرين؟ لا، لقد تثبتُّ من ذلك لدى السلطات الامريكية وهذه التقارير صحيحة."

غير مقتنع؟ حسنًا، لقد تثبت أبرامز من ذلك أيضًا مع ميتشل بيلفر، الذي يؤكد مقاله " لماذا ومن دبر مذبحة السنة الجديدة في البحرين " رسميًا مصادر أبرامز المجهولة والغامضة. ( بصراحة، في هذه المرحلة يجب أن تدفع البحرين لبيلفر ليتوقف عن الكتابة.)

سأنهي بإضافة بند آخر، والذي يتجاوز تغريدة لتوبي ماتيسن والتي يبدو أنها لم تحصل على الكثير من الاهتمام. ففي مقال عادي " يتطلع إلى عام 2014 " في وقت سابق من هذا الاسبوع، عرضت رويترز تفاصيل غير واردة مسبقًا عن لغز "السيارة المفخخة " في 17 تموز/يوليو في الرفاع. رغم أنها لم تتسبب بإصابات (و بالفعل انفجرت في وقت لم يكن أحد موجودًا)، وتصف كيف خرّب الحادث المحادثات الوليدة بين المعارضة وولي العهد الأمير سلمان:

عندما اختلف الجانبان على عدد من القضايا الكبرى، بدأت المحادثات وكان من المحتمل التوصل إلى نوع من الصفقة.

في 17 تموز/يوليو، انفجرت سيارة مفخخة في موقف للسيارات خارج مسجد الشيخ عيسى بن سلمان في الرفاع، وهي منطقة يعيش فيها العديد من أعضاء الأسرة الحاكمة والقوات المسلحة.

لم تكن هناك إصابات. ولكن الانفجار خرّب جهود ولي العهد لدفع الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وقد أدى، بدلًا من ذلك، إلى تقوية الصقور داخل عائلة آل خليفة الذين يرون في الاحتجاجات الشيعية تهديدًا لهم.
وقال أحد الديبلوماسيين الغربيين:" تم إعداد ولي العهد للمقاومة، عليه أن يكون أكثر صرامة، ومنذ ذلك الحين، أخذت الأمور تسوء."


تحديث 1: الشيء الوحيد الذي لا دليل عليه في البحرين هو الغاز المسيل للدموع الذي صنع في كوريا الجنوبية. والذي يشهد على "السياسة المضطربة في البلاد، وموت الناس بسبب هذا الغاز، وشكاوى جماعات حقوق الإنسان،" انضمت كوريا الجنوبية الى الولايات المتحدة وبريطانيا في وقف المبيعات. ويبدو أنه من النادر نسبيًا الترحيب بنجاح البحرين ووتش وغيرها من الحملات في تغيير سلوك الشركاء الاقتصاديين والسياسيين في البحرين. يقتصر خيار البحرين الآن فينا يتعلق باستيراد الغاز المسيل للدموع على بضع دول مصدرة للأسلحة وغير مبالية بتفاهات حقوق الإنسان .


5 كانون الثاني/يناير 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus