أماندا سومرز: الولايات المتحدة تستمر بدعم البحرين

2014-01-20 - 1:09 م

أماندا سومرز، ذا نيشن

ترجمة: مرآة البحرين

كان خطاب وزير الدفاع تشاك هيجل حازمًا عندما زار مملكة البحرين في أوائل كانون الأول/ديسمبر.وتعهد هيجل أن تتابع الولايات المتحدة حماية "التدفق الحر للطاقة والتجارة " من الخليج العربي وأن تبقي إيران خالية من الأسلحة النووية، من خلال وجود 35 ألف عسكري أميركي أو من خلال نظام الدفاع الصاروخي في المنطقة (الأمر الذي لم يُؤَكّد حتى الآن).

وتباهى هيجل بالالتزام الأمريكي بـ " الإصلاح السياسي " في منطقة الخليج، ولكن رئيس البنتاغون لم يتفوه بكلمة واحدة حيال مئات البحرينيين الذين يقبعون في السجون _ والذي يحرم أكثرهم من الرعاية الطبية الكافية-- بسبب مطالبتهم بحقوقهم التي يقول أنهم يستحقونها. وتجدر الإشارة أن البحرينيين قاموا بتظاهرات شبه يومية مناهضة للنظام الملكي على مدى السنوات الثلاثة الماضية. بدأت هذه المقاومة في يوم عيد الحب عام2011 عندما تجمع الآلاف في دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة للمطالبة بانتخابات حرة ونزيهة وسلطة حقيقية لمجلس النواب المنتخب من قبل الشعب والإفراج عن السجناء السياسيين ووضع حد للفساد الحكومي.

سعى النظام الملكي منذ البداية إلى قمع هذه التحركات من خلال اقتحام المنازل والتعذيب والمحاكمات الصورية وأحكام السجن المطولة. فقتل ما لا يقل عن ثلاثين شخصًا بينهم أربعة قضوا نحبهم خلال احتجازهم لدى الشرطة، ولكن لم تتم مساءلة أي شخص عن القتل.

ويُتوقع أن أربع وثلاثون شخصًا- بما فيهم أطفال دون سن العاشرة- لقوا حتفهم جراء تعرضهم للغاز المسيل للدموع أو جراء إصابتهم في الرأس بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع. وتتهم منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان الحكومة باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع" كسلاح" تُطلقه داخل المنازل والسيارات بكميات "لم يسبق لها مثيل"، وخصوصًا في القرى الشيعية، حيث أصبح يشكل ضبابًا ظاهريًّا.

حظرت الحكومة الصيف الماضي جميع التجمعات العامة في المنامة ووسّعت سلطات الدولة لمكافحة "الإرهاب". وجرّمت قوانين الطوارئ الخطابات التي تنتقد الحكومة، وفي تحول مدمر، جرمت حتى انتقاد تعريف الحكومة للإرهاب. خليل المرزوق، القيادي البارز في جمعية الوفاق المعارضة اعتُقِل في أيلول/ سبتمبر لوصفه ائتلاف شباب 14 فبراير بمجموعة معارضة سلمية.

تتهم حكومة البحرين هذا الائتلاف بالتحريض على ثورة عنيفة ضد النظام الملكي. وقد أدانت الحكومة خمسين شخصًا بجرائم متعلقة بالإرهاب، مع أحكام تتراوح بين خمسة وخمسة عشر عامًا من السجن بسبب انتمائهم إلى الائتلاف.

حظرت الولايات المتحدة بيع قنابل الغاز المسيل للدموع الأمريكية الصنع إلى البحرين، إلا أن احتجاجها على إجراءات القمع الصارمة كان ضعيفًا. و عقب اعتقال المرزوق، أعربت وزارة الخارجية عن "قلقها" لكنها لم تطالب بالإفراج عنه.

إلا أن الإحتجاجات الأمريكية الخجولة هي الأكثر تخييبًا للآمال، بدليل أن الأزمة البحرينية مستمرة على مرأى من الأسطول الأمريكي الخامس -الذي يقع مقره الرئيسي في المنامة منذ عام 1995. وبالإضافة إلى مشروع لمدة خمس سنوات تبلغ قيمته 580 مليون دولار لتحسين الميناء البحري، باعت واشنطن إلى البحرين أسلحة تزيد قيمتها عن المليار دولار منذ عام 2000. وبعد توقف مؤقت في عام 2012، استؤنفت عمليات نقل الأسلحة.

وفي الوقت نفسه، تتواصل المظاهرات المطالبة بالحقوق السياسية ورفع قانون الطوارئ في أنحاء البلاد. أصبحت رائحة الإطارات المحترقة الممتزجة مع رائحة الغاز المسيل للدموع جزءًا من الحياة اليومية وكلما طال أمد الصراع، كلما عملت التوترات بين الأقلية السنية الموالية للحكومة والأغلبية الشيعية على خلق المزيد من الانقسامات في المجتمع البحريني.

كل الدلائل تشير إلى عداء النظام الملكي للـ "الإصلاح السياسي"، إلا أن الولايات المتحدة تواصل دعم نظام آل خليفة وذلك لكسر"الإكراه والعدوان" في المنطقة.

كان هيجل محقًا في أمر واحد في خطابه الذي ألقاه في المنامة عندما قال: "الدبلوماسية تحتاج الى شجاعة ورؤية."

قد تصعب الرؤية على هيجل من خلال الغاز المسيل للدموع، وحين يتعلق الأمر بتشجيع الإصلاح في البحرين يمكن وصف الدبلوماسية الأمريكية بكل شيء إلا بالصلبة.

 

13 كانون الثاني/ يناير 2014
النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus