الديمقراطية الآن: "نحن العمالقة": عائلة ناشطة في البحرين تدفع ثمنًا باهظًا لتحدي حكومة تدعمها الولايات المتحدة

2014-01-29 - 2:29 م

موقع الديمقراطية الآن
ترجمة: مرآة البحرين

في خضم الحملة المستمرة على المعارضين، استؤنِفَت محادثات المصالحة بين النظام الملكي الحاكم في البحرين وجماعات المعارضة. كانت الحكومة البحرينية قد شنت حملة على المحتجين المؤيدين للديمقراطية منذ اندلاع الانتفاضة في شباط/فبراير 2011. والنظام الملكي المدعوم من الولايات المتحدة هو موطن للأسطول الامريكي الخامس المسؤول عن جميع القوات البحرية في الخليج. والبحرين هي أحد الأصول الاستراتيجية الرئيسية في المنطقة كونها قريبة جدًا من إيران. "نحن العمالقة" وثائقي جديد يُعرض لأوّل مرة في مهرجان صندانس السينمائي Sundance film festival، وهو ينظر إلى الوضع في البحرين عبر عدسة إحدى العائلات الناشطة البارزة هناك، عائلة الخواجة. ويقضي محامي حقوق الإنسان المعروف عبد الهادي الخواجة حُكمًا بالسجن مدى الحياة، في حين أن ابنته الصريحة زينب هي أيضًا وراء القضبان. التقينا بمريم الخواجة، التي تشغل حاليًا منصب نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، وهي تعيش في المنفى القسري.

إيمي غودمان: نحن نبث من مهرجان صندانس السينمائي في بارك سيتي بولاية يوتا، وننتقل الآن إلى البحرين، حيث استؤنِفَت مُحادثات المصالحة بين النظام الملكي الحاكم وجماعات المعارضة وسط حملة متواصلة على المعارضين. يوم الثلاثاء، ورد أن جماعات المعارضة الشيعية قد اجتمعت مع وزير الديوان الملكي وأعربت عن الأمل في بداية جديدة لحوار وطني كان قد توقّف. وقد شنّت الحكومة البحرينية حملة على المحتجين المؤيدين للديمقراطية منذ اندلاع الانتفاضة في شهر شباط/فبراير 2011. والنظام الملكي المدعوم من الولايات المتحدة هو موطن للأسطول الامريكي الخامس المسؤول عن جميع القوات البحرية في الخليج. البحرين هي أحد الأصول الاستراتيجية الرئيسية في المنطقة لأنها قريبة جدًّا من إيران.

حسنًا ، فيلم وثائقي جديد هنا في مهرجان صندانس ينظر إلى الوضع في البحرين من خلال عدسة إحدى العائلات الناشطة البارزة. الفيلم الوثائقي "نحن العمالقة" من إخراج غريغ باركر. في هذا المقطع، نستمع إلى زينب الخواجة، وتليها شقيقتها مريم.

زينب الخواجة: منذ قرون يشعر كثيرون من العرب بعدم أهمية ما أقوم به، وأنه لن يُغَيّر شيئًا؛ لا شيء سيتغير في هذا البلد. دون أمل لن تصل الى أي مكان، لأنه عليك أن تعتقد أن هذا سيوصلك حقًا إلى مكان ما. وهذا هو السبب في أنني لا أستطيع أن أتراجع أو أستسلم.

أين هي حقوقنا؟ هل إن حياتنا لا معنى لها إلا إذا كان هناك كاميرات هنا؟ هذا هو سؤالي.

لقد تم اعتقالي ربما سبع مرات، على ما أعتقد. لقد تعرّضت للضرب وأُصِبت بجروح. وهناك أكثر من 13 قضية ضدي في المحكمة. أنا أشعر بالذنب عندما أترك ابنتي لفترة طويلة، عندما تستيقظ في منتصف الليل وهي قلقة بشأن ذهابي إلى السجن. في الليلة الماضية فقط، استيقَظَت، استيقظت لتقول لي، "من فضلك لا تذهبي إلى السجن." أنا لم أخبرها أني ذهبت إلى السجن، ولكنها سمعت أشياء. تعلمون، أن الأطفال أذكياء جدًّا. توقِظُني، وتقول لي: "لا تذهبي إلى السجن".

مريم الخواجة: الكثير من الناس يسألون، "أليس ذلك خطأ؟ ألا ينبغي لها أن تكون في المنزل مع طفلتها؟" لا، هذا بالضبط ما يجب أن تفعله. إنه من أجل طفلتها.

إيمي غودمان: مريم الخواجة وشقيقتها زينب كانتا في الفيلم الجديد، "نحن العمالقة"، في عرضه الأول في مهرجان صندانس هنا. عائلتهما دفعت ثمنًا باهظًا لأنها تحدثت علنًا ضد الحكومة البحرينية. والد مريم هو محامي حقوق الإنسان المعروف، عبد الهادي الخواجة وهو يقضي عقوبة السجن المؤبد في البحرين. وكان قد قضى عامين في السجن. وزينب شقيقة مريم التي غالبًا ما استضفناها هنا على الديمقراطية الآن!، هي أيضًا في السجن الآن. والصديق المقرب من عائلة الخواجة، نبيل رجب، هو أيضًا في السجن. كان سابقًا رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان. في وقت سابق من هذا الأسبوع، جلست مع مريم الخواجة هنا في بارك سيتي بولاية يوتا. هي الآن نائب رئيس المجموعة. أطلب منها أن تصف الوضع في البحرين الآن؟

مريم الخواجة: حسنًا، ما زلنا نشهد تدهورًا في الوضع فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان. الحكومة البحرينية، حتى الآن، ليس لديها حافز لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، وهذا أساسًا لأنها تشعر بأن لديها حصانة دولية فيما يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن جميع الانتهاكات التي ارتكبتها خلال السنوات الثلاث الماضية. وبالتالي، وعلى الرغم من أن هناك حديث الآن عن حوار، فإنه لا يبدو أن له أي تأثير على الانتهاكات المستمرة، سواء كنا نتحدث عن مداهمة المنازل أو الاعتقال والضرب أو التعذيب المنهجي.

إيمي غودمان: تحدثي عن عائلتك في السجن.

مريم الخواجة: والدي، بطبيعة الحال، قام بجميع الإجراءات القانونية الممكنة، ولكن بالطبع نحن نعلم جميعًا أن النظام القضائي في البحرين ليس نظامًا قضائيًا ناجحًا. وبالتالي، كل شيء يتعلّق بقرار سياسي. إذا كنا نستطيع الحصول على ما يكفي من الضغوط الدولية من أجل إطلاق سراحه، فربما يكون هذا الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله أن نخرجه من السجن. كذلك الأمر بالنسبة لزينب، ستخضع لمحاكمة بعد أسبوعين. ولا يزال لديها نحو ست قضايا عالقة في المحاكم. ومن المفترض أن يُطلَق سراحها في شباط/فبراير بعد قضاء سنة واحدة، ولكن أعتقد أنه من دون الضغط الدولي والاهتمام بقضيتها، فإنهم على الأرجح سيزيدون مدة عقوبتها في السجن.
إيمي غودمان: اشرحي لنا ماذا فعلت زينب؟

مريم الخواجة: حسنا، كانت زينب مؤثرة جدًّا في حركة الاحتجاج، لأنها، في وقت اعتاد فيه الجميع الهرب فيه عند استخدام الغاز المسيل للدموع، قرّرت الوقوف بوجه شرطة مكافحة الشغب بشكل سِلمي ولم تهرب. وهكذا، أصبح لها دور فعال في نوع من- العصيان المدني، حيث أنك بدلًا من الهروب تتحدى الخوف، تتحدى الطريقة التي يفكرون بها وهي أنك من المفترض أن تتفاعل، وأنك ستتفاعل بطريقة مختلفة تمامًا، وبالتالي، وبطبيعة الحال، تتحدث علنًا وبشكل مستمر عن ما يجري، وتُوَثق الوضع على الأرض، وتجلس مع عائلات ضحايا القتل خارج نطاق القضاء أو التعذيب، وتوثق قصصهم وتنشرها.

إيمي غودمان: مريم الخواجة، ماذا عن دور الشركة المتعددة الجنسيات في البحرين وعن دورها في دعم النظام الملكي، وأيضا على وجه التحديد الولايات المتحدة؟

مريم الخواجة: حسنًا، نتحدث دائمًا عن نوعين من منتهكي حقوق الإنسان. فهناك الأشخاص الذين يرتكبون فعلا جرائم، والذي هو النظام البحريني في هذه الحالة. ومن ثم نتحدث عن المساعدين في انتهاكات حقوق الانسان . وهؤلاء هم الذين يعملون كالمعتاد مع هذه الأنظمة عندما يرتكبون الجرائم. وبسبب ذلك العمل كالمعتاد، وبسبب استمرارهم في القيام بالعمل بالطريقة التي يعملون بها، فإن ذلك يمكّن الحكومة من مواصلة حملتها. وهكذا، سواء كنا نتحدث عن المعرض الجوي أو كنا نتحدث عن الفورمولا وان الذي سيبدأ في نيسان/أبريل -

إيمي غودمان: سباق السيارات.

مريم الخواجة: نعم، سباق السيارات. أو كنا نتحدث عن زيارة الأمير أندرو قبل بضعة أيام فقط للاحتفال بمئتي عام من التعاون بين الحكومة البحرينية والمملكة المتحدة، كل هذه الأمور تُمَكّن الحكومة البحرينية من مواصلة العمل الذي تقوم به. و كما قُلتُ في وقت سابق، يضعها ذلك في موقف لا حافز لديه فيه مُطلَقًا لوقف انتهاكات حقوق الإنسان.

إيمي غودمان: ماذا عن الأسطول الأمريكي الخامس؟ من الواضح أن هناك قدر كبير من التعاون بين الولايات المتحدة والبحرين.

مريم الخواجة: نعم، بالتأكيد. لقد قابلت أشخاصًا من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية والكونغرس وآخرين، و لقد قيل لي مرارًا وتكرارًا أن نقل الأسطول الخامس غير موجود في الجدول، وبالتالي ليس ضروريًا المطالبة بذلك في هذه الايام. ولكن ما أعتقد أنه محبط ومخجل حقا هو حقيقة أنهم ليسوا فقط لا يفكرون بنقل الاسطول الخامس، بل أنه قبل بضعة أشهر فقط، خرج قائد القوات البحرية يصرّح في بيان علني عن توسيع الأسطول الخامس في البحرين.

والجميع رأى في ذلك ب استرضاء للسعودية بعد الصفقة مع إيران، ولكن لماذا يجب سحق البحرينيين لاسترضاء السعوديين؟ وأعتقد، وتعلمون، خاصة في الوقت الذي لم تقدم فيه الحكومة البحرينية أي إصلاحات على الاطلاق، وأي وقف لانتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة اليوم، أنهم يرسلون حقًا بالرسالة الخطأ عندما يقولون لحكومة البحرين: "حسنًا، نحن ذاهبون إلى توسيع عمليات اسطولنا الخامس في البلاد.

إيمي غودمان: سواء تمّ توسيع الأسطول الخامس أم لا، فهذا يعني أن للولايات المتحدة نفوذًا سياسيًا في البحرين.

مريم الخواجة: نعم، بالتأكيد. أعني أن الولايات المتحدة لديهانفوذ كبير عندما يتعلق الأمر بالبحرين، - الولايات المتحدة و المملكة المتحدة. وإذا قررتا أنهما تريدان اتخاذ موقف يتعلق بحقوق الإنسان أو، على سبيل المثال- فقط تابع ما قاله الرئيس أوباما في 2011: "إذا كنتم تريدون الحصول على حوار وطني، عليكم إطلاق سراح المعارضة السلمية، التي ينبغي أن تكون موجودة على الطاولة، من السجن". واليوم القضية هي أن تلك المعارضة السلمية الذي تحدث عنها الرئيس أوباما في عام 2011 لا تزال في السجن. وحتى الآن، لم يكن هناك أي متابعة على الاطلاق.- وبالتالي، نحن ننظر إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والدول التي تقول أن حقوق الإنسان والديمقراطية هي حجر الأساس في سياستها الخارجية، وقد غضّت الطرف وتغاضت عن قضية حقوق الإنسان.

إيمي غودمان : والدك في السجن وشقيقتك أيضًا. [ ونبيل رجب ] الناشط في مجال حقوق الإنسان، وهو صديق مُقرّب من العائلة، أيضًا في السجن، وآخرين. هل سُجِنتِ؟

مريم الخواجة: شخصيًا لم أُسجَن، لأنني تركت البحرين قبل دخول الدبابات السعودية عبر الجسر. وعُدتُ إلى البحرين فقط مرة واحدة في عام 2013 لفترة قصيرة جدًّا لرؤية عائلتي. وفي المرة الأخيرة التي حاولت فيها أن أعود إلى البحرين، وكان ذلك في آب/أغسطس الماضي، منعتني الخطوط الجوية البريطانية من الصعود إلى الطائرة، وكما قالوا، كان ذلك بطلب من الحكومة البحرينية.

إيمي غودمان: شركة الخطوط الجوية البريطانية قالت لا؟

مريم الخواجة: نعم، شركة الخطوط الجوية البريطانية قالت لا. على الرغم من أنني قلت لهم أني مواطنة بحرينية و وأظهرت لهم بطاقة هويتي إلا أنهم قالوا أن هناك طلب من الحكومة البحرينية بأن لا نسمح لك بأن تستقلي الطائرة.

إيمي جودمان: عمومًا، إذا أمكن، أخبرينا عن ماهية مطالبكم من النظام الملكي البحريني؟

مريم الخواجة: حسنًا، أنا أعمل في منظمة لحقوق الإنسان ، لذلك مطالبنا، بطبيعة الحال، ترتبط إلى حد كبير بحقوق الإنسان. نُطالب في المقام الاول بوقف انتهاكات حقوق الإنسان ومن ثم البدء - تعلمون، بحالة يكون لديكم فيها عملية مساءلة. دون مساءلة، لا يمكنك المُضي قُدُمًا. عندما تشعر الشرطة والوزراء والذين هم في مقام المسؤولية أنه يمكنهم الإفلات من الانتهاكات، فسوف يرتكبون المزيد منها. وهكذا، أعتقد أنه إذا كنّا نريد المُضي قُدُمًا، فإنه سيكون لِزامًا عليهم أولًا وقبل كل شيء، أن يبدأوا بوقف حملة القمع، ومن ثم الشروع بالمساءلة. وفي رأيي كمُدافعة عن حقوق الإنسان، وأنا أعلم أن العديد يجدون بأن هذا الأمر غير واقعي بسبب مكانة النظام الملكي البحريني، ولكن أعتقد أنه يجب تقديم ملك البحرين وولي العهد ورئيس الوزراء إلى محاكمة عادلة، وفي حال كانوا مسؤولين - وهم مسؤولون عن الانتهاكات والجرائم التي حدثت على مدى السنوات الثلاث الماضية، ومن ثم ينبغي أن يُحَمّلوا المسؤولية عن ذلك.

إيمي غودمان: هل يمكنك أن تتحدثي عن ماهية هذه الانتهاكات؟

مريم الخواجة: تشمل هذه الانتهاكات،عدًّا لا حصرًا، استخدام القوة غير الضرورية ضد المتظاهرين العزل، والقتل خارج نطاق القانون لعدد من الأشخاص، والتعذيب المنهجي، وسياسة التعذيب المنهجي. في عام 2011، ادعى الملك أنّه لم يكن يعلم بشأنهم. ولقد وثّقت لجنة البحرين المستقلة لتقصي الحقائق ذلك، وبالتالي ليس لديه عذر على الإطلاق في القول أنه لم يكن يعلم. إنه يعلم. فإذن، توجد كل هذه الجرائم المُختلفة وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة التي يعلم الملك ورئيس الوزراء وولي العهد بشأنها. ولدينا فيديو يُظهِر رئيس الوزراء في لِقاء مع شخص مُتورط بتعذيب الأطباء الذين عالجوا المرضى، والذي تمت تبرئته من قبل المحاكم.

إيمي غودمان: الأطباء الذين عالجوا المرضى الذين أصيبوا أثناء الاحتجاجات.

مريم الخواجة: نعم بالضبط الأطباء الذين عالجوا المحتجين. زاره رئيس الوزراء وقال له: "أنت فوق القانون. لن تحاسب." وهذا موجود على الفيديو. ولذلك، إذا كانوا مطمئنين الى هذا الحد لقول ذلك على الفيديو، بأن القانون لن يحاسبهم، فإنه يمكنك أن ترى إلى أي مدى وصلت السياسة الممنهجة للإفلات من العقاب.

 


24 كانون الثاني/يناير 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus