فيديو الداخلية حول "تفجير الديه": شبهة ضدها لا إليها

2014-03-08 - 11:29 ص

مرآة البحرين (خاص): الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية على أنه يكشف حقيقة لحظة الانفجار الذي أودت بحياة 3 رجال شرطة لم يخدمها، بقدر ما يشكك في روايتها المزعومة، ويثير الكثير من التساؤلات الممنوع على الناس طرحها. فعندما تثار قيامة العالم باتجاه حدث ما، ويتم توجيه أصابع الاتهام المباشرة لأحد بعينه، يصبح أي تشكيك في صدق الرواية المزعومة جريمة، والتشكيك في الجهة المنسوب لها الفعل مشاركة. ويكون مفروضاً عليك أن تعلن براءتك مما حدث، وتدين، حتى لو لم تكن مقتنعاً أو مشككاً بالعقل والمنطق. البحرينيون أدانوا الفعل الإرهابي فوراً وصراحة، وكذلك فعلت كل قوى المعارضة والقوى الدينية، ولا تزال جميعها متهمة في الرأي العام الذي تديره السلطة وتوجهه.

نعود للفيديو الذي عرضته وزارة الداخلية. يظهر بداية تصويراً جوياً لزحف المحتجين نحو دوار اللؤلؤة، باتجاه (مجمع الهاشمي) الواقع في منطقة جدحفص القريبة من موقع الدوار. الزحف نحو الدوار صار أشبه بالعرف لدى مجموعات من الشباب الغاضب، بعد الانتهاء من أي تشييع شهيد من المناطق المعروفة بمثلث الصمود (السنابس، جدحفص، الديه)، أو بعد الانتهاء من مجلس العزاء الخاص به.

بالمقابل أظهر شريط الفيديو الاستعداد المهول الذي اتخذته قوات الأمن العام، مدرعات بعرض الشارع تسير كحامية لرجال الشغب من الأمام، ومن الخلف أرتال من سيارات الشرطة التي امتدت على طول عشرات الأمتار. وفي الوسط بين المدرعات وسيارات الشرطة أعداد كبيرة من منتسبي وزارة الداخلية من مختلف الجنسيات. المشهد الممتد يكشف أن الوصول إلى منتسبي الداخلية الراجلين أمر في غاية الصعوبة إن لم يكن في غاية الإعجاز.

المشهد الثالث يظهر جانباً من المواجهات بين محتجين يلقون أحجاراً يواجهون بها غيمات هائلة من مسيلات الدموع التي غطت كامل المكان والسماء. ثم ينتقل المشهد ليظهر أحجاراً ملقاة على الأرض وشوارع مغلقة من قبل المحتجين بحاويات القمامة المحروقة، وهو أيضاً من المشاهد اليومية التي يعرفها كل بحريني.

هكذا إذا، كل فريق لجأ لعمل مصداته الخاصة لتحميه من الآخر، المحتجون مصداتهم الحجارة وحاويات القمامة، ومنتسبو الداخلية أُمّنت لهم مصدات من الجهتين، من الأمام تحميهم مدرعات بعرض الشارع، ومن الخلف أرتال عريضة من أجياب الشرطة.

المشهد التالي يظهر فتية يحتمون بحواجز الشارع من طلقات مسيلات الدموع التي أغرق منتسبو الأمن بها كامل المنطقة، قبل أن نسمع صوت انفجار!!! هو الصوت الوحيد الذي ظهر في كل شريط التسجيل المعروض، ثم تُظهر الكاميرا منتسبي وزارة الداخلية وهم يركضون نحو أحدهم الذي سقط على الأرض. وينقطع المشهد عند هنا، لتعرض صور متفرقة للشوارع من جديد، الهدف الواضح منها إظهار اسم المنطقة ومكان وقوع الحادث بغية التثبيت.

عند هنا ينتهي شريط الفيديو المعروض دون أن يقول شيئا أو يثبت تورط المحتجين في عملية التفجير تحديداً، فما أظهره لم تكن سوى مواجهات عادية ومعروفة ولا جديد فيها، ورغم وجود التصوير الجوي الذي كان بارزاً بوضوح في البداية، فإن الداخلية لم تستخدمه لإظهار هذه اللحظة والكشف الفعلي عن طريقة وقوع هذا التفجير الغامض والمريب.

لم يفسّر لنا تصوير الداخلية كيف نجح المحتجون في تجاوز المدرعات من الأمام، وأرتال سيارات الشرطة من الخلف، للوصول إلى هدف في وسط رجال الأمن تحديداً، وهم المحميون من جميع الجهات!! أي قنبلة محلية خارقة استطاعت تجاوز كل هذه المصدات والحاميات والارتكاز في الوسط تماماً؟!! ولم يكشف لنا الشريط من لحظة الانفجار سوى لقطة (ممغمغة) وبعيدة دون الاقتراب من الشرطي الملقى على الأرض لنرى كيف صار الانفجار، هل وقع عليه من الخارج، أم أصابه من أحد رفاقه من الداخل، أم من تلقاء نفسه؟ وأين التصوير الجوي عن الكشف عن هذه اللحظة بالذات، لماذا لم يضعها أمامنا مباشرة كما فعل وهو يظهر الزحف البشري؟!

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus