غسان الشهابي: ما عاد الناس يطيقون صبراً على أوضاع معوجّة بينما أنتم تتلاعبون في الوقت

2014-03-03 - 10:16 ص

مرآة البحرين: قال الكاتب البحريني غسّان الشهابي مخاطبا أطراف العملية السياسية في البلاد إن الناس لم يعودوا "يطيقون صبراً على أوضاع معوجّة بينما أنتم تتلاعبون في الوقت، وتشترون التأجيل، وكلٌّ ينتظر من الآخر أن ينهار وتخور قواه حتى يُكتب له النصر وحده، ويرفع بيارق النصر على حساب الأعصاب المعطوبة".

وأوضح الشهابي أن "الناس لديهم جروح أعمق من تلك التي يحمل وزرها السياسيون أينما كانت ضفافهم"

وقال في عموده اليوم بصحيفة "البلاد" إننا "نحن "زبائن" هذا الحوار الذي لا يجري الالتفات له. نحن الأشخاص الاعتياديون".

وأضاف "نحن الذين لا أهواء خاصة لنا، وليس وراءنا "جماهير"، وتعلم بعض الأطراف أن جماهيرها أوهام، وأنها لا تحتكم على ثلة من الأعضاء لا يشكلون فريق كرة قدم، أو حتى يمكن أن تخوض بهم "هوشة"، ويُشد بهم الأزر والظهر، ومع ذلك يتحدثون عن "جماهير"، وهم يتلفتون من حولهم تلفّت المأخوذ في يوم الزحام".

وكتب الشهابي "ليس منا من له صلة قرابة أكثر من غيره بهذا الوطن، وليس منا دخيل، فالسنوات التي تربط أجدادنا بهذا المكان ليست لها قيمة ما لم تترجم إلى واقع، وما لم يستحل إلى عمل جليل في خير البلاد والعباد".

وقال أيضا "ما من أحد استشارنا إن كنا نقبل بكم لتمثلوا الناس في التفاوض على مستقبل الناس...ومع ذلك التزمنا الصمت" مردفا "انتظرنا الفرج أولاً وثانياً وها هو ذا ثالثاً تصرّ أبوابه صريراً والأيادي تدفعه لكي ينغلق، مع تبادل بين الأطراف عن مسؤولية من يحاول إغلاقه بشكل متعمد ونهائي".

"ما الذي عساه أن يراودنا ونحن نرى الآمال تتهاوى مرة إثر مرة، وحواراً بعد حوار. فإذا كان السياسيون مستمتعون بهذه اللعبة، وينتشون ...فنحن نريد فقط أن نستقر، وأن نعود إلى متاجرنا، وتدب الحياة في جميع شوارعنا...وتقر أعين من فقدوا أحبابهم، وتسكن نفوس من رُوّعوا".

وختم الشهابي مقاله بالقول "نحتاج مراهم لم يفكر فيها من فتح الجرح ومن عمّقه ومن آزره، فقد كان يفكر في تلك اللحظة كيف ينهي الصراع بالشكل الهمجي المعتاد ولتحترق روما... كلكم تتحملون ما حدث بداية، وإنْ بتفاوت، فحان وقت التكفير عن الأخطاء مهما صغرت، وعن الزلات مهما انفلتت منكم من دون إرادة، فما لم تدركوا بدايته، أحسنوا خاتمته على الأقل، لعل الله يغفر لنا ولكم.. عودوا إلى طاولتكم.. عودوا إلى مقاعدكم يرحمكم الله".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus