البحرين "القضية المهمة" في سياسة إيران 2013: مبادرات ترفضها الرياض، وخامنئي: "لو تدخّلنا لاختلفت الأمور"!‏

2014-01-13 - 11:59 م

"حكام البحرين ادعوا بأن إيران لها تدخل في قضايا البحرين، وهذا كذب واضح، نحن ليس لنا أي تدخل، ولو كنا تدخلنا لاختلفت الأمور!"

المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي

مرآة البحرين (حصاد الساحات): لم تفلح محاولات النظام البحريني تحييد إيران في الصراع السياسي الذي فجّرته ثورة 14 فبراير 2011، وتقوده الأغلبية الشيعية. وفشلت الكثير من المساعي لتطبيع العلاقات وإيقاف التحركات السياسية للنظام الإيراني واستمراره في مهاجمة السلطات في البحرين ونقدها. 

منذ اليوم الأول لقمع الاحتجاجات في البحرين بعد دخول القوات السعودية إلى البلاد، لم يسكن المسئولون الإيرانيون وبادروا إلى مهاجمة النظامين البحريني والسعودي علنا بسبب التطورات الدامية في البلاد، وظلّت الجمهورية الإسلامية تجهر بتقديم دعمها السياسي والإعلامي للثورة في البحرين حتى هذا اليوم، كما أنّها حملت قضية البحرين بموازاة قضية سوريا في حقيبتها الدبلوماسية.

وشهد العام 2013 تطورات كبيرة على صعيد دور إيران الكبير في دعم الحراك السياسي المطالب بالتحول الديمقراطي في البحرين، واستمر بروز المواقف السياسية من المسئولين الإيرانيين على مختلف المستويات بدءا من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وكان أكثر ما أثار غضب الإيرانيين اقتحام منزل عالم الدين البحريني الأبرز الشيخ عيسى قاسم.

وفي حين لم ترفع إيران مستوى تمثيلها الدبلوماسي في المنامة، لم يقم السفير البحريني الذي عاد إلى طهران في العام 2012 سوى بحفل استقبال بمناسبة ما يسميه النظام "الأعياد الوطنية"! 

عودة السفير البحريني إلى طهران: خطوة لم تقابل بالمثل!

في منتصف مارس/آذار 2011 قررت وزارة الخارجية البحرينية استدعاء سفيرها في طهران، احتجاجا على التصريحات الإيرانية، وبعد يوم من ذلك استدعت الخارجية الإيرانية السفير مهدي آقا جعفري من البحرين "احتجاجا على المذابح الواسعة التي ترتبكها حكومة هذا البلد ضد الشعب البحريني" بحسب ما ورد في البيان الإيراني.

وطردت إيران دبلوماسيا بحرينيا بعد أن قامت البحرين بعمل مماثل، وظل البلدان في تمثيل دبلوماسي منخفض على غرار ما حدث في انتفاضة التسعينات، لكن البحرين وفي تصرّف مفاجئ من طرف واحد قرّرت إرجاع سفيرها إلى طهران في أغسطس/آب 2012، رغم أنها ادعت في سبتمبر/أيلول 2011 أن وزير الخارجية الإيراني هو من أبدى رغبته في عودة سفيري البلدين!

وبرّر وزير الخارجية البحريني ذلك بأن دور السفير البحريني في طهران مهم، لأنّه "يدافع ويشرح ويوضح"، لافتا الى أن نيتنا هي "الدفاع عن مصالحنا".

كما قال إنه إذا رغبت إيران بعودة سفيرها إلى البحرين فإنه سيكون أمرا مرحبا به، وإذا رفضوا عودته فإنه "أمر لا يعنينا" على حد تعبيره، وكان الوزير قد نفى سابقا أن تكون بلاده قد طردت السفير الإيراني.

وفي مايو/أيار غادر القائم بالأعمال الإيراني في البحرين مهدي إسلامي بعد انتهاء فترة عمله، وكان من المتوقّع أن تكون هناك بادرة لإرجاع السفير إلى المنامة عقب تولي الشيخ حسن روحاني سدة الرئاسة في الجمهورية الإسلامية، لكن إيران عينّت محمد رضا بابائي، كقائم بأعمال فقط، في السفارة التي لم يعد يشغلها سفير منذ حوالي 3 سنوات. 

ولدى استقباله، سمع بابائي من وكيل وزارة الخارجية السفير حمد العامر كلاماً عن أسس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة دول المنطقة!

احتجاجات 2

خسائر البحرين: الطيران والغاز الطبيعي 

في 14 مارس/آذار 2011 أعلنت شركة طيران الخليج تعليق جميع رحلاتها إلى إيران والعراق من دون أن تقدم أسبابا لذلك، وظلت خطوط الطيران المباشرة من البحرين إلى إيران معلّقة لأسباب سياسية لأكثر من عامين ونصف، ما تسبّب في خسائر كبيرة لشركة طيران الخليج، في حين لم يتوقّف البحرينيون عن زيارة  إيران علنا للسياحة الدينية وزيارة المراقد المقدّسة لدى الشيعة هناك، كما لم تتوقّف الصادرات الإيرانية من دخول البلاد، وكان ذلك عن طريق الخطوط الجويّة الأخرى وعن طريق مطار الدمّام أيضا. 

وفي سبتمبر/أيلول 2013 أعلن مسؤول إيراني أن بلاده توصلت إلى اتفاق لاستئناف تشغيل خط الطيران بين طهران والمنامة بعد أن رفضت ذلك عدة مرات سابقا، وصرح وزير الطرق الإيراني على محمد نوريان في نوفمبر/تشرين الثاني أن استئناف الرحلات الجوية البحرينية إلى إيران جاء بناء على طلب من البحرين، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من النظام حول ذلك. 

من جانب آخر، وفي أحد أهم الانعكاسات على اضطراب العلاقات بين النظام والجمهورية الإسلامية في إيران، جمّدت البحرين في مايو/أيار 2011 خططاً لاستيراد الغاز الطبيعي من إيران، إلا أنّ وزير الخارجية "نفى إلغاء المشروع برمته" وكانت البحرين قد وقعت اتفاقا مبدئيا مع إيران في 2008 لاستيراد مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا، ولم يعد الحديث عن هذه الاتفاقية حتّى اليوم!

إيران تتبنّى قضية البحرين منذ 2011

في أول تعليق على إرسال قوات سعودية إلى البحرين في العام 2011، أطلق وزير الخارجية الإيراني علي صالحي تصريحا شديد اللهجة في 15 مارس/آذار قال فيه إن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين".

وفي 16 مارس/آذار 2011، شجب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين ونصح "أولئك الذين أرسلوا قواتهم للبحرين أن يتعلموا الدرس من مصير صدام حسين". كما استدعت الخارجية الإيرانية سفير السعودية والقائم بأعمال السفير البحريني وسلمتهما احتجاجا رسميا على ذلك. 

وفي 18 مارس/آذار 2011 صرح رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني أنه" لايمكن نسيان خيانة النظام السعودي ضد شعب البحرين المسلم" ووصف مساعد قائد القوات الجوية الإيرانية الأحداث التي وقعت في البحرين بأنها "مجزرة" مؤكداً أن جيش السعودية سيندم على ارتكاب تلك المجازر.

وفي أبريل/نيسان 2011 وجّه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن، مطالبا باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لوقف "المجازر التي يتعرض لها الشعب البحريني".

ولفت صالحي إلى العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين الإيراني والبحريني، مؤكداً أن بلاده لا يمكنها إلا أن تهتم بالتطورات التي تشهدها البحرين. وفي واحد من تصريحات صحافية عدة قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في ديسمبر/كانون الأول 2011 إن "السبيل الوحيد لتسوية الأزمة البحرينية هو تلبية المطالب الشعبية التي طرحت بشكل سلمي وديمقراطي مؤكدا أن التدخل العسكري في البحرين خلق تعقيدات مضاعفة ومتعددة للحكومة البحرينية التي لم تتمكن لحد الآن من الخروج من الأزمة".

وقد شهدت طهران تظاهرات شعبية واسعة النطاق شارك فيها مئات الألوف احتجاجا على أعمال القمع في البحرين، وأبحرت سفينة مساعدات إيرانية متجهة إلى البحرين في مايو/أيار 2011 لكن قواتا كويتية أوقفتها وأعادتها إلى إيران.

وفي 17 مارس/آذار 2012 افتتح في مدينة بروجرد الإيرانية تمثال دوار "اللؤلؤة" ورفع طلاب ومتظاهرون صور بعض الضحايا في البحرين والأعلام البحرينية تضامنا، كما أعلن أحد المخرجين الإيرانيين نهاية العام 2012 عن نيته إنتاج فيلم سينمائي عن ثورة البحرين تحت اسم "ليل المنامة".

استمرار التحذيرات الإيرانية: البحرين قضية مهمة 

ونهاية العام 2012 أثار مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في موسكو استخدام البحرين غازات سامة قتلت عشرات الأشخاص، دون ردود أفعال دولية، وفي يوليو/تموز 2013 جددت إيران تأكيدها أن البحرين تستخدم غازات سامة ضد المحتجين.

عبد اللهيان، أكّد في أحد تصريحاته الإعلامية في سبتمبر/أيلول 2013 أن البحرين هي إحدى القضايا المهمة بالنسبة للسياسة الخارجية الإيرانية، مبيّناً أن مشاكل البحرين تكمن في التدخل الخارجي وبعض القرارات التي تمعن في أجواء التشدد.

ودانت مرضية أفخم، في 22 سبتمبر/أيلول أي استخدام للعنف في البحرين، واعتبرت تصعيد الأجواء الأمنية واعتقال وسجن الناشطين السياسيين بأنه من شانه أن يؤدي للمزيد من تعقيد الأوضاع، ووصفت طهران على لسان "أفخم" بعض تصريحات وزير الخارجية البحريني بأنها نوع من المواكبة في الخطاب مع الكيان الصهيوني وترويج لإرهاب الدولة.

رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي ذكر في فبراير/شباط 2013 أن بلاده نصحت البحرين بوقف العنف ضد المتظاهرين والعمل على تحقيق مطالبهم. 

إلى ذلك، شدد نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين شيخ الإسلام على أن "هناك ثورة عارمة في البحرين ومتظاهرين يريدون حقوقهم" وقال إن "الحكام في البحرين ليسوا أقوى من شاه إيران".

معتقلين

لو تدخّلنا لاختلفت الأمور

الرد الإيراني على الاتهامات البحرينية جاء من قبل مختلف المسئولين الإيرانيين وصولا لمرشد الثورة آية الله علي خامنئي، وكلهم نفوا أي تدخل في البحرين، مستدلّين بما جاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق، بل قالوا صراحة إنّهم لو تدخّلوا لاختلف مسار الأمور تماما! 

واعتبر المسئولون هذه الادّعاءات استراتيجية من النظام البحريني في تصدير المشاكل إلى الخارج للهروب من مواجهة مطالب التحوّل السياسي وأزمة حقوق الإنسان في البلاد. 

مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وصف المزاعم بالتدخل في البحرين بـ"السيناريو المكرر"، واعتبرها "إهانة للشعب البحريني"، مؤكدا أن "إيران لو أرادت التدخل في البحرين لأصبح الوضع هناك على شاكلة أخرى" ومحذرا من مواصلة هذه الاتهامات.

وتعقيبا على اتهامات وزراء الداخلية العرب لها بـ"دعم العمليات الإرهابية" في البحرين، أكّدت إيران أن ذلك "ضرب من الوهم والخيال".

من جانبها ردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، على المزاعم البحرينية مؤكدة أنه "إذا لبّت السلطات البحرينية المطالب المشروعة التي يتطلع إليها المحتجون، لن تكون بحاجة إلى توجيه التهم للدول الأخرى".

البحرين في حقيبة الدبلوماسية الإيرانية

في مايو/أيار 2011 زار وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الدوحة ليحذّر من "تداعيات سيئة" في المنطقة إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه في البحرين. وردا على سؤال حول المحادثات بين قطر وإيران بخصوص البحرين، أجاب عبداللهيان "توصلنا إلى اتفاق حول ضرورة استمرار التفاهمات للوصول إلى مخرج للأزمة في البحرين وإيجاد حل لهذه القضية".

ومن بغداد أجرى عبد اللهيان محادثات مع المسؤولين العراقيين في مارس/آذار 2013 بشأن سوريا والبحرين، مشددا على "أهمية الحوار الوطني المؤثر والاهتمام بمطالب الشعب البحريني".

وفي عمان التقى حسين عبداللهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في يونيو/حزيران 2013، وأكد الطرفان أهمية الاستجابة لمطالب شعب البحرين، داعين إلى حوار بحريني/بحريني لحل الأزمة.

وفي يونيو/حزيران أيضا بحث عبد اللهيان مع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية محمد أنور قرقاش مستجدات الوضع في البحرين.

كما قال في مؤتمر صحافي بالكويت خلال الشهر ذاته إن المحادثات التي عقدها مع وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد تركزت على القضايا الثنائية، والتطورات المتعلقة بأحداث سورية والبحرين "ونحن نعتبر أمن البحرين والمنطقة من أمننا، وفي محاوراتنا ومباحثاتنا مع الجانب البحريني ذكّرناهم بضرورة الاهتمام بمطالب الشعب البحريني وأكدنا عليهم أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الحوار السياسي".

مبادرات إيران لحل الأزمة

تصريحات المسئولين الإيرانيين على مختلف المستويات، ومبادراتهم للتوسط من أجل حل هادئ وسلمي للصراع السياسي في البحرين لم تتوقف منذ بداية الثورة، وفي نهاية العام 2012 دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهانبراست إلى أن تكون الانتخابات هي الحل في البحرين.

في يناير/كانون الثاني 2013 قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لقناة العالم "إن طهران أطلعت الحكومة والمعارضة في البحرين على مبادرة لحل الأزمة السياسية المستمرة منذ نحو عامين".

وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر صالحي أبدى في يونيو/حزيران 2013 استعداد بلاده للتعاون مع المملكة العربية السعودية لحل ملفات المنطقة ومنها الأزمة في البحرين.

أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي فقد قال في تصريحات إن "إيران تطالب بفتح الحوار الوطني بين الأطراف البحرينية حفاظا على وحدتها". كما أعرب عن "استعداد بلاده لتقديم مساعداتها لتسوية الأزمة التي تعاني منها البحرين سلميا إذا طلبت المنامة" مؤكّدا أن هذه هي مواقف الرئيس الجديد حسن روحاني.

إلى ذلك، قالت مصادر صحافية في ديسمبر/كانون الأول إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي ينتظر تحديد موعد ليقوم بزيارة إلى الرياض، "يحمل معه رؤى وأفكاراً إيرانية لتشجيع الحوار بين المعارضة والحكومة في البحرين".

وفي أواخر العام المنصرم تحدث مدير "مركز الدراسات الاستراتيجية" في طهران أمير موسوي عن أن "إيران لديها حل سريع ﻷزمة البحرين" مؤكّدا أن جميع العواصم الخليجية متفقة على هذا الحل عدا الرياض"!

الشيخ قاسم

مواقف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي

وبرزت مواقف لافتة إزاء قضية البحرين من أعلى مرجعية سياسية في طهران، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، الذي قال في 21 مارس/آذار 2011 إن "انتصار شعب البحرين أمر لا مفر منه"، معتبرا الأحداث الجارية في البحرين مشابهة للتطورات في تونس وليبيا ومصر واليمن، ورفض خامنئي الاتهامات الموجهة لإيران بأنها تدعم شعب البحرين لأنهم من الشيعة، مؤكداً على أن السياسة التي تنتهجها إيران قائمة على الدفاع عن الشعوب وحقوقها ضد حكم الدكتاتورية والأنانية من دون تمييز بين السنة والشيعة، واعتبر أن السعودية قد ارتكبت خطأ من خلال إرسال قواتها إلى البحرين لأن ذلك يغضب الدول الإسلامية.

في خطبة الجمعة بتاريخ 3 فبراير/شباط 2012، قال آية الله خامنئي إن إيران لم تتدخل في البحرين، وأن مزاعم حكام البحرين بهذا الشأن "كذب واضح"، معتبراً أن "إيران لو تدخلت لكان الأمر مختلفاً الآن" وقال خامنئي إن "الشعب البحريني هو الأكثر ظلامة من الآخرين لأنه يشهد صمتا ومقاطعة إعلامية وإخبارية من جميع وسائل الإعلام العالمية".

وفي افتتاح "مؤتمر العلماء والصحوة الإسلامية" في طهران أبريل/نيسان 2013، قال آية الله خامنئي إن الحكومة في البحرين "تحاول جعل التحرك الشعبي طائفيا"، مشدداً على أن "هناك أكثرية شيعية مظلومة في البحرين حرمت من حقها في الرأي". 

ليعود في موسم الحج أكتوبر/تشرين الأول 2013 وينتقد من وصفها بـ"الحكومات العميلة" التي تحول حياة شعوبها إلى جحيم، مشيرا إلى أن ما يحدث في البحرين، ودول أخرى، يعكس الوجه الحقيقي لقادة النظام السلطوي.

اقتحام منزل الشيخ عيسى قاسم يثير غضب إيران

وكانت أشد التصريحات الإيرانية لهجة ضد النظام في البحرين قد صدرت بعد اقتحام منزل عالم الدين الشيعي البحريني الأبرز الشيخ عيسى قاسم في مايو/أيار 2013، وجاء التصريح الرسمي على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني، السفير الأسبق في البحرين، حسين أمير عبد اللهيان الذي قال إن الأمر "تجاوز الخطوط الحمر لدى المسلمين"، محذّرا البحرين من أن عليها أن تنتظر ردا غير متوقع في حال لم تعتذر عن مداهمة منزل قاسم.

وجدّدت إيران موقفها من الحادثة في تصريحين آخرين، الأول كان على لسان المتحدث باسم الخارجية عباس عراقجي الذي حذّر من "مغبة هتك حرمة منازل العلماء الكبار"، والتصريح الثاني كان لعبد اللهيان الذي قال "أعلن بصوت عال أن قضية المساس بآية الله الشيخ عيسى قاسم تخص العالم الاسلامي وليس شأنا داخليا بحتا في البحرين".

رد النظام جاء على لسان وكيل وزارة الخارجية السفير حمد العامر، الذي وصف كلام المسؤول الإيراني بأنه "تدخل مرفوض وغير مقبول"، مضيفا "كبار المسؤولين الإيرانيين يتحدثون كل يوم عن البحرين بأكثر مما يتحدثون عن بلادهم"، وزعم العامر أن كلام عبداللهيان "يعكس بكل وضوح الأطماع التوسعية الإيرانية".

وفي هذا السياق أيضا، قدّم وزير الخارجية البحريني شكوى رسمية للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ضد ما أسماه "تهديدات إيرانية عدائية سافرة" للبحرين.

عبداللهيان رد على شكوى وزير الخارجية البحريني من على قناة العالم قائلا "إنك تعرف جيدا أن إيران لم ولن تتدخل في البحرين لأنها لو تدخلت لكانت الأمور متغيرة عما هي عليه الآن".

وتضخّم مفعول التصريحات الإيراني حول قضية الشيخ عيسى قاسم ليصل إلى السعودية، حيث عبّر وزير خارجيتها سعود الفيصل عن "أسف بلاده للتهديدات الإيرانية" وقال إنها تزيد الأمور تعقيدا خاصة فى مثل هذه الظروف المتأزمة، ودعا الفيصل إيران إلى التهدئة وأن تكون أكثر حكمة وتبصرا وأن لا تلقي الوقود على النار، حسب تعبيره. 

في الموضوع ذاته برز أيضا تعليق للأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني، وصف فيه تصريحات عبداللهيان بأنها "تدخل مرفوض ومشين وغير مقبول" وأنها "تهديدات سافرة وخطيرة" حسب تعبيره.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus