خلفيات قبول ديوان الملك بالحوار مع المعارضة: الجدار السعودي ليس متيناً كما يجب

لقاء ولي العهد مع الوفاق
لقاء ولي العهد مع الوفاق

2014-01-21 - 2:17 م

مرآة البحرين (خاص): رئيس الوزراء يلعب ذات اللعبات: التهديد بحرق البلاد والعباد عبر ميلشيات محمد خالد أو عادل فليفل، واللعب ببعض الجمهور المتناثر في البسيتين وبعض من أطراف المحرق، والرفاعين، والحردة والزعل والغياب عن المشهد، واللعب من وراء الستار.

لكن ماذا عن الملك وولي عهده هذه المرة؟
طبقاً لمعلومات متطابقة، فإن الملك تلقى نصيحة إماراتية، مفادها "ادخلوا حواراً وابحثوا عن حل".

الملك وولي العهد ليسا لحد اللحظة في وارد إفشال الحوار الجديد المزمع، ليس حباً فيه أبدآً، بل خوفاً "مما لا يرضيكم ولا يرضينا" كما قال ولي العهد لعبداللطيف المحمود وزملائه في تجمع الوحدة الوطنية. الملك أصبح يتحسس للتسويات التي تجري في الإقليم بأسرع مما ظن وحسب له وزير ديوانه، وأن التسوية قد تفرض سريعاً، لذلك بادر واستمع لنصائح حلفائه من الشرق والغرب، وكلف ولي عهده بحوار مع المعارضة وفق أجندة جديدة.

ولي العهد عاد للمشهد مجدداً بدعم من أبيه، لم يتضح لأي حد السقف الذي يمكن أن يذهب إليه آل خليفة، من أجل  حلحة الأزمة المشتعلة منذ ثلاث سنين، لكن المؤكد أن الملك أسرع هذه المرة، بعد أن تأكد أن ثمة ما يتغير داخل المملكة العربية السعودية، وأن السعودية لم تعد الجدار الذي يمكن له صد كل الرياح المقبلة.
 البريطانيون الذين يلعبون مع الإيرانيين واللاعبين الكبار، نصحوا بحوار جديد وسريع، الأميركي بالطبع يدير بطريقته خيوط اللعبة. هناك دعم كبير من الحليف الاستراتيجي البريطاني وتشجيع غير مسبوق من الأمريكان.

قرأ الملك رضوخ السعودية في لبنان إلى مبدأ مشاركة (حزب) الله في الحكومة اللبنانية المقبلة، وقرأ في هيمنة الاميركي على ائتلاف المعارضة السورية ورضوخ (الائتلاف) إلى المطلب الاميركي بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2، وأن السعودية لا تستطيع التمسك بذات الموقف ضد إرادة الدول العظمى، وضد التسويات بين الغرب وإيران. غيرت السعودية أسلوب تعاملها، رضخت في لبنان، وتراجعت تكتيكياً في سوريا، لذا فإن موقف السعودية في البحرين لن يختلف.

يقول عدد من المتابعين وراصدي الأوضاع في الخليج، إن السعودية لم تعلن حتى اللحظة أي تأييد للحوار في البحرين، لكنها لم تمانع من انعقاده أيضاً، باختصار السعودية سكتت، والنظام البحريني بطريقته وبمعرفته وتنسيقه العالي مع السعوديين، عرف أن ثمة ضوءا أصفر أمامه، وأن الأخضر قد يأتي في أية لحظة.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus