كوزو أوكاموتو في تجربة السجن البحريني

2011-07-08 - 12:36 م

 

مرآة البحرين (خاص):
بعد أن خرج الثائر الياباني في الجيش الأحمر (كوزو أوكاموتو) من المعتقل الإسرائيلي في مايو 1985، والذي قضى فيه نحو 13 عاما. ظهرت عليه عوارض سلبية من جراء التعذيب النفسي والجسدي.

من أهم تلك العوارض التي رافقته خلال الأشهر الأولى بعد الإفراج: كيف يتصرف كالإنسان، كيف يأكل بيديه؟ كيف يمشي على رجليه؟ والأعظم، كيف يقتنع أنه ما يزال إنسانا؟ حرفية عالية يستخدمها العسكر الإسرائيلي في التعذيب، واحدة من الأساليب النفسية التي استخدمت لتعذيب الثائر (كوزو أوكاموتو)، هي معاملته كالحيوانات الأليفة التي تربى في المنزل! الانهيار النفسي مصاحباً للانهيار الجسدي، هو ما تعمد له قوات الأمن في انتهاكها للمعتقلين داخل السجون. فإذا خففت من الأول بسبب وضوحه وسهولة كشفه  على أجساد ضحاياها أمام الرأي العام العالمي، فإنها تلجأ إلى الأخير، أي النفسي، متمثلاً في الإذلال والإهانات والترويع، لأنه لا يمكن كشفه بسهولة. 

أحد المفرج عنهم من أفراد الطاقم الطبي يروي عما شهده من تعذيب نفسي لمعتقلين:"أحد الضباط في مركز شرطة الحوض الجاف، تعنت في تولي ملف أحد الأطباء، وأحد المدرسين، وأخذ يعاملهم كالكلاب (أعزهم الله). يوضح، أن الضابط يتعمد عند استقبال ضيوفه من الضباط الآخرين، خلال وجود ضحايا في الغرفة، يتعمد أن يجبرهم على الجلوس جلسة الكلب، ثم يقوم بالمسح بيده على رؤوسهم، ويجبرهم على الأكل من الطبق عن طريق الفمهم مباشرة، فضلا عن ربطهم بسلسلة حديدية كما يربط الكلب. ويشير إلى أن "الضابط عمد في تلك الممارسة بعد أن أجبرهم على التوقيع على ورقة بيضاء بالإكراه والتعذيب الوحشي، وإذلالهم لكي ينصاعوا إلى أوامره، أن يتصرفوا كالكلاب".

في سياق مشابه يقول مصدر بالجهاز الأمني " أن مجموعة من الضباط بالتحقيقات الجنائية بمنطقة العدلية، كلفوا مجموعة من الشرطة بضرب احد كبار الأطباء وهو من الطائفة السنية بشكل مهين، وذلك بغرض الإهانة وليس التعذيب الجسدي" وأوضح "الشرطة وأثناء إهانة الطبيب كانوا يرددون عليه كلمات بذيئة، ويقولون له "فشلتنا سني وتروح الدوار"! آخر يروي حكايته مع جهاز أمن الدولة، يقول" فوجئت بخمسة شبان يحوطوني في المكتب بالعمل، وكان السؤال  الموجه لي واحد فقط، "أنت فلان؟"، الإجابة " نعم" ، وما أن أنهيت كلمتي حتى انهالوا علي بالضرب أمام الموظفين وأخرجوني إلى الشارع، وهم يواصلون الضرب والإهانات من كل صوب وناحية".

ويضيف "حتى في مركز الشرطة القيد لم يفك من معصمي، وبين الفينة والأخرى يدخل شخص أسمر اللون ضخم الجثة ينهال علينا بالضرب بقطعة بلاستيكية (هوز). معي آخرون لا أعرفهم أيضا، لا يتوقف حتى يكل متنه من الضرب، ويستريح ومن ثم يعاود الضرب مجددا". إحدى السجينات بتهمة جنائية في مركز شركة المحافظة الوسطى بمدينة عيسى، نقلت معانات إحدى الممرضات في التوقيف، وما تعرضت له من أساليب التعذيب.

تقول " التقينا بالممرضة المعذبة يوم 3 ابريل الماضي قبل انتهاء عقوبتي بخمسة أيام، أدخلوها التوقيف بعد أن عذبوها بـ(الهوز)، وقام رجال الأمن بقص شعرها، بل أكثر من هذا، قاموا بتلمس أماكن عفتها. كل هذا حدث أثنا التحقيق معها وهي معصوبة العينين، مكبلة الأيدي". تضيف: " لقد انهارت في الأيام الأوائل، بسبب إيقافها فترات طويلة دون تحرك، وهددوها عدة مرات بالاغتصاب، ألا أنهم لم يقدموا على ذلك، حتى خروجي من السجن".

وحسب الشاهدة فإن الشرطة نقلتها بعد ذلك إلى سجن انفرادي لا يعلم عنه أحد، بتاريخ 7 ابريل.  في المحصلة، هل يحق للمراقبين أن يقارنوا بين أجهزة الأمن الإسرائيلية في الثمانينات، عندما عذبوا الثائر الياباني (كوزو أوكاموتو)، وأجهزة الأمن البحرينية، وهي تعذب الطاقم الطبي 2011؟

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus