أمين عام الوفاق في لقاء مع «المنار»: قطار الحوار لم يتحرك... والثورة ستمضي لنهايتها

2014-02-14 - 8:10 م

مرآة البحرين (خاص): قال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان أن استمرار الانتهاكات التي تمارسها السلطة في البحرين اتجاه الشعب، لا تعطي مؤشر على رغبة جادة من قبلها في إقامة حوار حقيقي، مؤكداً على أنه بعد مضي شهر كامل على فكرة انطلاق حوار جديد، لم تلمس المعارضة خطوات جادة، داعياً النظام لتغيير سلوكه.

وأضاف الشيخ علي سلمان في لقاء خاص مع قناة المنار اللبنانية في الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة، أن شعب البحرين مقسوم بين من يرى في ولي العهد حمد بن عيسى آل خليفة الشخص القادر على الوصول بالبحرين إلى الحل الحقيقي، ومن يعتقد أنه شريك فيما يجري.

وبيّن الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية أن قوى المعارضة قدمت مرئياتها للسلطة وتنتظر ما سيحدث، متابعاً "الشعب ينظر إلى حوار يعالج نقطة رئيسية تتمثل في المشاركة في القرار وتشكيل السلطات، ولغاية هذه اللحظة قطار الحوار لم يتحرك ولو خطوة واحدة نحو الأمام، مما يبعث نوع من الشعور العام بانخفاض الجدية. لا تفاؤل موجود، ولا سد للأبواب من جانب آخر".

وفي تعليقه على فكرة الانقسام داخل النظام قال "هناك عقليات متحفظة اقصائية ترفض مشاركة الشعب في إدارة الدولة، ترى أن أسلوب القبيلة يجب أن يسيطر على الحكم"، مشيراً إلى أن الجانب الآخر يتفهم حاجة البحرين في الانتقال إلى إطار يتناسب مع عام 2014، ومع الثورة والمتغيرات الإقليمية والدولية، متابعاً: "ولكن من يملك الصوت الأعلى هم الإقصائيون في الوقت الحالي".

وربط الشيخ علي سلمان جدية السلطة في الحوار بعدة أمور، على رأسها غياب لغة القمع من قبل السلطة، وإيجاد لغة تسامحية من الطرفين، إضافة إلى الإفراج عن المتعقلين السياسيين، واستعادة جنسيات من سحبت منهم، علاوة عن احترام الحريات العامة، مستطرداً "ذلك إذا كنا في البحرين نتجه للحل الحقيقي، أما إذا كانت دعوات الحوار شكلية وغطاء للمراوغة وكسب الوقت فتلك برامج مريضة غير منتجة فشلت على مدى 3 سنوات".

ووجه سلمان رسالة للسلطة بأن الشعب "ليس في حالة ثورة عاطفية، بل ثورة عاقلة ستمضي لنهايتها، سواءً استلزم هذا الأمر سنة أو عشر سنوات، وصولاً لدولة ديمقراطية تحتضن الجميع سنة وشيعة، ولا تراجع عن ذلك"، مبينا أن الثورة باتت ثقافة قائمة بحد ذاتها بالنسبة للشعب البحريني.

أمين عام الوفاق وفي الذكرى الثالثة للثورة قال "ثورة البحرين تنتمي لنوع من الثورات ذات الاستمرارية، والتي لا ترتبط بمدى زمني، على غرار الثورة الجزائرية التي استمرت لعقود طويلة، ونضال شعب جنوب أفريقيا للتخلص من العنصرية، مبيناً بأن الخطاب التأزيمي  والعقلية الاستبدادية لن تغير من موقف الشعب المطالب بالتحول الديمقراطي، وأن التجارب الدولية سواءً في الفلبين أو البرازيل أو الأرجنتين ومؤخراً في الوطن العربي انتهت بانتصار المطالب الشعبية.

وتطرق الشيخ علي سلمان إلى الموقف الدولي إزاء الثورة في البحرين، واصفاً الحديث عن الأجندة الإيرانية أو الخارجية بـ"المضحك" و"السخيف"، مبيناً من يروج لذلك بات يشن اليوم هجمة مستعرة على السفير الأميركي في البحرين توماس كراجيسكي بعد حديثه عن المطالب الشعبية، وبحجة إتباع المعارضة أجندات أميركية هذه المرة!

سلمان أشار إلى أن أبرز الصعوبات التي واجهت ثورة البحرين على الصعيد الدولي هو موقعها الجغرافي وعدد السكان إضافة للاقتصاد المحدود، متابعاً "الموقف الدولي لم يكن منصفاً لشعب البحرين، يعرف حقيقة الأمور بشكل كامل، ولكنه راعا مصالحه مع دول المنطقة، لهذا عاش حالة من الازدواج والنفاق السياسي، ولم تكن له مواقف واضحة".

وأكد الأمين العام على أنه بالرغم من ذلك إلا أن العالم بأكمله يشعر بحالة من تأنيب الضمير إزاء موقفه اللا أخلاقي، الأمر الذي يدفعه لمراجعة موقفه مما يحدث في البحرين، مشيراً إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة باتتا في وضع محرج، وأن هنالك تغيير يسير ببطء في مراكز القرار بالنسبة لتلك الدول.

وفي الوقت الذي أعتبر فيه الشيخ علي سلمان بأن قرار البرلمان الأوروبي الأخير وضع نوع من الضغط على النظام، أكد أن ذلك يقود إلى تقدم نحو تكامل الرؤية الدولي حيال البحرين وتحويلها من ثم إلى برامج عمل فعلية، مضيفاً "نأمل في أن نصل إلى حل دون قرارات ملزمة سواءً من الأمم المتحدة أو البرلمان الأوروبي أو الكونغرس الأميركي".

وعن الدور الروسي في البحرين أجاب "لعب روسيا دور إيجابي في البحرين سيكون موضع ترحيب من قبل المعارضة، مضيفاً: "دور روسيا واضح في مختلفة القضايا الدولية، وأعتقد أن عليها أن تتحدث عن البحرين، على غرار سوريا وأوكرانيا على سبيل المثال".

سلمان اختتم لقاءه مع قناة المنار بالتأكيد على أن الشعب البحرين ماضٍ في طريقه وثورته حتى تحقيق المطالب العادلة والتحول الديمقراطي، مخاطباً المجتمع الدولي بقوله "شعب البحرين ذكي وسيكافئ من وقف بجانبه، ولكن في المقابل سيكون له موقف غير ايجابي وسيحاسب الطرف الآخر".

وعن توقعاته لمجريات الأمور في الذكرى الرابعة للثورة العام المقبل قال " العلم عند الله وحده، قد اعتقل أو استشهد، ولكن الثورة ستستمر لحين تحقيق المطالب، سواءً كنت موجود أو لا".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus