الديمقراطية الآن: زينب الخواجة: تمّ تحريري لكن والدي ما زال يقبع وراء القضبان

2014-02-22 - 11:53 ص

موقع الديمقراطية الآن

ترجمة: مرآة البحرين

يوم الاثنين، تحدث موقع الديمقراطية الآن الى الناشطة الحقوقية زينب الخواجة عقب إطلاق سراحها من السجن من قبل الحكومة البحرينية بعد إمضائها ما يقارب عامًا وراء القضبان. في ذلك الوقت، واجهت زينب عودة إلى السجن بانتظار مثولها أمام المحكمة اليوم بتهمة الإضرار بملكية الشرطة، وتشويه صورة الملك وإهانة ضابط شرطة. ولكن شقيقتها مريم الخواجة غرّدت على تويتر بأن قضية زينب قد تأجلت إلى 3 آذار/مارس. ولا يزال والد زينب ومريم، الناشط المخضرم عبد الهادي الخواجة، وراء القضبان، يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة.

النظام الملكي المدعوم من قبل الولايات المتحدة هو موطن للأسطول الأمريكي الخامس، المسؤول عن جميع القوات البحرية في الخليج. وجاء الإفراج عن الخواجة في أعقاب مسيرات الذكرى الثالثة للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي بدأت في 14 شباط/فبراير 2011. لقد تم قمع الاحتجاجات المناهضة للنظام السني من خلال فرض الأحكام العرفية ومن خلال القوات السعودية المدعومة أمريكيًا. تمّ اعتقال العشرات قبيل احتجاجات يوم الجمعة، عندما أطلقت الشرطة رصاص الشوزن والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وتحدّى عشرات الآلاف من الناس حملة القمع كما نظموا مسيرة يوم السبت.

إيمي جودمان: هنا الديمقراطية الآن، تقرير الحرب والسلام. أنا إيمي جودمان، وهذه زميلتي نرمين الشيخ.

نرمين الشيخ: في البحرين، تم الإفراج عن الناشطة في مجال حقوق الإنسان زينب الخواجة بعد إمضائها ما يقارب عامًا وراء القضبان. جاء الإفراج عنها في أعقاب مسيرات الذكرى الثالثة للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي بدأت في 14 شباط/فبراير 2011. لقد تم قمع الاحتجاجات المناهضة للنظام السني من خلال فرض الأحكام العرفية ومن خلال القوات السعودية المدعومة أمريكيًا. تمّ اعتقال العشرات قبيل احتجاجات يوم الجمعة، عندما أطلقت الشرطة رصاص الشوزن والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وتحدّى عشرات الآلاف من الناس حملة القمع كما نظّموا مسيرة يوم السبت.

إيمي جودمان: للحصول على المزيد، نذهب إلى البحرين، حيث تنضم إلينا زينب الخواجة. إنها تنضم إلينا عبر موقع الديمقراطية الآن! عبر الفيديو. والدها، الناشط المخضرم، عبد الهادي الخواجة، لا يزال وراء القضبان، يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة. لدى زينب متابعين كثر على تويتر. وقد توقف حسابها منذ اعتقالها الى أن تمّ إطلاق سراحها الأحد، وهي لا تزال تظهر على الهاشتاغ وتدعو للإفراج عن والدها.

زينب، من الرائع أن تعودي مرة أخرى.

زينب الخواجة: انه لشيء رائع أن أعود.

إيمي جودمان: في بادئ الأمر، كيف تشعرين وأنت طليقة؟

زينب الخواجة: رائع!  يبدو وكأنه حلم. أظل أتوقع أن أستيقظ وأرى نفسي داخل زنزانتي.

إيمي جودمان: حدثينا عن الوقت الذي قضيته في السجن. بقيتِ في السجن لمدة سنة تقريبًا.

زينب الخواجة: حسنًا، ما أشعر به تجاه السجن هو أنه مكان يحاولون فيه كسر الشخص. هو مكان تشعر فيه بأنك ستُذَل في أي لحظة وفي أي يوم. ولذلك، يمكن أن يكون وضعًا مجهدًا للغاية إذا لم تنظر إلى العنوان الأكبر والقضية التي تضحي من أجلها.

قضيت فترة صعبة نوعًا ما في السجن. السجن في البحرين قذر جدًا. ترى يوميا الصراصير والبق وجميع أنواع الحشرات. عدد السجناء داخل السجن كبير جدًا. هناك سجناء ينامون على الأرض. ليس هناك ما يكفي من الأسرة. الغرف صغيرة جدًا. لا يمكننا التحرك من الزنازين وإليها كثيرًا. قضينا وقتًا صعبًا للغاية ونحن نحاول إقناعهم بالسماح لنا بالخروج والحصول على بعض الهواء وبعض أشعة الشمس. لذلك، في الواقع، خلال الأشهر الستة الأولى في السجن، لم يُسمح لي الخروج من السجن. وفي بعض الأحيان، كنت أشعر وكأنني في قبر.

ولكن عندما خرجت، أول شيء قلته هو: سنة واحدة في السجن هي لا شيء.  قلت ذلك لأنها لا شيء مقارنة مع ما نحن مستعدون للتضحية به من أجل أهدافنا، من أجل الديمقراطية في بلدنا.

نرمين الشيخ: زينب الخواجة، لقد وصفت الأوضاع في السجن. الآن، السجن الذي كنت فيه يضم فقط سجناء سياسيين، هل هذا صحيح؟

زينب الخواجة: لا، هناك الكثير من السجناء. نحن أقلية. وقد تمّ فصلي، في الواقع، عن باقي السجناء السياسيين. ولذلك، فإن السجناء الذين يقيمون في زنزانتي وفي نفس الجناح الذي تواجدت فيه ليسوا كذلك.

نرمين الشيخ: ماذا تتوقعين أن يحدث يوم الأربعاء؟ هناك بعض القلق من أنك قد تعودين إلى السجن؟ هل يمكنك أن تحددي بالضبط التهم التي تمّ توجيهها إليك؟

زينب الخواجة: حسنًا، ما حدث منذ سجني يعود سببه إلى أنهم لا يملكون ضدي إلا قضايا صغيرة جدا. وبقيت الاتهامات تُلَفّق ضدي في تهم جديدة، عقوبتها شهرين أو ثلاثة أشهر. أعتقد أنني خرجت في هذا الوقت أساسًا لأسباب إجرائية صغيرة وخلل ما. وهم يستعدون لإعداد قضايا جديدة ضدي. غدًا، لديّ محكمة، والمحامي أخبرني بأنه قد يتم اعتقالي في المحكمة وأعود إلى السجن. وهذا هو سبب، في الواقع، تركي كل أغراضي في زنزانتي في السجن، إذ أتوقع أنني قد أعود غدًا.

إيمي جودمان: ما هي مشاعرك تجاه ذلك؟

زينب الخواجة: حسنًا، مشاعري، رغم خروجي من السجن،مشوشة. اشتقت لابنتي كثيرًا. كان هذا العام صعبًا جدًا عليّ وأنا بعيدة عنها. أحلم دائمًا بالأشياء الصغيرة: قراءة قصة لها قبل النوم، أخذها إلى رياض الأطفال، ومعانقتها. كما تعلمون، الأمر يختلف عندما تلتقي بها مرة واحدة في الأسبوع والشرطة تجلس إلى جانبك، تراقبك، وتستمع الى كل كلمة تقولها. ولكن في نفس الوقت، عندما خرجت من السجن، أدركت أنني تركت الكثير من الناس في السجن. تركت نصف عائلتي في السجن -- إخواني، وأعمامي، والدي، وجميع الثوار الذين يضحون من أجلنا جميعًا قبل أن يضحوا من أجل أنفسهم. لذلك، نحن على استعداد لتقديم هذه التضحيات، وأنا على استعداد للعودة. وأريد أن تعرف الحكومة في البحرين أن سجونها لا تخيفنا. سأذهب إلى المحكمة غدًا، وإذا اعتقلوني، فلا بأس. سوف أعود إلى زنزانتي. ونحن سنستمر على هذا الطريق. بدأناه ونحن مصممون على الاستمرار حتى نبلغ هدفنا.

إيمي جودمان : ما هو هدفك ؟ ما الذي تدعين إليه ؟

زينب الخواجة: لقد كنت أدعو إلى بلد يتم فيه احترام جميع البحرينيين ومعاملتهم بمساواة. نحن ندعو إلى بلد نشعر فيه أنه لدينا حقوق، نشعر فيه أنه لدينا كرامة، وحيث الناس لا يستطيعون قمعنا ولا تعذيبنا ولا قتلنا والنجاة بفعلتهم. نحن نعيش في بلد حيث المجرمون هم الأقوى  وحيث يشعر الكثيرون منّا بالفخر لأننا في السجن، لأننا نعرف أنه في البحرين، عندما تكون في السجن، فخهذا يعني أنك فعلت الشيء الصحيح لا الخطأ. وينبغي أن يحصل الأمر عكس ذلك: يجب أن يكون الأشخاص النشططاءن الدّاعين إلى الحقوق طلقاء في الخارج، يعملون، بينما يجب أن يكون الأشخاص الذين يعذبون الآخرين في السجن. أقول أنن يفي البحرين لا أشعر بالشفقة تجاه الأشخاص المسجونين، والمتظاهرين المُصابين. اشعر بالفخر عندما أراهم.  أشعر بالشفقة تجاه ظالمينا، لأن ما يفعلونه يكسرهم من الداخل. نحن لسنا مكسورين. نحن نضحي لكننا نشعر بالفخر ونرفع رؤوسنا عاليًا.

نرمين الشيخ: زينب، كيف تردين على الانتقادات الموجهة إلى الحركة المناهضة للحكومة، والتي تزعم بأنها يتم تمويلها حصرًا من إيران في محاولة لجعل المنطقة أكثر تعاطفًا مع الشيعة؟ اليوم فقط كان هناك افتتاحية في النيويورك تايمز لإحداهن وتدعى سارة بن عاشورن عنوانها " جهود الإصلاح المخطوفة في البحرين"، والتي تتوافق مع هذا المزاعم. هل ترين أن هذا الصراع هو صراع طائفي؟

زينب الخواجة: بالتأكيد لا. في البحرينن عاش السنة والشيعة جنبًا إلى جنب على مدى أجيال طويلة. هناك زواجات، كل أصدقائي هم من السنة والشيعة. ونحن عادة لا يمكننا صرف لنظر عن أي منهم. إن الحكومة هي من تحاول جعل هذا الصراع طائفيًا. هم الذين يحاولون ذلك بشدة ويبذلون كل جهودهم لفعله. أضيف شيئًا آخرن وهو أن البحرينيون هم عرب فخورون جدًا، لا شيء لدينا لنفعله مع إيران. لقد بدأنا هذه الثورة للمناداة بحقوقنا، أعني أننا نعيش تحت حكم هذه الملكية منذ أكثر من مئتي عام. ومن الغريب أنه لم يحصل أي شيء قبل ذلك. لقد طال انتظار هذه الثورة. يجب على الناس الوقوف والمطالبة بحقوقهم. إنه القرن الواحد والعشرون. حيث نذهب، نجد الديمقراطية والحرية في البلاد الأخرى، نجد الحريات المدنية. فيما أنه هنا، يُفتَرَض بنا الصمت كي لا يتهمنا أحد بفعل أي شيء فقط لأننا شيعة. أعتقد أن هذا يعطي معنىً منطقيًا جدًا لما يحصل في البحرين. لقد ألهمتنا أحداث مصر، ونعتبر أن إخواننا المصريين هم إخواننا. لقد بدأوا حراكهم بهذه الطريقة، وكذلك التونسيونن ونحن نفعل الشيء ذاته: نحن نطالب بحقوقنا، نحن ندعو لبلد يمكننا فيه العيش بحرية وكرامة، هذا أمر لا علاقة له بالشيعة أو بالسنة: نحن نريد هذه الحقوق لجميع البحرينيين، سواء كانوا شيعة أو سنة.

إيمي جودمان: زينب، أريد أن أسألك عن سجن البحرين لبعض الأطفال الذين كانوا في الاحتجاجات. في الشهر الماضي، أمرت محكمة الأحداث في البحرين بإطلاق سراح جهاد نبيل السميع البالغ من العمر 10 سنوات وعبدالله يوسف البحراني البالغ من العمر 13 سنة، وقد تمّ اعتقالهما بتهمة رمي الحجارة على الشرطة خلال مظاهرة خارج العاصمة. زينب، شقيقتك مريم الخواجة، نشرت على تويتر صورة لولدين صغيرين آخرين، حسين جميل ومحمد الشوفة، الذين اتم اعتقالهما يوم السبت في سلماباد.

زينب الخواجة: إن الحكومة في البحرين تحاول، في الواقع، معاقبة الجميع بسبب الثورة، وهذه الانتفاضة التي حصلت في البحرين. إنهم لا يُفَرقون بين الأطفال والكبار، الرجال والنساء والناشطين وغيرهم. بالنسبة لهم، يجب السيطرة على كل شخص ووضعه في حالة من الخوف. طوال هذه السنوات الثلاث، رأينا الكثير من هذا. لقد رأينا الكثير من الأطفال الذين يتم سجنهم ويتعرضون للضرب والتعذيب. رأينا أطفالًا في المحاكم لا يفقهون حتى ماهية جريمتهم، ولا يفقهون حتى ما يقوله القاضي. هذه أحد الأشياء التي في الواقع تؤلمنا عندما نشاهدها. نحن لا نريد أن نرى الأطفال يعانون. نحن، كناشطين في مجال حقوق الإنسان، نريد أن يكون هناك نوع من الحماية. ولكن كما تعلمون، في بلد كبلدنا، في الديكتاتوريات، أحيانصا ليس هناك فرق على الإطلاق. إذا كان يتم عقاب الأطباء بسبب علاج الناس، وعقاب الأطفال بسبب النزول إلى الشارع. و الكثير من هؤلاء الأطفال الذين ينزلون الى الشوارع هم أطفال معتقلين، أطفال شهداء، أطفال لأشخاص يُقتَلون أثناء الاشتباكات. ويمكنك أن تفهم لماذا يغضبون. ولكن لا يمكنني أبدا أن أفهم لماذاتستهدف هذه الحكومة الأطفال – في محاولة لإكمال حملة القمع هذه ضد شعب البحرين.

نرمين الشيخ: برأيك، ما هو دور المملكة العربية السعودية في هذا النزاع ؟ وماذا تعتقدين أنه على الولايات المتحدة أن تفعل؟

زينب الخواجة: حسنًا، إحدى أكبر المشاكل هنا في البحرين هي المملكة العربية السعودية، لأننا في بعض الأحيان نشعر أنه ليس علينا النهوض فقط ضد نظام آل خليفة هنا، ولكن سكان البحرين الصغير بعددهم الصغير يحاولون النهوض ضد دول الخليج بكل حكامها المستبدين. وهذا ما يجعل الأمرصعبًا، على الرغم من أن الشعب البحريني متحد، وعلى الرغم من أنه ينتفض بأعداد كبيرة جدًا، ولكن السعوديين يقفون بقوة وراء نظام آل خليفة ويدعمونه في كل ما يفعله. والأميركيون، في الواقع، يفعلون الشيء ذاته. الحكومة الأمريكية تفعل نفس الشيء وتدعم النظام البحريني، رغم كل ما يحصل، وعلى الرغم من كل الأدلة التي تنبثق يوميًا عن البحرين حول سوء المعاملة، وحول أوضاع حقوق الإنسان، وحول، كما أعتقد، وجود 3 آلاف سجين سياسي في السجون البحرينية. وما زالت، الإدارة الأمريكية تقف بجانب الحكومة البحرينية وتدعمها وتعتبرها حليفًا.

إيمي جودمان: حدثينا عن والدك، عبد الهادي الخواجة ، الذي هو في السجن الآن. لديه حكم بالسجن مدى الحياة ؟

زينب الخواجة: نعم. حُكِم على والدي بالسجن المؤبد. وهو الآن في السجن منذ ثلاث سنوات تقريبًا. والدي هو قوتي. إنه أحد أقوى الأشخاص الذين أعرفهم. لم أره ضعيفًا قط. بعد أن أمضى ثلاث سنوات في السجن، لا يزال قويًا كما عهدته. كان والدي دائمًا قدوتي في الحياة. لقد أمضى كلّ حياته تقريبًا كناشط في مجال حقوق الإنسان. كان والدي يحاول أن يفعل شيئا ليس فقط لبلدنا، ولكن للمنطقة أيضًا. كان يتنقل، قبل الثورة، من بلد إلى آخرن في جميع أنحاء العالم العربي، لتدريب الناس على حقوق الإنسان وعلى كيفية كتابة التقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان. يحاول والدي زرع البذور في الأرض، لعلها تنمو يومًا ما وتصبح شيئًا يفيد منطقتنا وعالمنا. وأنا أؤمن حقًا بهذا العمل. إنه يعمل بجد منذ أكثر من 20 عامًا ربما. إنه ليس ابن اليوم أو البارحة في هذا المجال.

وهذا هو السبب في أنه أحد الأشخاص الذين تستهدفهم الحكومة منذ فترة طويلة واستغلالها لهذا الوضع الآن للحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ووضعه وراء القضبان، كي يتمكنوا من إسكاته. والدي هو أحد أكثر الناس صراحة في هذا البلد فيما يتعلق بما يحدث هنا، حول الأوضاع هنا. لذلك، وضعوه وراء القضبان، والسبب الوحيد هو إسكاته على ما أعتقد، كما فعلوا مع ناشطين آخرين، مثل نبيل رجب، على سبيل المثال. إنهم وراء القضبان بحيث لا يكون هناك أحد يمثل شعب البحرين. ولكن أعتقد أن ما يجعلنا فخورين هو أن شعب البحرين، على الرغم من أن جميع الناشطين في مجال حقوق الإنسان تقريبًا هم إما خارج البلاد أو في السجن، وعلى الرغم من أن الكثير من قادة المجتمع المدني والكثير من النشطاء في السجن، لا يزال يخرج، ويحتج، ويطالب بحقوقه، وهو أمر صعب للغاية. عندما تقف هناك مع النشطاء، تعلم أن هناك شخصًا ما يغطي ما تفعله، شخص ما هناك يحاول حمايتك. ولكن حتى من دون هذه الحماية، في 14 شباط/فبراير السابق، شاهدنا أعدادًا كبيرة جدًا من الناس تنزل إلى الشوارع وتطالب بنفس المطالب، وهو ما يبين عدم تراجعهم عنها.

نرمين الشيخ: حدثينا عن احتمالات حدوث أي نوع من التغيير في البحرين ؟ ما هو وضع المفاوضات بين جماعات المعارضة والحكومة؟ وما هي احتمالات إطلاق سراح أو تخفيف عقوبة السجناء السياسيين الـ 3000 ،كما قلت، بمن في ذلك  أعضاء أسرتك؟

زينب الخواجة: حسنًا، إليكم الأمر. السجن يمكن أن يكون صعبًا. وفي الواقع، هو صعب للغاية. والكثير من السجناء يريدون الخروج من السجن والذهاب إلى أسرهم. ولكن هذا ليس الهدف النهائي. نحن لا نريد فقط أن نخرج من السجن الصغير إلى السجن الأكبر منه الذي نسميه البحرين. البحرين هي سجن كبير بالنسبة لنا. الكثير من البحرينيين لا يشعرون بالأمان حتى وهم على متن طائرة متجهة إلى خارج بلادهم، لأنه في هذا البلد قد يتم القبض عليك وقد تتعرض للضرب في أي يوم. لذلك، كبحريني، لا تشعر بالأمان. من أجل ذلك، يقول الكثير من السجناء:" نحن لا نريد فقط الخروج من السجن بعد ثلاث سنوات من المعاناة، من العطاء، من العمل بقدر استطاعتنا، نحن نريد نتائج حقيقية، نريد ديمقراطية، نريد أن نكون مُمَثّلين، نحن نريد الحقوق".

وأعتقد أنه إذا حاولت الحكومة حلّ الوضع فقط عن طريق الإفراج عن بعض السجناء السياسيين، فإن هذا لن يكون حلًا حقيقيًا، يجب على الحكومة التخلي عن بعض سلطتها وسيطرتها. وأقصد أن شعب البحرين يريد في النهاية ديمقراطية كاملة، يريد دولة يمكنه من خلالها التصويت لاختيار رئيس. نظام آل خليفة هو نظام مفروض على شعب البحرين. هو مجرد نظام وراثي، ولا نملك أن نختار من يحكم هذا البلد. وأعتقد أن هذه هي إحدى أكبر المشاكل. وهذا هو الشيء الذي لا يتقبله الناس هنا.

إيمي جودمان: زينب، تحدثنا عن إيران، عن المملكة العربية السعودية وعن البحرين نفسها. ماذا عن الولايات المتحدة، التي هي قوة رئيسية؟ لديها الأسطول الخامس هناك؟ ما هو دور الولايات المتحدة مع النظام الملكي البحريني؟

زينب الخواجة: ذهبت شقيقتي مريم إلى الولايات المتحدة، والتقت بالمسؤولين، وحاولت التحدث معهم عن الوضع هنا، وعن معاناة شعب البحرين. وأعتقد أن النتيجة التي وصلت اليها أنها فقدت الأمل منهم. تقول: "لم أفقد الأمل في الناس، ولكني فقدت الأمل في الحكومات الأجنبية، التي تتحدث كثيرًا عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية، ولكن في الواقع، تراهم يقفون إلى جانب الطغاة، وخاصة في البحرين ". ويفعلون ذلك لمصلحة ذاتية. عليهم الإختيار. ما زلت أقول ذلك منذ بداية الثورة: إما أن يقفوا مع الناس الذين يريدون الديمقراطية، والحرية، وأن يحاولوا حمايتهم، وإما أن يتوقفوا على الأقل عن دعم الطغاة والظالمين الذين يعذبونهم، ويقتلونهم، فقط للبقاء في السلطة.

للأسف، تملك أمريكا في البحرين صيتًا سيئًا للغاية. لديها سمعة سيئة جدًا. إنهم يساندون النظام. ويبيعونه الأسلحة. إنهم يقفون جانبًا ويشاهدون ما يحدث لشعب البحرين. وأعتقد أنه ربما الكثير من الناس هنا كان لديهم أمل في البداية بوقوف الأمريكيين مع الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وكل تلك الأشياء التي يتحدثون عنها كثيرًا، والتي يتحدث عنها دائمًا الرؤساء الأمريكيين، ولكن للأسف أعتقد الآن أنه لا أحد لديه هذا الأمل. إنهم يرون أن أمريكا تتصرف الآن بناء على مصالحها في البحرين.

نرمين الشيخ: لكن ما مصلحة الولايات المتحدة في دعم نظام آل خليفة في البحرين؟

زينب الخواجة: بالطبع، كما قلت، الأسطول الخامس هو جزء كبير من هذا. وهناك أيضًا العلاقة بين الولايات المتحدة ونظام آل سعود. أعتقد أنهم يريدون استرضاءهم. ولذلك، هم لا يرون أن دعمهم لحقوق الإنسان في البحرين يعود عليهم بأي فائدة. وهذا ما لا ينبغي لحكومة الولايات المتحدة التفكير به. إذا كانوا يشعرون أنهم يمثلون الحرية والديمقراطية، فينبغي عليهم التفكير أولًا بالشعب وبالحرية والديمقراطية التي يطالب بها هذا الشعب، وليس التفكير في كيفية خدمة مصلحتهم في المنطقة من خلال دعم الحكام المستبدين.

إيمي جودمان: زينب، إذا لم يتم إرسالك مرة أخرى إلى السجن، هل سوف تبقين في البحرين أم ستغادرين؟

زينب الخواجة: سأبقى في البحرين. لقد وُلدتُ في المنفى. وعشتُ في المنفى معظم حياتي. وكان عمري في المرة الأولى التي شاهدت فيها بلدي 17 عامًا. أنا أحب بلدي كثيرًا. وأُفَضّل السجن على المنفى. أنا أفضل أن أعيش مع خطر الإصابة يوميًا، مع خطر الاعتقال، وجميع تلك الأشياء، على أن أترك بلدي. أنا باقية هنا إلى جانب شعبي، وسوف أكافح معهم مهما طال الأمر. وسأخاطر كما يخاطرون. لا أعتقد أنه يمكنني أن أترك بلدي. إنه أمر صعب للغاية.

نرمين الشيخ: زينب قبل أن أختم، هل يمكنك أن تتحدثي عن أهمية قانون الإرهاب في البحرين، متى تم إدخاله، وكيف يتم استخدامه لملاحقة المحتجين والمشاركين في المظاهرات؟

زينب الخواجة: حسنًا، في الكثير من البلدان في المنطقة، وليس فقط البحرين، يتم استخدام قانون الإرهاب والإرهاب، وهما كلمة واحدة، كثيرًا لمعاقبة الناس الذين يطالبون بحقوقهم. وفي الكثير من الأحيان، ليس هناك أي دليل واضح. وكما تعلمون، ليس هناك محاكم حقيقية. إنهم لا يزالون يستخدمون المحاكم ونظام العدالة فقط لمعاقبة الناشطين. لذلك كلمة "الإرهاب" هذه يمكن إطلاقها في أي مكان، على الرغم من أن الثورة في البحرين هي إحدى أكثر الثورات سلمية. يخرج الناس يوميًا لا يحملون شيء في أيديهم. كل ما يفعلونه هو إطلاق الشعارات. ولا يزالون يُرسَلون إلى السجن. واحد من هؤلاء الناس هو والدي وبقية القادة الذين هم معه في السجن الآن، يطالبون بحقوق الإنسان. يُعَلّمون الناس كيف يخرجون ويطالبون بتلك الحقوق. وفجأة يتم الإلقاء بهم في السجن بتهمة العلاقة مع الإرهاب أو محاولة قلب نظام الحكم، الذي يعتبرونه إرهابًا. في هذا اليوم وفي هذا العصر، ينبغي للجميع معرفة أن محاولة تغيير النظام هو من حق الناس. وهو لا يعتبر إرهابًا. ولكني أعتقد أنهم يستخدمون تلك الكلمات التي يخاف منها العالم- يستغلون الخوف الموجود لدى الناس من كلمة الإرهاب- إنهم يستخدمون تلك الكلمة كذريعة لمعاقبة الناس الذين يطالبون بمطالب عادلة.

إيمي جودمان: زينب، كم عدد أفراد عائلتك الذين في السجن؟

زينب الخواجة: الآن، والدي وعمي في السجن.

الديمقراطية الآن: هو برنامج تقدمي غير ربحي، يملك حقوق البث للأخبار والتحاليل و الرأي بشكل مستقل عن الشبكات الإخبارية في الولايات المتحدة، وهو يُبث يومياً من خلال أكثر من 1000 شبكة للإذاعة و التلفزيون و الأقمار الصناعية والكابلات في أمريكا الشمالية. ويقدم ضمن برامجه تقرير إخبارى -حائز على جائزة- ويستغرق ساعة واحدة باسم "تقرير الحرب والسلام" (بالإنجليزية:)( War and Peace Report) و الذي يقوم المحققان الصحفيان ايمي جودمان و خوان جونزاليس بدور المضيف فبه. ويتم تمويل البرنامج بالكامل من خلال التبرعات من المستمعين، والمشاهدين، والمؤسسات و لا يقبل تمويل من المعلنين عن السلع، و متعهدى تأمين و تمويل الشركات، أو التمويل الحكومي.

 

19 شباط/فبراير 2014

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus