جستين غينغلر: صحيفة نيويورك تايمز اختطفت جهود افتتاحية حول البحرين

2014-02-28 - 12:31 م

جستين غينغلر، موقع الدين والسياسة في البحرين
ترجمة: مرآة البحرين


استمرارا في أسلوبها الذي انتهجته مؤخرًا في إعطاء المصداقية للحجج المضللة و/أو الخاطئة تمامًا عن "التدخل" الإيراني في البحرين، نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 18 شباط/فبراير افتتاحية بقلم "سيدة أعمال بحرينية ومعلقة سياسية حول قضايا الخليج" ، وهي سارة بن عاشور، بعنوان "جهود الإصلاح المخطوفة في البحرين ". (هذا المقال ظهر في نسخة يوم الأربعاء من صحيفة نيويورك تايمز الدولية). وفي حين يمكن للمرء أن يستخلص جوهر المقال من العنوان وحده، فهو يستحق الاهتمام لعدة أسباب:

أولًا، وكما أشير مسبقًا، هذه الافتتاحية ليست الأحدث في سلسلة الافتتاحيات المشبوهة حول البحرين التي ظهرت في الصحيفة خلال الأشهر الستة الماضية أو نحو ذلك. وكما يستنتج المرء من اللقطات أدناه، فإن أحدث أربع افتتاحيات عن البحرين من أصل ستة، يرجع تاريخها إلى منتصف كانون الأول/ديسمبر، تنشر فكرة أن الدعم (المادي) الإيراني للمعارضة البحرينية ليس فقط حقيقة، بل إنه لا يختلف نوعيًا عن تورط البلد في سوريا واليمن. وتجنب فقط فالي نصر، الباحث في الحركات السياسية الشيعية، وروجر كوهين كاتب عمود في صحيفة نيويورك تايمز، هذا الخلط، وقد أظهر كوهين (بسخرية) هذا التضليل الذي ترعاه السعودية.

نظرة سريعة على هذه القائمة تبين أيضًا سبب تحول التايمز الأخير إلى ناطقة باسم الحكومة البحرينية. وبصرف النظر عن مقال بن عاشور، فإن القصة ليست في حد ذاتها البحرين بل إيران، وعلى وجه الخصوص جهودها المقصودة لزعزعة استقرار كامل جنوب غرب آسيا. وهكذا وجد جهاز العلاقات العامة الموالية للبحرين والمناهضة لإيران حليفًا غير مرجح في جهاز العلاقات العامة الموالية لإسرائيل والمناهضة لإيران. ومن ناحية أخرى، تعكس هذه العلاقة ببساطة المصالح المشتركة المكتشفة حديثًا والعلاقات المتطورة بين إسرائيل ودول الخليج عمومًا، وربما بالتالي لم تعد قادرة على أن تشكل مفاجأة.

والسبب الثاني لذكر"جهود الاصلاح المخطوفة في البحرين" هو مؤلفته. بالنظر إلى توقيت المقال - بعد 4 أيام فقط على الذكرى الثالثة للانتفاضة - فإن المرء يتوقع أن التايمز قد بحثت عن محلل مستقل ومحترم ليكتب افتتاحية تتوافق مع تغطيتها لأخبار الذكرى. على كل حال، هذه افتتاحية أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في السنة عندما تتوقع البحرين اجتذاب أي تغطية إعلامية حقيقية. ولكن، وبدلًا من ذلك، لدينا "معلق" غامض.

بكل تأكيد، لست الوحيد الذي صُعق بهذا. هناك مقال نُشِر على مدونة، بقلم ديلان بايرز في بوليتيكو Politico يصف هذه "الافتتاحية المشبوهة" ،وبشكل أكثر إثارة للاهتمام، مؤلفتها، ويخلص إلى أن المؤلفة تبدو بأنها سيدة أعمال بحرينية طائشة. ويقول، أنه هناك وصف أدق من وصفها بأنها "عضو مؤسس لمنتدى شؤون الخليج في لندن" وهو وصفها بأنها:
أ) عضو مؤسس لمجموعة مؤيدة للحكومة البحرينية،

ب) وهي تعيش في لندن.

يقول بايرز: ليس هناك أي دليل على وجود منتدى شؤون الخليج على الانترنت. فالبحث على جوجل Google قد أوصلنا فقط إلى المقال والمناقشة اللاحقة حوله. أما البحث على نيكسيس Nexis فأوصلنا فقط إلى الافتتاحية الأصلية، وإعادة نشرها في طبعة التايمز الدولية، وذكر المقال في جولف ديلي نيوز، وهي صحيفة بحرينية. وفي المقابلات مع القنوات التلفزيونية البريطانية في أوائل عام 2012، وُصِفت عاشور بأنها مجرد سيدة أعمال بحرينية.


وأوضح محرر في صحيفة نيويورك تايمز، بعد أن طلب منه بايرز ذلك، في النهاية، وعلى ما يبدو بعد المتابعة مع بن عاشور، أن:

سارة بن عاشور أنشأت منتدى شؤون الخليج في عام 2012 من أجل مناصرة الإصلاح السياسي في البحرين. وعلى الرغم من كون المنتدى مسجلًا في البحرين وكون أعضاء مجلس إدارته هم من البحرينيين، فإن بن عاشور زعيمة المنتدى، تعيش في لندن. قامت بن عاشور بتأسيس منتدى سياسي في عام 2012 يضم متحدثوه أعضاء في البرلمان ورجال أعمال وصحفيين في صحيفة الغارديان، وال بي بي سي، ورويترز وغيرها من المنظمات، وقد التقت بمسؤولين في وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية و بمفكرين في تشاتام هاوس، وهو معهد سياسي مقره لندن.

وبالتأكيد، هذا يكفي.

والشيء الأخير والأقل إثارة للاهتمام حتى الآن حول هذه المقال هو مضمونه، الذي يتابع بشكل وثيق اعتذار الملك حمد في نيسان \ أبريل 2011 في صحيفة واشنطن تايمز، مما جعلني أتساءل عما إذا كانت بن عاشور هي من كتب ذلك المقال أيضًا. الفقرة الثانية من الافتتاحية عن الملك حمد، ومباشرة بعد أن يتحدث عن كيف سيتم أخذ مطالب المعارضة على محمل الجد وأنه بالتأكيد ليس من الإنصاف زج طارحي هذه المطالب في السجن وتعريضهم للتعذيب، يبدأ بالآتي: "لسوء الحظ، لقد اختُطِفت المطالب المشروعة للمعارضة من قبل عناصر متطرفة لها علاقات مع حكومات أجنبية في المنطقة ".

قارنه، الآن، بمقال بن عاشور يوم الأربعاء،

على مر السنين، واجهت البحرين سلسلة أحداث مشابهة: تسعى الدولة الى الإصلاحات السياسية والاقتصادية. ولكن تم اختطاف هذه الجهود من قبل إسلاميين شيعة متشددين لا شعبية لهم، ومدعومين من إيران. وفي النهاية، ستتغلب الدولة على هذه التحديات وتستعيد الاستقرار - وفي بعض الأحيان على حساب جهود الإصلاح المنشودة.

تقولين، اختطفت! في الواقع، إنّها تشبه إلى حد كبير افتتاحية نيويورك تايمز.

طالما نحن هنا، اسمحوا لي أن أختطف ارتجاع بن عاشور للملك حمد لأقدم دورة سياسية بحرينية، تتوافق بشكل جيد مع الفترات الممتدة، دعوني أقول، ما بين عامي 1971-1999 وعامي 1999-2014. وأخبروني إذا كنتم قد سمعتم بها سابقًا:

تعد البحرين بالإصلاحات السياسية والاقتصادية. وتفشل في الحقيقة بأن ترقى إلى مستوى الوعود، أو الأفضل من ذلك -- لا، بجدية، أخبروني إذا كان هذا يبدو مألوفًا --- يتراجع الحاكم ببساطة عن الوعود الأولية. وبعد ذلك يتم خطف هذا الجهد في التراجع السياسي من قبل المتطرفين الذين يطالبون بتأييد الوعود. ولأنهم مهمشون حاليًا سياسيًا واقتصاديًا، ولديهم الكثير ليكسبوه والقليل ليخسروه، فإن المجموعة الأخيرة من الإرهابيين الحقيقيين تتكون بشكل غير متناسب من الشيعة. وهذا الوضع مثالي من وجهة نظر الدولة، التي تتغلب في النهاية على تحدي المعارضة التي يسيطر عليها الشيعة من خلال إقناع السنة العاديين -- ناهيك عن الصحف الساذجة - بأنها إذا رضخت لهذه المطالب الإرهابية (اقرأ: الوفاء بالوعود التي وعدت بها )، فإن إيران ستستولي على البحرين، وتسرق مفاتيح الأسطول الخامس، و تستخدم حاملات الطائرات الاميركية لتوجيه ضربات نووية على إسرائيل. وكل هذا - وهنا الهدف الرئيسي - يأتي دائمًا على حساب جهود الإصلاح الموعودة مبدئيا وغير المنشودة نهائيًا.


22 شباط/فبراير 2014
النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus