براين ويتيكر: حصن منيع بوجه الطائفية؟ البحرين تدعي التسامح الديني

2014-03-07 - 2:01 م

براين ويتيكر، موقع الباب

ترجمة: مرآة البحرين

أوردت صحيفة الغولف نيوز أن البحرين ترمم كنيسًا يهوديًا في العاصمة المنامة.

وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال زيارتها إلى هذا المكان الديني، إنها كانت تتطلع إلى ترميم الكنيس باعتباره واحدًا من الأماكن الأيقونية في المنامة، الذي يعكس التعددية الثقافية في المملكة.

وقالت الشيخة مي "إن وزارة الثقافة حريصة على تعزيز الأواصر مع جميع الطوائف في المجتمع البحريني، المعروف بتسامحه وتعايشه السلمي منذ قرون".

وأضافت: "لقد كانت المنامة تشتهر دائمًا بأنها العاصمة التي تتعايش فيها المساجد والكنائس والمعابد في انسجام كامل دون أدنى خلاف".

الطائفة اليهودية صغيرة جدًا في البحرين، ومن أهم وأشهر أعضائها الإناث هدى النونو، التي شغلت منصب سفيرة البحرين في واشنطن من عام 2008 حتى عام 2013. وكانت أول سفيرة يهودية تمثل دولة عربية.

تعترف البحرين بالمجموعات الدينية التسعة عشر من غير المسلمين رسميًا، بما في ذلك كنائس مسيحية ومعبد للهندوس. وفي عام 2012، تبرعت العائلة الحاكمة بـ 9 آلاف متر مربع من الأراضي لبناء كنيسة للروم الكاثوليك، حيث تم نقل مقر النيابة الرسولية للبلدان العربية الشمالية من الكويت إلى البحرين. وسفير البحرين الحالي في لندن، أليس سمعان، هو مسيحي.

تساعد تصرفات من هذا النوع على تعزيز فكرة أن البحرين هي ملاذ للتسامح الديني - وهي النقطة التي اعتادت السيدة النونو التأكيد عليها خلال فترة ولايتها كسفيرة في واشنطن. ففي حديث لها للمشيخية الأمريكية American Presbyterians، ووفقًا لبيان صحفي صادر عن شركة العلاقات العامة في البحرين، كورفيس، أبرزت النونو "سجل المملكة المبالغ فيه في حفاظها على الحرية الدينية".

وكان الحكام السنة في البحرين قد حققوا نجاحًا ملحوظًا في تصوير أنفسهم على أنهم حصن منيع ضد الطائفية فيما يمارسون في الوقت نفسه أجندة طائفية ضد المسلمين الشيعة.

وقد تبنى بعض المحللين الغربيين فكرة أن عائلة آل خليفة الحاكمة تحمي المملكة من الصراع الديني، واستخدموها كحجة تناهض وجود ديمقراطية واسعة النطاق.

وفي بحث أعدّه لمعهد بروكينغز العام الماضي ، كتب غريغوري غوز:
" إن الدفع الأمريكي من أجل ديمقراطية حقيقية في البحرين، بعكس الممالك الأخرى، سوف يؤدي فقط إلى تفاقم الطائفية، بدلًا من تخفيفها."

وقدم رونالد نيومان، السفير الأميركي السابق في البحرين، حجة مماثلة في بحث لمجلس الشرق الأوسط الأمريكي.

من الجميل أن تكون البحرين لليهود والمسيحيين والهندوس والبهائيين والبوذيين والسيخ، الأقليات التي يمكن التساهل معها (حتى وإن استخدمت لأغراض الدعاية) لأنها لا تشكل أي تهديد لحكم عائلة آل خليفة.
ولكن الأمر مختلف بالنسبة إلى المسلمين الشيعة الذين يشكلون في الواقع أغلبية سكان البحرين. وهنا مقتطفات من بعض أحدث تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول الحرية الدينية في البحرين (وتعود إلى العام 2012):
· يتمتع المواطن المسلم السني بحالة تمييزية.

· تدقق الحكومة على نحو متزايد في خطب رجال الدين وتعتقل أفراد من الطائفة الشيعية، بما في ذلك رجال الدين، وقد جردت 31 مواطنًا شيعيًا من جنسيتهم بينهم ثلاثة رجال الدين، باعتبار أنهم يشكلون خطرًا أمنيًا على البلاد.

· في المشاريع السكنية الجديدة مثل مدينة حمد ومدينة عيسى، اللتين كانتا تضمان غالبًا مزيجًا من الشيعة والسنة، يوجد ميل إلى أن يكون هناك عدد متباين من المساجد السنية.

· على الرغم من أن الشيعة يشكلون الأغلبية العظمى من المواطنين، فإن السنة يهيمنون على الحياة السياسية. من أصل 40 عضوًا في مجلس الشورى يتم تعيينهم من قبل الملك، هناك 18 فقط من الشيعة. وخمسة وزراء من أصل 29 وزيرًا هم أيضًا من الشيعة، وأيضًا نائب واحد لرئيس الوزراء من أصل أربعة.

· الدراسات الإسلامية إجبارية لجميع طلاب المدارس الرسمية. ويشكل المذهب المالكي للفقه السني أساس المنهج الدراسي، الذي لا يتضمن المذهب الجعفري للمسلمين الشيعة.

· خلال العام، ألقت الشرطة القبض على أفراد، الأغلبية ساحقة منهم من الطائفة الشيعية، بسبب أنشطة سياسية ودينية.

· ذكرت المنظمات المحلية والدولية لحقوق الإنسان عددًا من حالات التعذيب، والضحايا كانوا بأغلبيتهم الساحقة من الشيعة.

· في شهر تشرين الثاني/نوفمبر وضعت وزارة الداخلية حواجز لمنع المصلين من حضور خطبة الجمعة التي يؤديها رجل الدين الشيعي البارز الشيخ عيسى قاسم. وخلال الاشتباكات التي تلت ذلك، توفي أحد الشباب الشيعة وجرح عدد من أفراد قوات الأمن.

· بنى أعضاء المجتمع الشيعي وبشكل مستقل أماكن بسيطة للعبادة أو أعادوا بناء المساجد في بعض المواقع دون الحصول على سند ملكية أو رخصة بناء في مواقع بعض المباني الدينية التي هدمتها الحكومة في عام 2011. وكانت الحكومة قد هدمت بعض هذه الأماكن غير المرخصة.

· يشغل المواطنون السنة في كثير من الأحيان المناصب الحكومية الحساسة، المناصب الإدارية للخدمة المدنية والجيش.

· لا يبث تلفزيون البحرين خطب الجمعة للمساجد الشيعية، في حين يبث خطب المساجد السنية بانتظام.

· تظهر التعليقات المضادة للشيعة بانتظام في الإذاعات والمنشورات الموالية للحكومة. في كانون الثاني/يناير، طالب النائب السابق محمد خالد بقتل متظاهرين شيعة، واصفًا إياهم بأنهم "خونة ".

21 شباط/فبراير 2014
النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus