قاسم: جو الإصلاح يكون بتفريغ السجون

2014-01-17 - 1:36 م

مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن الإصلاح المقاس إلى أوضاع ما قبل 100 عامٍ أو أكثر وقبل الوعي والصحوة وتنّبه الشعوب على كامل حقوقها ويقظة الأمة الاسلامية على حقيقة إسلامها لا يمثل الحل".

وأوضح قاسم، خلال خطبة الجمعة اليوم في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أن "في الأزمة المتصاعدة في البحرين مسؤوليتان: مسؤولية السلطة من جهة، ومسؤولية الشعب والمعارضة"، مضيفا "ما تملكه المعارضة كل المعارضة هو أن تستقيم على طريق السلمية، وتستمر على التزامها بنبذ العنف وإدانته والتحذير من الارهاب، وأن لا تغيّر من هذا الموقف المبدئي، وليس بيد المعارضة شيءٌ سلبته من السلطة سلطةً أو الثروة واستحوذت عليه ظلماً واستأثرت به ليكون عليها إرجاعه".

وذكر أن "المظاهرات والاعتصامات ومختلف الاحتجاجات السلمية التي يمارسها الشعب في مطالبته بحقوقه المسلوبة من أمنٍ منتهك، ودورٍ سياسي مغيّب، وعدلٍ مضيّع، وحريةٍ مقهورة، وشعائر دينيةٍ ملاحقة، وقيمة إنسانيةٍ مهدورة، وكرامةٍ وطنيةٍ مسحوقة وغير ذلك فهي إنما تمثّل رأس المال الوحيد الذي بيده، والوسيلة المشروعة دينياً ودستورياً وأخلاقياً وقانونياً وعلى مستوى العرف الدولي".

وأكد أن السلطة تملك أن "تعترف للشعب بحقه السياسي في اختيار سلطته التشريعية والتنفيذية وصيغة دستوره الذي يحكم حياته وأن تمّكنه عملياً من إعمال هذا الحق عبر عملية انتخابية حرة تتساوى فيها أصوات الناخبين من أبناء هذا الوطن الواحد، الذي لهم ممارسة هذا الحق بلا منٍّ ولا جميل لإنتاج مجلسٍ نيابي يمثل إرادة الشعب بحقّ، ويتمتع بصلاحياتٍ كاملة في مجال التشريع والرقابة"، منبها إلى خطورة أن "يتم الالتفاف على هذا الحق من مجلس شورى معيّن وبأي صورة من الصور، كما له (الشعب) أن ينتج الدستور الذي تظهر فيه الإرادة الشعبية واضحة سافرةً ناطقة جليّة"ز

ولفت إلى أن "ما يجري على الأرض من جديد تضاعف أعداد المعتقلين وصدور الأحكام المغلظّة باستمرارٍ في حق المتهمين ونشاط سوق المحاكمات، وما يأتي من أخبارٍ مفزعة فيما يتعلّق بالتضييق على السجناء ومعاناتهم والاستمرار في تغييب العلماء كما حصل أخيراً لسماحة السيد محمود الموسوي وانقطاع أخباره، واستهدافٍ لقدسية المساجد وتعدٍ على مقام الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي، كل ذلك مناقضٌ كل المناقضة لما يحتاجه الوضع من إصلاح لا يقبل يومه التسويف".

وأضاف قاسم "من أهم ما يمثل جواً مبشراً بالإصلاح تفريغ السجون من كل نزّالها الوطنيين الأحرار من المطالبين بحقوق الشعب وتصحيح لغة الإعلام التي تجاوزت كل المعقول وهبطت إلى الدرك الأسفل، وأسهمت ولا زالت تُسهم بدرجة عالية في حالة الغليان وبث روح الكراهية وتغذيتها وإحداث الفرق وتمزيق شمل المجتمع وبعثرة وجوده".

من جهة أخرى، أكد قاسم أنه "ليس من كارثة على وحدة الأمة بأشد من أن يكفر بعضها بعضاً، بعيداً عن موازين الإسلام نفسه"، محذرا من أن "ظاهرة التكفير اليوم أخذت تزحف بقوة وتوّسعٍ في أوساط الأمة وتوّلد العنف والإرهاب بل تُنتج البهيمية والوحشية".

ودعا قاسم جماهير الأمة إلى أن تنتبه وتتدارك "أمر هذه الأمة ووحدتها قبل فوات الأوان، وأقطعوا على كل التكفيريين أمنيتهم في تمزيق الأمة كل ممزقٍ وإنهاء وجودها"، مشددا على أن المسلمين "هم الذين يحرم دم بعضهم على بعضعرض بعضهم على بعض، مال بعضهم على بعض، هم طبقة خاصة من أهل الإيمان


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus