نصائح "ما وراء البحار" تبقي على "الوفاق" في الحوار.. ورسائل الوعيد ب"الدم حتى الركب" في مهرجان البسيتين
2011-07-09 - 8:44 ص
جمهور الموالاة في البسيتين أمس مطالباً أميركا بالرحيل |
مرآة البحرين (خاص): لم تفلح جلسات الحوار التي انطلقت الأسبوع الماضي، والتي شملت حديثا حول كل شيء، من أجل كل شيء، لكن حصادها حتى الآن بلا شيء، من تخفيف حدي التنافر في الشارعين البحرينيين. من جهة، كان أمس النائب "الإخواني" السابق محمد خالد، يواصل بحشد البذاءات، شحذ المخيلة الغرائزية في شارعه في مهرجان البسيتين متوعداً ب"سيلان الدم حتى الركب" في المحاولة البائسة لتصوير رئاسة الحكومة رمزاً للسيادة السنية. وهي آخر عمليات "التأويل" التي يضخها شيوخ دين متطرفون لحق بهم أخيراً بعض "متنوري" النصف نصف، لتأبيد هذا المنصب والحيلولة دون إخضاعه للتداول الديمقراطي.
ومن جهة أخرى، كان النائب "الوفاقي" خليل المرزوق، ومن تناوبوا على التحدث من على منصة مهرجان "كرانة"، يكافحون من أجل فرض "تأويلية" أخرى ترى في هذا المنصب، أي رئاسة الحكومة، الحد الذي يمكن أن يبدأ منه أي إصلاح، وهو قبل أي شي، رمز لسيادة الدولة، وسيادة الشعب البحريني على الدولة، ومصدر كل خلل إذا وجد "التمييز البغيض على أسس طائفية وقبلية وعائلية وعرقية"، وكل خير... إذا كان سيأتي "من أجل الاقتصاد ومن أجل التجار"!
المرزوق في مهرجان أمس: نريد حكومة منتخبة |
تأويليتان يتم تبادلهما في ساحات الخطاب، حتى الآن، وفي المهرجانات الخطابية، مضافة إليهما إرادة التحدي والتهديد ب "الدم"، على النسخة التي يقاتل على أرضيتا فريق الموالاة. وهو تهديد لا تقتصر وجهته نحو الفريق المعارض وحده، بل يطال بالرشق خط الدبلوماسية الدولية، والسياسة الخارجية القديمة للدولة في العلاقة مع الدول الكبرى المعول عليها "حكومياً" في صد الأطماع "الإقليمية" وسط خليج مائج. وذلك في عملية استعادة دؤوبة للخطاب "البنلادني"، وإغراق به الجمهور الموالي، حد الغرغرة، وهو ما تكشف عنه خطب يوم الأمس لزعيم تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود، الذي طالب الدولة بكشف الضغوط عليها من أميركا، حتى يتصرف (؟)، ودعوته الأسطول الأميركي الخامس إلى الرحيل إلى الجحيم "إذا كانت أميركا تهدد بسحب جيوشها وتسهيلاتها إلى البحرين فلتذهب للجحيم".
وهي الدعوة التي تلقفها منه الغاضب على الدوام محمد خالد، وراح يرددها في البسيتين، بتكرار صبياني، ووعيد "القصاص" و"الدم" وسط هتافات جمهوره المتواضع "أميركا بره بره". وفيما يبدو فإن خالد، وهو يرفع سقف الخطاب إلى مستوى "الدم حتى الركب" على معرفة تامة بما غدا يرشح بشكل صار يأخذ صيغة التواتر بالعملية الجارية في ضفة أخرى، وهي عمليات التدريب لملشيات شعبية بإيعاز من "المشير" وإشراف كل من النواب السلفيين غانم البوعينين وعبدالحليم المراد وعادل المعاودة.
وفي هذا فقد علمت "مرآة البحرين" عن تخريج دفعة من 300 متدرب، أغلبهم بحرينيون، نحو 90 ٪ منهم، أي ليسوا من فئات المجنسين، وتوزيع عليهم بعض قطع السلاح الخفيف. وحسبما قال المصدر فإن "الهدف من وجود هؤلاء هو إعادة لخبطة المعادلة في حال تم التوصل إلى تسوية مع المعارضة من تحت الطاولة بضغط من المجتمع الدولي" حيث أن "الجيش لن يتدخل بشكل مباشر".
الموظف "السابق؟" بديوانه، محمد خالد: سنسيل الدم إلى الركب إذا تغير رئيس الوزراء |
وربما أكد ذلك بيان من أسموا أنفسهم "توج" أي تجمع الوحدة الوطنية الجديد، الذي تم توزيعه أمس عقب تجمع البسيتين، وجاء فيه "إننا من باب الحرص على مملكة البحرين الحبيبة قد نادينا بتسليح أهل السنة والجماعة في البحرين من خلال تصريحات الأخ عادل فليفل، تلك التصريحات التي حاول البعض طمسها ولكن الله كان لهم بالمرصاد". وأضاف البيان "دعونا إلى تسليح أهل السنة والجماعة في البحرين من أجل درء الخطر عنهم، وقد قمنا بالفعل بتسليح بعض الأخوة".
وإذا كان هذا البيان مجهولة أطرافه، وإن كان يضع اسمي خطيب البسيتين أمس محمد خالد والعقيد السابق في وزارة الداخلية عادل فليفل أيقونتين للتأسي بهما، إلا أنه يعبر ما من شك عن بعض الجيوب داخل فريق الموالاة وتجمع الوحدة الوطنية يتم "التنفيس" عنها بالبيانات. في المقلب الآخر، لا يبدو أن المعارضة في وارد الاكتراث لذلك أو الذهاب في اتجاه خفض مستوى المطالبات التي ترفعها، وإن كانت تضع هذه المعطيات في الحسابات ما من شك.
| جانب من جماهير المعارضة في كرانة |
وقد غدا مطلب "الحكومة المنتخبة"، وهو أرفع سقف طرحته غضون 14 فبراير/ شباط، إلى جانب الملكية الدستورية، وتواصل طرحهما معاً لغاية الساعة، خطاباً رائجاً بل يجد صدىً متجاوباً لدى أطراف المجتمع الدولي. حتى مع قبولها المشاركة في "حوار" رفع العتب الذي لا يرقى إلى التطلعات. في هذا فقد، فقد أفيد بأن عدة اتصالات جرت خلال الثمانية والأربعين الساعة الماضية من "ما وراء البحار" لإثناء "الوفاق" عن تقديم خيار الانسحاب على المشاركة في وقائع الحواري الجاري بعد تسريب ذلك إلى الإعلام. وحسبما نقل من معلومات قليلة بشأن ذلك فإن دولاً غربية تنشط على خط الأزمة البحرينية، أسدت النصيحة التالية: "استمراركم في الحوار سيعطي المعارضة قوة حقيقية ولا ننصح بالانسحاب أو التلميح بتعطيل الجلسات، مكاسبكم الكبيرة من مشاركتكم في الحوار". وهو ما يفسر تراجع "الوفاق" عن قرار الانسحاب في مهرجانها أمس وإبقاء التلويح به.