جستين غينغلر: (لا) تحطيم للمقامات من أجل الإصلاح

2014-02-18 - 11:52 ص

جستين غينغلر، الدين والسياسة في البحرين
ترجمة: مرآة البحرين


لم تدم حقنة الأدرينالين المؤقتة التي تمّ ضخّها في حوار ولي العهد مع زعماء المعارضة طويلًا. وعلى ما يبدو، لم يحاول الشيخ سلمان العودة السياسية، وهو ما أراه انحدارًا ناتجًا عن تخفيف غير ملائم في تشاؤمي الطبيعي.

يبدو من الواضح الآن أن الخوالد قد تمكنوا من الإستيلاء على الأجندة الجدية، فولي العهد لم يظهر مع بداية المحادثات الثنائية. والديوان الملكي كالمعتاد قد تسلل الى داخل العملية بغية تخريبها. لخّصت مرآة البحرين لقاء المعارضة الأول مع خالد بن أحمد على النحو التالي: "بارد وسلبي، و[خالد بن أحمد] قد اختطف قيادة الحوار." حتى أن ال بي بي سي BBC أشارت الى العرقلة التي قام بها.

وفي الوقت نفسه، في أواخر كانون الثاني/يناير، كان شقيق خالد بن أحمد في وزارة العدل يتابع التهديدات بحل المجلس العلمائي (الشيعي) بقيادة عيسى قاسم، بتهمة عدم تسجيله، ومشاركته في الحياة السياسية، وغيرها من العمليات "خارج الدستور والقانون." ويواجه هذا المجلس الآن استرجاعًا محتملًا لأصوله وغيرها من العقوبات إلّا إذا وافق على "تسوية وضعه" والامتناع عن تعاطي السياسة.

وفي إطار هذه الخلفية السلبية نوعًا ما، قدمت الوفاق وبقية الجمعيات المُعارضة "خارطة طريق" لاستئناف محادثات الحوار الوطني رسميًا. وتدعو هذه الخارطة إلى عقد ثلاث جلسات أسبوعيًا لتسريع هذه العملية، وأيضا إجراء استفتاء حول النتائج، بالإضافة إلى التنازلات المستبعدة أيضًا كبرلمان "بسلطات تشريعية كاملة" و "حكومة منتخبة". أما المطالب القديمة الأخرى، مثل الدوائر الانتخابية الجديدة واللجنة الانتخابية المستقلة، فربما تتمتع بفرصة أفضل للاتفاق بشأنها.

ولكن ما يثير اهتمامي أكثر هو رفض الأصالة الفوري لخارطة الطريق، وتبنيها وجهة نظر مخالفة، نحن لا ندعم على سبيل المثال إيجاد حكومة منتخبة خارج إطار الميثاق أو الدستور. فلا يزال تشكيل الحكومة عنصرًا أساسيًا في امتيازات جلالة الملك فهو الذي يعين رئيس الوزراء والوزراء.

رأينا في الحكومة أيضًا يأخذ في الاعتبار مجلس التعاون الخليجي، الذي لا يمكن للبحرين أن الخروج منه.

وهذا هو سبب وقوف دول مجلس التعاون الخليجي كلّها بشكل جدي إلى جانب البحرين فيما يتعلق بهذه المسألة.

الأمر كذلك في الواقع، وبالطبع ليس من الصعب معرفة سبب عدم رغبة الحكومات الخليجية الأخرى في أن ترى ما أوردته الاصالة في البحرين. ولكن هذا القول مستغرب من شخص من المفترض أنه يمثل حزبًا سياسيًا مستقلًا.

يبدو لي أن كسر هذه المقامات يتربع على قمة قائمة الأشياء التي تحتاجها البحرين - سواء فيما يتعلق بالعائلة الحاكمة أو بمجلس التعاون الخليجي أو بالمجموعات الطائفية السياسية التي ستراوح مكانها طالما أنها غير قادرة على حشد الأفراد حول بعض الأسس السياسية المجدية.

وأخيرًا، في ملاحظة غير ذات صلة، تصدّر الأدميرال كيفن سويني قائد المجموعة القتالية للأسطول الخامس عنوان إحدى الصحف تحت عنوان "البحرية الأمريكية تؤكد التزامها مع البحرين". واليوم، عندما يقرأ المرء تعليقاته، يرى أنه في الواقع لا يذكر البحرين بالاسم، وبدلًا من ذلك يقول "هذه المنطقة"، "هذا المكان"، وهلم جرًا.

تنقل صحيفة جولف ديلي نيوز قوله، على سبيل المثال، إنّه "لدينا التزام كامل في هذا المكان. ... وجودنا في المنطقة هو استمرار لالتزام عمره ستة عقود للوقوف إلى جانب شركائنا في المنطقة، وسوف نستمر في الوفاء بهذا الالتزام." ولكن يبدو لي أن في هاتين الجملتين وحدهما صدّ سويني ثلاثة فرص على الأقل في أن يذكر البحرين. وهذا يعني، يمكن للمرء قول ذلك، أنه لا يمكن تفسير ذلك على أنه عبارة عن الالتزام بأي شيء غير منطقة الخليج بشكل عام.


10 شباط/فبراير 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus