الصحف العربية: قمع وحشي للتظاهرات في ذكرى 14 فبراير ..ومصرع شرطي في انفجار... والملك يتجاهل الاحتجاجات

2014-02-16 - 11:42 ص

مرآة البحرين (خاص): ركزت معظم الصحف العربية والخليجية الصادرة خلال اليومين الماضيين على احياء الشعب البحريني ذكرى 14 فبراير من خلال تظاهرات حاشدة دعت لها المعارضة وقمعها النظام بشدة واعتقل العشرات، فيما نقلت بعض الصحف عن وزارة  الداخلية وقوع تفجيرين أودى احدهما بحياة أحد رجال الأمن، كما تحدثت الصحف عن إدانات دولية للقمع رفضها النظام الحاكم، فيما ألقى الملك كلمة لمناسبة "ميثاق العمل الوطني" تجاهل فيها مطالب المعارضة.

وقد تحدثت صحيفة "السفير" و"الأخبار" اللبنانيتين وصحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية و"القبس" الكويتية  عن احياء ذكرى 14 فبراير، وقالت "السفير" أن البحرين عاشت يوماً حافلاً في الذكرى الثالثة لانطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة بإصلاحات ديموقراطية، أمس، حيث خرج المئات في تظاهرات منع التأهب الأمني الكثيف من تمددها وتضخمها.

وقعت صدامات بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في أكثر من خمسين منطقة في الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات، في وقت نجحت القوات الأمنية في منع التظاهرات التي حاولت الخروج من المناطق المحيطة بما كان يعرف بدوار اللؤلؤة سابقاً في العاصمة المنامة، والذي كان معقلاً للاحتجاجات في العام 2011.

ووصفت "جمعية الوفاق الوطني"، وهي كبرى أطراف المعارضة، تعامل القوات الأمنية مع التظاهرات بـ"الوحشية البالغة". وقالت إنّ القوات الأمنية "انتشرت بأعداد هائلة لقمع التظاهرات ومصادرة حقوق الشعب وحرياته في التعبير عن رأيه والمطالبة بالتحول الديموقراطي"، مضيفة أنّ "البحرين تحولت إلى ما يشبه ثكنة عسكرية انتشرت فيها القوات (الأمنية) بكثافة في كل المناطق واعتدت على مساجد في منطقتي الدراز وعالي، ووجهت أسلحتها على البيوت وتعمدت خنق المواطنين الذين بينهم كبار بالسن ومرضى وأطفال".

ولن يتوقف إحياء ذكرى الاحتجاجات بتظاهرات يوم الجمعة إذ وجهت دعوات إلى تظاهرة جماهيرية تقام في شارع البديع على بعد خمسة كيلومترات من المنامة يوم السبت والتي قال عنها المرجع الديني الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة: "يوم السبت تنتظركم مسيرة كبرى يراد لها أن تكون معبرة ومؤثرة بأكبر عدد ممكن في سلمية تامة، وبأرقى وسيلة ممكنة، وذلك لتسجلوا في تاريخكم المجيد أكبر حضور من أجل الحقوق ولتعلنوا للعالم إصراركم على الإصلاح".

من ناحيتها قالت صحيفة "الأخبار" أن عشرات الإصابات وقعت خلال تفريق قوات الأمن للتظاهرة التي دعا إليها "ائتلاف شباب 14 فبراير"، فيما ارتدى المتظاهرون أكفاناً ورددوا شعارات منها "هيهات منا الذلة" و"لا تراجع لا تراجع" و"يسقط حمد" في إشارة إلى الملك البحريني. وقال شهود عيان لوكالة "رويترز" إن الشرطة البحرينية انتشرت على نحو مكثف في الشوارع ومداخل القرى، مع تثبيت نقاط تفتيش أمنية، فيما شهدت القرى تحليقاً مستمراً للطائرات العمودية التابعة للشرطة.

وتابع الشهود إن الشرطة البحرينية تدخلت وفرقت التظاهرات بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش، ما أوقع عدة إصابات لم تصدر حصيلة بشأنها

كما اشارت صحيفة "اليوم السابع" المصرية الى اعتقال 29 شخصاً شاركوا في التظاهرات ، كما نقلت صحيفة "الوفاق" عن مسؤول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان: إن جامع الإمام الصادق بالدراز، تعرض لإطلاق غاز مسيل للدموع ظهر الجمعة، واعتبر السلمان أن المكانة الاعتبارية والدينية لجامع الإمام الصادق في البحرين كبيرة، فهو الجامع الذي تقام فيه أكبر صلاة جمعة في البحرين ويرتاده الآلاف.

مصرع شرطي في تفجير

إلى ذلك نقلت كل من "السفير" و"اليوم السابع" و"القبس" الخليج" الاماراتية و"الوطن" الكويتية بيان وزارة الداخلية البحرينية الذي اعلن عن وقوع انفجارين، أحدهما في قرية الديّه غربي المنامة، والآخر في قرية الدير في شمال العاصمة، وقد استهدف التفجيران قوات الأمن التي أصيب عدد من منتسبيها، وفقاً للوزارة.

وقالت الداخلية البحرينية إنّ انفجار قرية الديّه تسببت به "قنبلتان محليتا الصنع" زُرعتا في أحد الأرصفة التي اعتادت الشرطة الوقوف بجانبها، ما أدى إلى أضرار في حافلة تابعة للشرطة وإصابة ثلاثة من رجالها، ووصفت الوزارة الحادث بـ"الإرهابي".

كما أعلنت الوزارة عن وقوع انفجار آخر وصفته أيضا بالـ "إرهابي" في قرية الدير، أدى إلى إصابة رجلين من قوات الأمن.

وفيما لم تعلن أي من حركات المعارضة مسؤوليتها عنها، تبنت "سرايا الأشتر" العمليتين. وهذه "السرايا" هي جهة تعلن عن تبنيها لبعض العمليات في البحرين منذ أكثر من عام، ولا تنتمي علناً ورسمياً إلى أي من جهات المعارضة الفاعلة على الساحة السياسية.

الملك يتجاهل طلبات المعارضة

ونقلت كل من "السفير" و"الأخبار" و"الشرق الأوسط" السعودية مواقف لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لـ"ميثاق العمل الوطني"، أكد فيها  أكد فيها "الالتزام بمسارات الإصلاح الشامل بما يتناسب مع ظروفنا ومصلحتنا الوطنية وهويتنا وقيمنا، واحترام حقوق جميع المواطنين، ونبذ العنف والإرهاب والتطرف بشتى صوره".

وأشار إلى أنّ البحرين "ستظل دائماً وأبداً" في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وداعمةً للقضايا العادلة للدول الشقيقة، ولم ينس في الوقت ذاته أن يشكر القوات المسلحة ورجال الأمن والحرس الوطني على جهودهم "لحمايتهم مكتسباتنا"، من دون أن يأتي على ذكر الاحتجاجات أو الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.

من ناحيتها قالت "الأخبار" أن الملك قد تجاهل ذكرى بدء الحركة الاحتجاجية، والمتظاهرين الذين يجري قمعهم بالقرب منه، داعياً "الجميع للمشاركة في خدمة الوطن". وقال ملك البحرين في كلمته إن "يوم الميثاق الوطني هو يوم توافق شعب البحرين على إقراره بغالبية منقطعة النظير"، مؤكداً أن "الجميع شركاء في الوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت".

ودعا الجميع إلى "المشاركة الإيجابية في خدمة الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية". وتابع إن "هذه الثوابت هي ما يجب أن نعمل على تكريسها في المجتمع خلال الفترة المقبلة لأنها أساس حياتنا، وتمثل أساس انطلاقتنا نحو المستقبل الأفضل".

كما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" مواقف الملك.

دعوات دولية لوقف القمع وضبط النفس

إلى ذلك لفتت صحيفتا "السفير" و"الأخبار" إلى موقف "الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان" الداعي للسلطات البحرينية إلى اتخاذ "إجراءات فورية لإعادة تغليب القانون ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها المتكررة".

كما نقلت كل من "اليوم السابع" و"القبس" و"الإتحاد الإماراتية بيان وزراة الداخلية البحرينية الذي رد على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي اعرب فيها عن قلقه "العميق إزاء الاشتباكات التي وقعت في البحرين، وأدت إلى إصابات بين المتظاهرين" وقالت الاتحاد أن مملكة البحرين قدمت مذكرة احتجاج رسمية إلى بان كي مون أمين عام منظمة الأمم المتحدة، بشأن تصريحات مارتن نزركي الناطق باسم المنظمة حول البحرين.

وذكرت وكالة أنباء البحرين "بنا" أن المذكرة سلمتها سميرة إبراهيم بن رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة البحرينية إلى نجيب فريجي مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في منطقة الخليج.

وشددت المذكررة على أن خكومة البحرين تتعامل مع هذه المستجدات حسب القوانين المعمول بها في مجال حفظ الأمن في التزام كامل بالمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما تعمل بشفافية عالية في الإجراءات القانونية التي تتبعها حفاظا على الأمن وسلامة المجتمع.

واشنطن تساوي بين الضحية والجلاد

وفي خبر لها، قالت صحيفة "الراية" القطرية أن الخارجية الأمريكية دعت قوات الأمن في البحرين إلى "ضبط النفس". وأعلنت أيضًا إدانتها لكل أعمال العنف التي يرتكبها معارضون بحرينيون داعية إلى "حوار سياسي".

واعتبرت الولايات المتحدة أن الحوار هو الآلية الحاسمة للخروج من فترة الاضطراب الراهنة في البحرين، وندّدت بكل أشكال العنف في ذاك البلد، داعية إلى التحلي بضبط النفس. وسُئلت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، عن وضع المحادثات التي تجريها أمريكا مع النظام في البحرين، في ظلّ استمرار القمع بالرغم من موافقة الجميع على المصالحة الوطنية، فأجابت "لن أدخل في تفاصيل ما تحدثنا عنه مع النظام، ولكننا رأينا أن المعارضة تقبلت المبادرات عدّة مرّات، وكانت تعمل مع الحكومة في ما يتعلق باستئناف الحوار في البحرين".

وأضافت هارف "نحن نعتقد أن الحوار هو الآلية الحاسمة لتخطي فترة الاضطراب الراهنة، ونشجّع كل أطياف المجتمع البحريني على المشاركة في مثل هذا الحوار". ودعت القوات الأمنية البحرينية على التحلي بضبط النفس، في ظل ما تشهده البلاد من تظاهرات، لكنها أعربت عن الإدانة الأمريكية لكل أشكال العنف في البحرين. وعبرت هارف عن القلق من اختيار بعض البحرينيين مسار العنف على حساب الحوار "الذي تعتقد انه مهم جدّاً". وختمت مشجّعة الطرفين في البحرين على الامتناع عن العنف والتحلي بضبط النفس، ومحاولة السير بالحوار قدمًا.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus