جستين غينغلر: الحقيقة حول البحرين

2014-01-30 - 12:36 م

جستين غينغلر، الدين والسياسة في البحرين
ترجمة: مرآة البحرين


اليوم، كائنًا من كنت، عندي لك أخبار جيدة. إذا كنت من تلك النماذج من الناس التي تتمتع بقراءة التقييمات الموضوعية للظواهر الاجتماعية والسياسية الهامة التي كتبها أشخاص لديهم بعض المعرفة بها، فعليك أن تكون سعيدًا لسماع أن كتاب "السياسة الطائفية في الخليج الفارسي"، وهو كتاب ساهمت به وتحدثت عنه لعام، سوف يُنشَر، بعد بعض التأخيرات، يوم الجمعة القادم. (كما وتم نشر كتاب ل "فريدريك ويهري" مؤخرًا يتحدث عن نفس الموضوع - ويحمل عنوانا مشابهًا). بالإضافة إلى تمهيدي النظري، هناك فصول بقلم لورنس لوير وكريستين سميث ديوان و جي. إي. بيترسون ومارك فاليري وغيرهم.

من ناحية أخرى، إذا كنت من الرجال الذين يتحمسون للدعاية الصارخة و/أو التغييرات التي تحركها أجندا خفية في اللغة والتفسير، والمُعتمدة في نهاية المطاف دون تمحيص من قبل وسائل الإعلام المؤثرة مثل نيويورك تايمز، فما عليك إلا متابعة القراءة.

بالنسبة للسابق، ليس لدينا سوى الشيخ خليفة بن سلمان نفسه، الذي استقبل أمس مجموعة من المغردين الموالين للحكومة (على موقع تويتر) لتقديم الشكر لهم على "استغلالهم الفعًال للتكنولوجيا الحديثة للدفاع أولاً وقبل كل شيء عن البحرين"- بعكس، فلنقل، "أولاً و قبل كل شيء قول الحقيقة التي تخص البحرين". فقد أوردت صحيفة غولف ديلي نيوز بأنه" شدد على ضرورة مواجهة حملات التشهير التي تستهدف المشروع الإصلاحي في البحرين والخطوات الديمقراطية الوليدة ومواجهة أي شخص يُغرّد بهدف إلحاق الضرر بالبحرين وفضح أولئك الذين باعوا أرواحهم لجهات أجنبية". ويأتي هذا، كما يتصور المرء، بعد القرار المفاجئ لكوريا الجنوبية الأسبوع الماضي بعدم بيع الغاز المسيل للدموع للبحرين، وهو فوز للمعارضة يرجع إلى حد كبير إلى حملة فعّالة أُطلِقت على وسائل الاعلام الاجتماعية.

وكانت البحرين، في وقت سابق، قد شكّلت لجنة جديدة "لمكافحة خطاب الكراهية" (التي أعلن عنها في اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الوزراء)، مهمتها "طرح الاقتراحات واعتماد السياسات والتدابير، وكذلك إعداد برامج فعّالة تعالج مشكلة خطاب الكراهية". ومن المفترض أنها تحذو حذو قانون مكافحة الإرهاب الغامض في البحرين في العام 2006، والذي عرّف الإرهاب على أنه أي فعل مُعارض.

ومع ذلك، الأمر الأكثر مدعاة للقلق من عسكر خليفة بن سلمان الشخصي للانترنت ومتطوعي خطاب الكراهية هو مسألة دقيقة في التعبير أشار إليها مؤخرًا مقال لجيم لوب ( ويعرض المقال أيضًا تعليقًا لإميل نخلة). وتتعلق القضية بمقال عرضته صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد حول المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وفي المقالين، يبدو أن الكاتبين قد كرّرا مختلف أنواع الإدعاءات غير المدعومة بسند على "الإثبات" على التدخل الإيراني في البحرين مستشهِدَين بمقال لـ "اليوت ابرامز" نشرته مؤخرًا "كاونسل أون فورين ريلايشنز". والنتيجة هي أن البحرين تبدو اليوم في المقال بموازاة سوريا واليمن حالات مؤكدة على التدخل الإيراني في الشرق الأوسط، مستخدمة كدليل أولي المقال الطائش الأخير الزورق دليل البحرين الدامغ، الذي اعتبر لوب بأنه لم يلقَ استعراضًا جديًا إلا من قبل أبرامز (وبالطبع ميتش بيلفر الذي لا يُقهَر).

ومع ذلك، تورد صحيفة نيويورك تايمز مزاعم وزارة الداخلية كوقائع:

في البحرين حيث تمتلك إيران علاقات مع عدة مجموعات، بمن في ذلك بعض المجموعات التي نفذت هجمات محدودة على الشرطة، فقد ضبطت قوات الأمن الأسبوع الماضي سفينة متجهة الى البلاد مُحَمَّلة بـ 50 قنبلة يدوية إيرانية الصنع وما يقارب 300 صاعقًا مصنوعًا في سوريا.

وقال البحرينيان اللذين تم القبض عليهما للمحققين بأنهما تلقيا تدريبهما في إيران، وكانا مُوَجّهَين من قبل شخصيات بحرينية معارضة متمركزة هناك.

وقال رئيس الأمن العام في البلاد، طارق الحسن، أن المعلومات المُقَدّمة من قبل المُشتَبَه بهما أدّت أيضًا إلى ضبط متفجرات بلاستيكية وصواعق وقنابل وبنادق رشاشة وذخيرة في أحد المستودعات.

أما إميل نخلة فيقيّم بعض المشاكل الواضحة في ردّه على لوب، فيكتب:

صحة تقرير صحيفة نيويورك تايمز في البحرين أمر مشكوك فيه. ينبغي للصحفيين أن يطّلعا أكثر وكان ينبغي عليهما أن يكونا أكثر دقة. ربما كان تقريرهما إشارة إلى بعض المتشددين في واشنطن الذين يعارضون أي اتفاق مع ايران بشأن البرنامج النووي. أخشى بأن يكون تقرير جوردون/ شميدت قد أعطى انطباعًا بأن صحيفة نيويورك تايمز تقع في نفس فخ المحافظين الجدد الإسرائيليين حول إيران.

ويتابع نخلة أنه "تمّ ضبط الأسلحة على متن قارب، وليس "سفينة" كما ادعت الصحيفة. وكان يمكن أن يكون قد قدم من موقع على الساحل الإيراني أو من أي مكان آخر في شمال الخليج العربي أو مصب شط العرب. يجب أن نكون حذرين للغاية كي لا تخدعنا المعلومات، التي قد تكون أجهزة الأمن البحرينية حصلت عليها من خلال "استجواب" المعتفلين على متن القارب. إنه لمن المُخَيّب للآمال أن لا تكون صحيفة النيويورك تايمز قد ألقت نظرة أكثر استراتيجية على العلاقات الإيرانية البحرينية وهي قامت بنشر مزاعم، ك"واقع حقيقي"، حول أسلحة إيرانية متجهة نحو البحرين."

وعليه، من المفارقات، فإن أكثر التغطيات المُطّلعة والمتوازنة حول البحرين في وسائل الإعلام الغربية الكبرى كانت في برنامج إخباري مُزيّف، عندما استضاف "ستيفن كولبير" "كين روث" من منظمة "هيومن رايتس ووتش". شاهد لترى إن كان يمكنك اكتشاف استخدام روث لعرض الوقائع والأدلة على الطراز القديم في الفيديو أدناه.


15 كانون الثاني/يناير 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus