ديفيد سوانسون: هل نكترث، نحن الأمريكيون، لأمر الناس إن كانوا يعيشون في البحرين؟

2014-02-23 - 2:19 م

دييفد سوانسون، موقع أوبد نيوز

ترجمة: مرآة البحرين

قضيت وقتًا عصيبًا أبحث عن معنى شعار البحرية الامريكية الجديد "قوة عالمية من أجل الخير" حتى أدركت أنه يعني "نحن قوة عالمية، ولا نغادر المكان الذي نذهب إليه أبدًا."

منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، والناس في جزيرة البحرين الصغيرة يحتجون بشكل سلمي ويطالبون بالإصلاحات الديمقراطية. منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، وملك البحرين وبلطجية بلاطه يطلقون الرصاص ويخطفون ويعذبون ويسجنون ويروعون المعارضين السلميين. والخصم هو أي شخص يتحدث عن حقوق الإنسان أو حتى "يهين" الملك أو بلاطه، ويعاقب ب 7 سنوات في السجن وغرامة كبيرة.

منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، والمملكة العربية السعودية تساعد ملك البحرين في حملة القمع على شعب البحرين. وتم توظيف قائد شرطة أمريكي يدعى جون تيموني، صاحب صيت وحشي اكتسبه في ميامي وفيلادلفيا، لمساعدة الحكومة البحرينية على بطش وترهيب شعبها. 

منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، وحكومة الولايات المتحدة تتغاضى عن الانتهاكات التي ترتكبها البحرين والمملكة العربية السعودية، وتستمر في بيع الأسلحة إلى البحرين والمملكة العربية السعودية، وتستمر في إرساء الاسطول الخامس الامريكي في البحرين. في الواقع، لقد أعلن الجيش الأمريكي مؤخرًا عن خطط كبيرة ومكلفة لتوسيع قواعده في البحرين وإضافة المزيد من السفن.

منذ ثلاث سنوات حتى اليوم، وحكومة الولايات المتحدة تخصص 150 مليار دولار أمريكي كل عام (ضمن خطة بديلة) للبحرية الأمريكية، وجزء كبير منها يذهب لصيانة الاسطول الخامس في البحرين. إن سحب وتفكيك الأسطول سيوفر تلك النفقات الهائلة. وإن إعادة تدريب وتوظيف جميع العناصر ضمن الأنشطة السلمية سيكلف جزءًا ضئيلًا من  جزء ضئيل. وإن تقديم المساعدات للنشطاء السلميين المؤيدين للديمقراطية في البحرين سيكلف جزءًا ضئيلًا من جزء ضئيل. إن وضع خطة في حالة هذا البلد لدعم حقوق الإنسان ضد الديكتاتورية الوحشية ستكون، كما يقولون، مكلفة جدًا. قد يوفر هذا نموذجًا مفيدًا جدًا في تحول سياسة الولايات المتحدة في العديد من الدول الأخرى أيضًا.

إنّ المعلومات الدقيقة والكافية حول الأهوال الحاصلة في البحرين منذ ثلاث سنوات متوفرة مباشرة على شبكة الانترنت، عن طريق جماعات حقوق الانسان في الغرب، وعن طريق القصص الصغيرة التي تتم روايتها في الصفحة الأخيرة في الصحف الامريكية. هناك خلاف صغير حول الحقائق العامة. ولا يزال هناك القليل من الظلم. يبدو أنه لم يتم إجراء أي اقتراع لدى الرأي العام الامريكي حول موضوع البحرين على الاطلاق، وعليه فإنه من المستحيل معرفة ما الذي يفكر به هذا الشعب. ولكن انطباعي هو أن معظم الناس لم يسمعوا قط عن البحرين.

لا تنادي حكومة الولايات المتحدة بحاجة تفجير البحرين لحماية شعبها. ولا يصر أعضاء مجلس الشيوخ على العقوبات والعقوبات والمزيد من العقوبات. ولا يبدو أن هناك أزمة ولا حاجة الى " التدخل"، فقط الحاجة الى إنهاء تدخل لم نكن على علم به.

ما الذي يثير تساؤلًا صعبًا عند الأشخاص المهتمين. نحن قادرون على رفض شن حرب ضد إيران أو سوريا عندما تثار الأسئلة على شاشاتنا.ولكن لا يبدو أننا قادرون على وقف الضربات الجوية التي لم يخبرنا أحد عنها، كيف يمكننا أن نطرح سؤالًا لا يطلبه أحد، حول موضوع لم يسمع عنه أحد، ومن ثم نجيب عليه بإنسانية وحكمة؟ وكيف يمكننا أن نذلل الذرائع الحتمية بأن الاسطول الخامس يخدم بعض الأهداف المفيدة، وأن هذا الهدف يبرر بعضًا من الغاز المسيل للدموع وقليلًا من التعذيب وبعض القتل هنا وهناك؟

يدّعي الأسطول الخامس أنه المسؤول عن أفغانستان، البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، كازاخستان، قرغيزستان، لبنان، عمان، باكستان، قطر، المملكة العربية السعودية، سوريا، طاجكستان، تركمانستان، الإمارات العربية المتحدة، أوزبكستان، واليمن. ليس لدى أي من هذه الدول سفن في مياه الولايات المتحدة الامريكية تدعي أنها مسؤولة عنها. ولم يطلب أي من شعوب هذه الدول دعم الأسطول الخامس ليكون مسؤولًأ عنهم. لقد عانت أفغانستان من الاحتلال الامريكي لأكثر من عقد من الزمن، وأعقب هذا الاحتلال الفوضى والطغيان. وتبرز البلطجية في مصر من جديد بسبب الدعم والمال والأسلحة الأمريكية المستمرة. لم تهدد إيران ولم تهاجم أي دولة منذ قرون من الزمن وليس لديها أي برنامج نووي عسكري، تنفق أقل من 1 % مما تنفقه الولايات المتحدة على عسكرها، وتبتعد عن الديمقراطية مع كل تهديد أمريكي جديد. لماذا لا نترك إيران وشأنها؟ العراق والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية واليمن، وغيرها من الدول، بما فيها البحرين، ترزح تحت حكم الحكومات التي تدعمها الولايات المتحدة. وقد يضيف المرء أيضًا بشكل منطقي إسرائيل والأراضي التي تحتلها إلى القائمة، حتى وإن لم تتفضل البحرية وتذكر ذلك. وترزح اليمن وباكستان تحت ضربات وأزيز الصواريخ التي تطلقها الولايات المتحدة، والتي تخلق المزيد من الأعداء أكثر بكثير مما تقتل. في الواقع،  لم تستفد أي دولة واقعة تحت 19 عامًا من " المسؤولية" التطوعية  للأسطول الخامس من ذلك بشكل واضح بأي حال من الأحوال.

في المؤتمر السنوي الثالث الذي تم عقده مؤخرًا في لبنان، وضع الناشطون البحرينيون خطة عمل. تشمل بناء علاقات دولية مع المهتمين والمستعدين للمساعدة. إنها تشمل دعم اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في 23  تشرين الثاني/نوفمبر. تشمل الضغط على البحرين للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، رغم أنها قد تكون غير ذات قيمة حتى يتم اقناع الولايات المتحدة أن تفعل الشيء نفسه وحتى يتم إضفاء الطابع الديمقراطي على الأمم المتحدة. تتضمن الخطة دعوات لوضع حد لمبيعات الأسلحة والشروع بفرض عقوبات على الحكومة البحرينية (وليس الشعب).

تلك الخطوات بالتأكيد ستكون جيدة. ولكن يبقى السؤال الأهم في ذهني وهو: هل إن الشعب -في الدولة التي تنادي عاليا بالحرية والتي تحظى بدعم غالبيتهم لقمعها حيث يبدو ذلك مناسبًا-، سيهتم؟

 

17 شباط /فبراير 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus