قالت إن الملك تجاهلها في خطاب يوم أمس... (أ.ف.ب): مواجهات في ذكرى الثورة، وشعار المتظاهرين: "يسقط حمد"

2014-02-15 - 2:59 م

مرآة البحرين (أ.ف.ب.): دارت مواجهات الجمعة في البحرين بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بنظام ملكي دستوري، ما أسفر عن سقوط جرحى، وفق شهود عيان ومجموعة معارضة.

وقال الشهود إن المئات من الرجال والنساء نزلوا منذ فجر الجمعة إلى الشارع في المنامة والقرى الشيعية في البحرين تلبية لدعوات أطلقتها خصوصا حركة الوفاق المعارضة للتظاهر تزامنا مع الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات رغم حظرها من السلطات.

وتهز البحرين، هذه المملكة الخليجية الصغيرة منذ ثلاث سنوات، حركة احتجاج يقودها الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في بلد تحكمه أسرة آل خليفة السنية.

وأضاف الشهود أن بعض المتظاهرين كانوا يرتدون أكفانا فيما كان آخرون ملثمين، ورددوا هتافات مثل "هيهات منا الذلة" و"لا تراجع لا تراجع" و"يسقط حمد" في إشارة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة.

وتابع الشهود العيان أن الشرطة البحرينية تدخلت وفرقت التظاهرات بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش، ما أوقع عدة إصابات لم تصدر حصيلة بشأنها.

وقال الشهود إن الشرطة البحرينية انتشرت بشكل مكثف في الشوارع ومداخل القرى الشيعية، مع تثبيت نقاط تفتيش أمنية، وتشهد القرى الشيعية تحليقا مستمرا للمروحيات التابعة للشرطة.

وأصدرت حركة الوفاق الشيعية المعارضة بيانا اتهمت فيه قوات الامن بأنها "تعاملت بوحشية بالغة مع المواطنين في مختلف مناطق البحرين وصلت في مجموعها لأكثرمن 50 منطقة".

واتهمت أيضا قوات الأمن بأنها "أغرقت المناطق بالغازات السامة ولاحقت المواطنين وتعمدت الدخول بالمناطق بمركباتها وآلياتها وملاحقة المواطنين فيها وفتح الأسلحة على المتظاهرين لمنعهم من الاحتجاجات" مشيرة إلى "إصابة عشرات المواطنين بإصابات متفرقة بعضها يصل للخطورة، بعد أن وجهت القوات أسلحتها النارية للمواطنين من مسافة قريبة في تعمد واضح واستهداف للأرواح".

ودعت الولايات المتحدة التي يتمركز أسطولها الخامس في البحرين والتي التزمت موقفا حذرا بشأن الاضطرابات، الجمعة قوات الأمن إلى "ضبط النفس". إلا أن الخارجية الاميركية أعلنت ايضا "إدانتها كل أعمال العنف" التي يرتكبها معارضون بحرينيون داعية إلى "حوار" سياسي.

وكان ائتلاف شباب 14 فبراير أيضا وهو مجموعة متطرفة، دعا أنصاره إلى تظاهرات غضب بعد ظهر الجمعة باتجاه دوار اللؤلؤة الذي كان مركزا لانطلاق حركة الاحتجاجات في 2011 قبل أن تقمعها السلطات بقوة.

وكانت تظاهرات في القرى الشيعية أدت الخميس إلى اعتقال 29 بحرينيا شيعيا اتهمتهم وزارة الداخلية "بالتسبب في أعمال شغب وتخريب"، كما ورد في بيان للوزارة.

ويحرك هذا الائتلاف المحظور حركة الاحتجاج اليومية تقريبا في القرى الشيعية المحيطة بالعاصمة والتي شهدت هجمات بالمتفجرات أسفرت عن مقتل شرطيين السنة الماضية.

وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية أن تفجيرا استهدف الجمعة حافلة للشرطة في قرية شيعية حيث كان مئات الاشخاص يتظاهرون.

وقالت وزارة الداخلية في تغريدة على تويتر "إن تفجيرا إرهابيا في منطقة الدية أسفر عن تعرض حافلة لنقل أفراد الشرطة لتلفيات والجهات المختصة تباشر إجراءاتها".

وتدخلت الشرطة الخميس ضد متظاهرين عطلوا الطريق بكتل من الحجارة والاشجار في عدة قرى شيعية.

وأعلنت وزارة الداخلية توقيف 29 متظاهرا سيحالون على القضاء وأكدت نداء المعارضة الخميس إلى يوم مقاطعة للإدارة والمحلات التجارية عندما قالت في بيان إن "المؤسسات عملت بشكل طبيعي، وبشكل عام توجه المواطنون إلى أعمالهم بشكل طبيعي".

ودعا الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان السلطات البحرينية الجمعة إلى اتخاذ "إجراءات فورية لإعادة تغليب القانون ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها المتكررة".

وكانت المعارضة البحرينية دعت كذلك إلى مسيرة كبرى السبت المقبل في شارع البديع الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات عن المنامة.

وتشهد البحرين منذ 14 شباط/فبراير 2011 حركة احتجاجات يقودها الشيعة ضد حكم آل خليفة. ولم يسفر الحوار الوطني الذي أطلق قبل سنة لإخراج البلاد من الأزمة إلى أي تقدم ملموس، وقد تم تعليقه بعد انسحاب الأطراف.

وعلى الرغم من مبادرة لولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ما زال الحوار في طريق مسدود بعد جولتين منه.

وقد تجاهل والده الملك حمد بن عيسى آل خليفة في خطاب الجمعة في الذكرى ال13 لميثاق العمل الوطني، ذكرى بدء الحركة الاحتجاجية.

وكان هذا الميثاق ثمرة عملية انفتاح سياسي بدأها الملك وأدت في 2002 إلى إعادة البرلمان المنتخب بعدما تم حله في 1975.

وقال ملك البحرين في كلمته إن "يوم الميثاق الوطني هو يوم توافق شعب البحرين على إقراره بغالبية منقطعة النظير"، مؤكدا أن "الجميع شركاء في الوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت".

ودعا الجميع إلى "المشاركة الإيجابية في خدمة الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية".

وتابع أن "هذه الثوابت هي ما يجب أن نعمل على تكريسها في المجتمع خلال الفترة المقبلة لأنها أساس حياتنا، وتمثل أساس انطلاقتنا نحو المستقبل الأفضل".

وأعلن الاتحاد الدولي لحقوق الانسان أن 89 شخصا قتلوا في البحرين منذ بدء اللأحداث قبل ثلاث سنوات.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus