ألاستير سلون: وثائق جديدة للويكيليكس تكشف كذب وزارة الخارجية، هذه المرة في البحرين

2014-02-11 - 3:51 م

ألاستير سلون، موقع بوليسي مايك

ترجمة: مرآة البحرين

لدى جون تيموني وجه كقبضة يد وسيرة ذاتية خارجين من فيلم "الراحلين". كان تيموني شرطيًا في ولايات نيويورك وميامي وفيلادلفيا. والآن يقدم المشورة للحكومة البحرينية في الأمور البوليسية.

تلك الحكومة التي تطلق الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين وتعذبهم وتقتلهم كطريقتهم المُفضّلة لحفظ الأمن العام. وهذا هو تيموني، الذي يطلقون عليه صفة "أسوأ شرطي في أمريكا" والذي رُفِعَت ضده مئات الشكاوى بسبب طريقته العنيفة في حفظ النظام العام في الولايات المتحدة.

كانت وزارة الخارجية تؤكد دائمًا بأن لا علاقة لها بتعيين تيموني في البحرين. فالإبعاد كان مُدبرًا - وجماعات حقوق الإنسان تعاين النظام القمعي عن كثب.

مذ وعدت الحكومة البحرينية بالإصلاح في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، قُتِل العشرات وجُرِح الآلاف. الكثيرون يخافون من الذهاب إلى المستشفى خوفًا من تعرضهم للاعتقال. حتى أنّ منظمة العفو الدولية تتهم النّظام بخطف وتعذيب الأطفال.

حسنًا، كما اتضح، لم تكن وزارة الخارجية صادقة حول تورطها في تعيين تيموني، وبالوكالة حول تورطهم في وحشية الشرطة تلك كلّها.

وظهر بريد الكتروني على الويكيليكس يبين الوظيفة التي تولاها تيموني في النهاية عندما تمت ترقيته من قبل " ضابط أمن إقليمي أمريكي" كان له محطة في سفارة البحرين قبل خمسة أشهر من تعيين تيموني. 

وكان الضابط، وهو موظف في حكومة الولايات المتحدة، قد ناقش دور تيموني المستقبلي مع السلطات البحرينية وكان يتقاسم المعلومات حول الراتب المتوقع (حوالي 300 ألف دولار بالإضافة إلى الحوافز).

وهو يروي لنا مدى أهمية منصب تيموني المستقبلي بالنسبة لحكومة الولايات المتحدة.

"هذا المنصب له أهمية فهو يدعم كبار صانعي السياسات في حكومة الولايات المتحدة، نظرًا للأهمية الاستراتيجية لعلاقتنا مع البحرين والأحداث الأخيرة هنا. وهو يعتبر فرصة رئيسية للمشاركة مع حليف رئيسي خارج الناتو، ومن هنا مشاركتي الحالية."

رفضت وزارة الخارجية التعليق على البريد الإلكتروني المُسرّب، ولكن بالرجوع إلى عام 2012، كان المسؤولون واضحين جدًا عندما نال تيموني المنصب.

"هذه المبادرة كانت من الحكومة البحرينية. فتيموني لا يعمل لصالح حكومة الولايات المتحدة أو نيابة عنها، لذلك لا نستطيع التحدث عمّا ورّط به نفسه بالتفصيل".

إذا كنت تتساءل لماذا اهتمت وزارة الخارجية اهتمام خاص في تعيين تيموني، فإنه جدير بك التذكر بأن الأسطول الأمريكي الخامس يرسو في ميناء المنامة، على مرمى حجر من الاضطرابات الجارية. 

وكان قد تمّ إرسال البريد الإلكتروني الذي يُجرم وزارة الخارجية أيضًا من قبل "ضابط الأمن الإقليمي". ويفسّر الوصف الوظيفي لضابط الأمن الاقليمي على موقع وزارة الخارجية ما يلي:

"داخل سفارات وقنصليات الولايات المتحدة في الخارج، ضباط الأمن الإقليمي يطورون وينفذون الجوانب المختلفة لبرنامج أمني شامل يهدف إلى حماية الأفراد والممتلكات والمعلومات ضد الإرهابيين وعملاء الاستخبارات الأجنبية والمجرمين."

إذا سقطت البحرين نتيجة الثورة على غرار ثورة ليبيا أو مصر أو تونس، فسوف يكون هناك إعادة تموضع سريع ومكلف ومحفوف بالمخاطر، مما يهدد الأسطول، وعمليات محتملة في سوريا وإيران أو العراق، وكذلك أنشطة مكافحة القرصنة الحالية في المحيط الهندي.

هل تيموني هو "أسوأ شرطي في أمريكا ؟ " أعتقد أن هذا غير منصف، ولكن المعلقين في صحيفة الغارديان وميامي نيو تايمز لا يوافقون الرأي. فالجريمة - وخاصة المخدرات والقتل والفساد - في مدن مثل نيويورك وميامي وفيلادلفيا انخفضت انخفاضًا حادًا مع وصول تيموني.

ورفع اتحاد الحريات المدنية الأمريكية ضدّه سبع دعاوى نتيجة الطرق البوليسية التي استخدمها خلال احتجاج كبير نُظم في ميامي في العام 2011، وقد اتهمه الاتحاد بنشر القوة المفرطة وأساليب غير قانونية، غير أن مديره التنفيذي قال أيضًا عن تيموني: "كان تيموني على الأرجح أحد القادة الأكثر كفاءة وخبرة وحرفية في شرطة ميامي". وقد أشادت مجلتي فيلادلفيا إنكوايرر واسكواير بأسلوب تيموني كـ "شرطي شارع ".

ولكن على الرغم من قدراته في حفظ الأمن الجنائي، فإن لدى تيموني عيوبًا خطيرة عندما يتعلق الأمر بالاحتجاجات، أو بعبارة أخرى : تأدية وظيفته في البحرين.

كقائد لشرطة ميامي يبلغ من العمر55 عاما، ركب تيموني دراجته البوليسية الى أن وصل الى حشد من الناشطين يحملون اللافتات وبدأ يتقاتل مع " كبيرهم" ووقف أيضا ليصيح بمجموعة أخرى من المحتجين "اللعنة عليكم! أنتم سيئون! " ( وغيره من الكلام البذيء الذي لا أود قوله). سلوك غريب صراحة من شرطي محترف.

في كانون الثاني/يناير 2012، رفض تيموني علنًا حركة "احتلوا" باعتبار أنها تخلق مشكلة مرور مزعجة، وهي الذريعة التي استخدمت في البحرين لتبرير تفريق الاحتجاجات في البحرين بعنف.

تستخدم البحرين الغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي، وقد زاد هذا الأمر مع وصول تيموني. فبدلًا من استخدامه بشكل تقليدي كأداة لتفريق الحشود، استخدمه رجال الشرطة كسلاح. كان عناصر الشرطة يدخلون قرى المعارضة ليلًا ويطلقون العبوات على الأسر النائمة. حدثت أكثر من 30 حالة وفاة بسبب سوء استخدام الغاز المسيل للدموع.

يحب تيموني الغاز المسيل للدموع. يحبه كثيرًا بحيث أنه كان في عام 1994 يطلقه على نفسه طواعية ليثبت لجماعات الحريات المدنية بأن ذلك أفضل من إسقاطه على رأس أحد الأشخاص.

تيموني ليس الغربي الوحيد الذي يقدم المشورة لحكومة البحرين. فقد كان جون ييتس أيضًا، مساعد المفوض السابق لشرطة العاصمة البريطانية، يقدم الخدمات الاستشارية. وقد تم تعيين ييتس وتيموني في كانون الأول/ديسمبر 2011.

وفي موقف مشابه لموقف وزارة الخارجية الأميركية المبدئي من منصب تيموني، نفت وزارة الخارجية والكومنولث في المملكة المتحدة أي علاقة لها بتعيينه. وإذا كانوا يكذبون، كما كانت تفعل وزارة الخارجية بشكل واضح، فإنها ليست المرة الأولى.

الكولونيل إيان هندرسون CBE، الذي عمل كمستشار أمني لحكومة البحرين لمدة 30 عامًا، كان متهمًا بالتواطؤ في التعذيب في التسعينات، مما أدى إلى فتح تحقيق من قبل السلطات البريطانية في عام 2000. انتهى التحقيق في آب/أغسطس 2001، ولم يتم توجيه أي تهم. توفي هندرسون عن عمر 86 سنة في نيسان/أبريل من العام الماضي، وقد أنكر أي علاقة له بغرف التعذيب حيث كانت مكاتبه فوقها بأربع طوابق فقط.

وكانت الحكومة البريطانية تنفي دائمًا تورطها في تعيينه إلى أن قام الصحفي الاسكتلندي الاستقصائي إيان مكاي بكشف وثائق سرية لوزارة الخارجية تُبين كيف قام كبار الدبلوماسيين البريطانيين بإقناع الشيخ خليفة (والد الشيخ الحالي) بتعيين هندرسون وبالسماح له بإنشاء جهاز أمني وحشي لا يزال يُستخدَم إلى حد كبير اليوم.

في تصريح لبوليسي مايك، حافظت الخارجية البريطانية وشؤون الكومنولث على موقفها على الرغم من تسريب وزارة الخارجية الأمريكية، ولكنها اعترفت بأن السفارة قد اجتمعت مع جون ييتس، كجزء من سياستها للقاء أولئك "الذين يساعدون الحكومة البحرينية في إصلاحاتها".

وقال جون هورن، وهو باحث في منظمة البحرين ووتش والرجل الذي كشف عن البريد الإلكتروني التجريمي لبوليسي مايك:

"من الصعب أن نرى ما حققه جون تيموني في البحرين بخلاف رصيده المصرفي الجيد. فبعد عامين، لا يزال الجلادون يعذبون، والشرطة تستخدم القوة المفرطة، والمواطنون يعانون من العقاب الجماعي بالغاز المسيل للدموع، وقوات الأمن تعمل بحصانة ".

لم يرد جون تيموني على طلبنا للتعليق من قبله.

 

6 شباط/فبراير 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus