جيمس دورسي: البحرين تعتقل فرق كرة القدم وعشرات اللاعبين والرياضيين

2014-01-15 - 3:26 م

جيمس دورسي، ديلي نيوز

ترجمة: مرآة البحرين

منذ ما يقارب ثلاث سنوات، اعتقلت البحرين فريق كرة قدم فضلًا عن العشرات من لاعبي كرة القدم ورياضيين آخرين، وذلك بعد أن قمعت قوات الأمن الانتفاضة الشعبية، وفقًا لنشطاء حقوقيين وصحفيين ومسؤولين.

وحسب ما صرحت المصادر، اعتقلت السلطات ثلاثة من لاعبي كرة القدم واثنين من لاعبي كرة اليد من فريق الاتفاق وهو نادٍ رياضي في الدراز، في واحدة من أحدث جولات الاعتقال. وتعتبر قرية الدراز مرتعًا للاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة. وقد اعتُقِل الرياضيون- لاعبي كرة القدم: بحر محمد جواد، حسن عبد الله المرحوم، قاسم حبيب عبدالله ولاعبَا كرة اليد: أحمد عبد الجليل وابراهيم جمعة - في 5 كانون الأول/ديسمبر عند الساعة الثالثة فجرًا في خلال إحدى المداهمات المتكررة على قرية الدراز. وذكرت المصادر أن الرياضيين، الذين اقتيدوا من قبل قوات الأمن، كانوا من ضمن نحو عشرة أشخاص. ويشتبه باشتراك هؤلاء الرياضيين في تجمع غير قانوني، وفق ما أفاد نشطاء وصحفيون.

وقد اعتقل رياضي سادس (أحمد فلاح) - حارس مرمى نادي البديع - الشهر الماضي في الوقت نفسه تقريبًا، من منطقة البديع الساحلية، والتي، على غرار قرية الدراز المجاورة لها، ما زالت مرتعًا للمشاعر المناهضة للحكومة، ولكن تم الإفراج عنه منذ ذلك الحين.

وينضم الرياضيون الخمسة المحتجزون إلى ما يقارب 50 رياضيًا محتجزين منذ ثورة 2011. ويضاف احتجازهم إلى 150 معتقلًا رياضيًا ومسؤولًا رياضيًا، من بينهم ثلاثة من لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، الذين تم اعتقالهم أو فصلهم من وظائفهم في خلال حملة القمع التي شنتها الحكومة على الثورة. وتم الإفراج عن معظم هؤلاء المعتقلين بسرعة وأعيدوا الى مناصبهم. وكان لاعبان من ثلاث لاعبين في الفريق الوطني – تعرضا في ذلك الوقت لاتهامات علنية على التلفزيون باعتبارهما جاسوسين خائنين- يلعبان لصالح أندية محلية ولم يسمح لهما بالانضمام ثانية إلى المنتخب الوطني، كما أنهما أكدا تعرضهما للتعذيب في السجن.

الاعتقالات الانتقامية

يعتقد نشطاء حقوقيون وصحفيون أن استهداف الرياضيين من قبل الأقلية المسلمة السنية في البحرين يأتي بسبب خلفيتهم الشيعية ومشاركتهم في الاحتجاجات المطالبة بحقوق متساوية للأغلبية الشيعية في الجزيرة الخليجية. وقد تحولت الاحتجاجات السلمية في عام 2011 إلى احتجاجات عنيفة، في بعض الأحيان، نتيجة حملة القمع الوحشية التي شنتها الحكومة وتصويرها للانتفاضة على أنها طائفية بدلًا من كونها سياسية.

وصرح الصحفي الرياضي، والناشط فيصل هيات أن " نظرة واحدة إلى قائمة الرياضيين المحتجزين تكشف الطبيعة الطائفية لهذا الانتقام، فهم جميعًا ينتمون إلى الطائفة الشيعية التي تطالب بالديمقراطية".

ومن غير الواضح ما إذا كان احتجاز الرياضيين بسبب مشاركتهم في احتجاجات مناهضة للحكومة أو أن اعتقالهم كان تعسفيًا. في حين أكد رئيس الأمن العام البحريني طارق الحسن، الشهر الماضي، أنَّ 90 في المئة من الاحتجاجات السلمية القانونية تتحول إلى احتجاجات عنيفة. وقال نشطاء إن اعتقال بعض الرياضيين، على الأقل، قد يكون بسبب مشاركة  أفراد من أسرهم في الاحتجاجات. وقال السيد هيات إن معظم لاعبي كرة القدم ابتعدوا عن النشاط السياسي لأنهم كانوا يعتمدون ماليًا على هذه الرياضة.

وقالت لجنة البحرين المستقلة لتقصي الحقائق-التي تكونت من محامين دوليين لحقوق الإنسان والتي أقرتها الحكومة البحرينية- التي أنهت تحقيقاتها في تشرين الثاني/نوفمبر2011، إن هؤلاء المعتقلين في خلال الانتفاضة، عانوا سوء معاملة ممنهجة أثناء حملة القمع. وبالرغم من إفادة اللجنة أنه لم يكن هناك سياسة رسمية للإساءة للمتظاهرين، إلا أن خمسة أشخاص تعرضوا للتعذيب حتى الموت وتعرض معتقلون آخرون للصعق بالصدمات الكهربائية والضرب بالخراطيم المطاطية والأسلاك.

انتشرت صورة السيد هيات على شاشات التلفزة في فترة التنديد بنجم كرة القدم علاء حبيل ورياضيين آخرين، بمن فيهم شقيقه محمد. وبعد ثلاثة أيام، اعتقل السيد هيات، وسُجِن لمدة 84 يومًا، وتعرض للتعذيب وفقًا لأقواله.

وسألت مذيعة البرنامج علاء عبر الهاتف: "هذه الحشود البحرينية التي أحبتك وحملت صورك ورددت اسمك، هناك 30 أو 40 الفًا من المناصرين في الاستاد يهتفون باسمك، هل نسيتهم الآن؟ ".

"لا، لم أنسهم"،  أجاب علاء بصوت ضعيف.

"لا لقد نسيتهم"، أجابت مضيفة البرنامج.

وفي اتصال هاتفي مع الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين واللجنة الاولمبية والابن الرابع للملك حمد، هنأ البرنامج لإدانته لللاعبين. وقال: "حسنًا فعلتم يا شباب. اليوم، نحن في منظمة الشباب والرياضة لا علاقة لنا بالسياسة ونشعر بالقلق حيال الرياضة والمنافسة الأخوية ... لقد ورّط الناس أنفسهم في هذه الأمور وخسروا محبة معجبيهم ... وعسى أن يسقط جدار على رأس كل من دعا لسقوط النظام.  وسيخضع هذا للمحاسبة بغض النظر عمن يكون سواء كان رياضيًا أو إجتماعيًا أو سياسيًا. اليوم هو يوم الفصل، فالبحرين هي جزيرة لا يمكن الهروب منها".

غرفة التعذيب

بعد يوم واحد من عرض البرنامج، وصل ملثمون من رجال الشرطة الى معسكر تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم. اقتادوا علاء وزميله لاعب الفريق الوطني لكرة القدم وشقيقه محمد إلى مكان وصفه علاء لقناة إي أس بي أن الرياضية  بالمجهول. " وضعوني في غرفة للضرب. وقال لي أحد الذين ضربوني " سأكسر ساقيك". كانوا يعلمون من نكون وكان هناك غرفة خاصة للتعذيب".

وقد ردد  بطل تنس الطاولة أنور مكي والسيد هيات الكلمات نفسها التي قالها علاء في مقابلته مع قناة إي أس بي أن، حيث قال السيد مكي " كانوا يحضرون كابلًا كهربائيًا ويعصبون عيني الشخص ويرمونه أرضًا"، وأضاف السيد هيات " لقد تم تعصيب عينيّ ولم أتمكن من رؤية ما كان يحدث. وضع شخص كابل الكهرباء بيدي وقال سوف أدير الكهرباء الآن".

وكان من بين هؤلاء المعتقلين فرقة كاملة من مركز شباب العكر في قرية العكر حيث اعتقل فريق من 17 لاعب في تشرين الأول/ اكتوبر 2012 في عملية أمنية عقب التفجير الذي أودى بحياة شرطي. وقالت جماعات معارضة إن الاعتقالات كانت تعسفية .

وهناك رياضيون آخرون محتجزون من نادي الأهلي والمنتخب الوطني للناشئين بينهم: أحمد حسن عبد الوهاب ويونس حاضر وجعفر العصفور، ولاعب الفريق الأهلي لكرة اليد علي المولاني، ولاعب الكرة الطائرة الشاطئية رضا عبد الحسين، وبطل البحرين في الجمباز حسين عبد الغني. حكم على السيد عبد الوهاب بالسجن لخمس سنوات لمهاجمة دورية أمنية في النويدرات. هذا وألقي القبض على السيد حاضر قبل عام عندما كان يسعى لتجديد جواز سفره، بينما اعتقل السيد العصفور أثناء السباحة. وقد سُجِن السيد عبد الغني لإحراقه سيارة شرطة في حين حكمت محكمة الأمن القومي على السيد المولاني بثلاث سنوات سجن لدوره في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إحدى الجامعات. أما السيد عبد الحسين فسُجِن لمدة أربع سنوات بتهمة حرق الإطارات وتنظيم احتجاجات غير قانونية.

سُجِن كل من لاعبي كرة اليد في فريق الاتحاد مرتضى صلاح درويش وباقر الشباني لمدة ثلاث سنوات وجاسم رمضان لثماني سنوات بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات في الحي المالي في البحرين.

وحكم على بطل البحرين في جيو جيتسو محمد ميرزا بالسجن عشر سنوات بتهمة المشاركة في خطف أحد أفراد الشرطة. وأكد صحفيون وناشطون حقوقيون أن السيد ميرزا قد وقّع على اعترافه بعد تعرضه للتعذيب. وألقي القبض على سائق السباق حمد الفهد في خلال الثورة وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن مدى الحياة . هذا وحكم على لاعب الكرة الطائرة الشاطئية رضا عبد الحسين بالسجن لأربع سنوات لمشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة أثناء وجوده في الجيش.

وألقي القبض على عشرات مشجعي فريق نادي النجمة الرياضي في وقت سابق من هذا العام عندما ردوا على هتافات موالية للحكومة خلال مباراة بعبارة شعبية شيعية، " اللهم صلِّ على محمد وآل محمد".

ويقول مسؤولو كرة القدم ومنتقدو الحكومة إن كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية تعاني نقصًا في التخطيط نتيجة التسييس. قال السيد هيات  إن "الرياضة غابت منذ بدء الثورة. وتلعب المباريات دور العلاقات العامة  لإظهار عودة البحرين إلى وضعها الطبيعي"، وأضاف مسؤول في كرة القدم أننا  خسرنا مديرين مؤهلّين، ما أثر سلبًا على كرة القدم.

 

6 كانون الثاني/ يناير 2014

النص الاصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus