براين دولي: البحرين بحاجة ماسّة إلى مفاوضات حقيقية

2014-02-03 - 11:30 ص

براين دولي، هافينغتون بوست، هاف بوست وورلد

ترجمة: مرآة البحرين

بالنسبة للمُحللّين الذين يحاولون التنبؤ بالتحولات الأخيرة في سياسة البحرين، تبدو العلامات مُربكة. فقد انهارت محادثات رسمية في وقت سابق من هذا الشهر بعد اعتقال الحكومة لعلي سلمان وخليل المرزوق -- كبار قادة الوفاق، المجموعة المعارضة الرئيسية على الطاولة - واتهامهما بمجموعة من الجرائم ذات الدوافع السياسية.

ولكن، بعد أسبوع من ذلك، عندما التقى ولي العهد بالزعيمين للبدء بمرحلة جديدة من المحادثات، بدا وكأنّه يرتقي بسمعته المتلاشية كمصلح. وفي خطوة أخرى مشجعة، تم رفع حظر السفر عن سلمان وهو ما يمكن أن يُنظر إليه كخطوة لبناء الثقة.

ومع ذلك، هناك مشكلة رئيسية تكمن في محاولة إجراء محادثات هادفة في سياق القمع المستمر. توفي رجل، إثر إطلاق الشرطة الرصاص عليه في وقت سابق من هذا الشهر، في نهاية هذا الأسبوع، وقد أثارت جنازته العنف. (تدّعي السلطات بأنه كان يُهَرّب الأسلحة وأنه كان يحاول دهس رجال الأمن بسيارته). ومنذ ثلاثة أيام، حُكِم على المُعارِضة البارزة زينب الخواجة بأربعة أشهر إضافية في السجن بسبب حادثة حصلت في أيار/مايو 2012 عندما مزّقت صورة الملك. ويثبت الناشطون البحرينيون، في الوقت نفسه، استمرار الاعتقالات وتجاوزات الشرطة.

ومع ضعف حدة التوتر في الخارج، وهو أمر يبدو غير محتمل مع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة لانتفاضة 14 فبراير، فإن المحادثات تواجه تحديات خطيرة. فقد انتدب ولي العهد عضوًا آخر في الأسرة الحاكمة وأوكل إليه مسؤولية التفاوض. وبعض قادة المعارضة فقط حاضرون على طاولة الحوار، مع بقاء الشخصيات الهامة الأخرى مثل إبراهيم شريف في السجن. وكما قال الرئيس أوباما لحكومة البحرين في أيار/مايو 2011، "لا يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي عندما يكون هناك جزء من المعارضة السلمية في السجن"، وأنه من الصعب أن نرى تحقق صفقة سياسية دون مشاركة قادة المعارضة الرئيسيين.

في كتابه الجديد، "واجب: مذكرات وزير في الحرب"، يروي وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس كيف حاول دفع العائلة الحاكمة في البحرين نحو الإصلاح في منتصف آذار/مارس 2011: "لقد اقترحت على كل من ولي العهد والملك بأن يجدا دورًا جديدًا ومختلفًا لرئيس الوزراء، الذي ينفر الجميع منه تقريبًا، ولا سيما الشيعة، ورفع القيود عن وسائل الإعلام وكذلك المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، ... وإحراز تقدم في دمج الشيعة في خدمات الأمن وقوة دفاع البحرين، وتعزيز الحقوق المدنية الأساسية في المجالات الاجتماعية والإعلامية والسياسية".

ويختم غيتس بأن دبلوماسيته كانت "غير فعّالة"، وأنّه رغم كون ولي العهد "صوت العقل" ... إلا أنه كان عاجزًا".

إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه المبادرة الأخيرة التي يرعاها ولي العهد سوف تؤدي إلى التقدم، فالبحرين بحاجة ماسة للخروج من الأزمة التي دخلت فيها منذ ثلاث سنوات، والاضطرابات السياسية المُستمرة تضر باقتصادها ومكانتها الدولية. هذا الشهر، أوقفت كوريا الجنوبية شحنة كبيرة من الغاز المسيل للدموع إلى البحرين، بسبب "الوضع السياسي غير المستقر" في البلاد.

البحرين بحاجة إلى إسقاط التهم ذات الدوافع السياسية عن الشخصيات المعارضة، بمن في ذلك الزعماء المسجونين المفترض تواجدهم في المفاوضات، ومحاسبة المسؤولين عن التعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان. وكما قال غيتس لملك البحرين قبل ثلاث سنوات، "الخطوات البطيئة لا تجدي..لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائمًأ."

28 كانون الثاني/يناير 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus