توافر الباصات لم يأت بالناس إلى تجمع الفاتح، وخطاب التحريض فقد جمهوره

2014-03-08 - 3:22 م

مرآة البحرين (خاص): لم تنفع الباصات التي تم توفيرها لنقل المواطنين إلى التجمع الذي دعا اليه "ائتلاف جمعيات الفاتح" عصر اليوم السبت 8 مارس، في أن تستقطب أكثر من عشرات المشاركين من مختلف الجنسيات المستوطنة في البحرين.

وكان حساب "التجمع" على مواقع التواصل الاجتماعي قد نشر ما يفيد بتوفير الباصات لنقل المواطنين إلى الفعالية التي أطلق عليها "لا للإرهاب"، وحددت عدة مواقع لحركة الباصات منها مراكز خاصة بمدينة حمد، ومراكز خاصة في منطقة الرفاع، ومراكز خاصة في مدينة عيسى، إضافة إلى تحشيد كبير وغير مسبوق يقوم على إثارة غرائز الغضب والطائفية ضد فئة معينة من الشعب البحريني يُنسب لها تهمة الإرهاب على خلفية مطالبها السياسية المعلنة والصريحة.

عشرات المشاركين من جنسيات مختلفة، جاءوا يحملون أعلام دول الخليج الحليفة فقط (السعودية والامارات) بعد أن أسقطوا من منظومة دول الخليج ما لم يعد يناسب هواهم الطائفي المتطرف. الحضور الشحيح المتكرر في التجمعات التي دعا اليها (الفاتح) أظهر تململ الشارع البحريني السنّي من الدعوات التحريضية الطائفية المستمرة التي تستثمره لضرب الحراك الاحتجاجي الذي تمثله غالبية شيعية، وهو استخدام (رث) يهدف لتثبيت السلطة، على حساب المزيج الوطني، وعلى حساب المطالب الوطنية المشتركة. 

الفاتح 2

كعادة هذه التجمعات التحريضية البائسة والمشحونة بضخ الكراهية العمياء ضد المكون الشيعي في البلد وضد المعارضة ورموزها ورجال الدين الشيعة، رُفعت شعارات تطالب بالقصاص والقتل والتحريض، واحدة من اللافتات المرفوعة وضعت صور لرجال الأمن الذين زعمت السلطة أنهم قتلوا علي يد المحتجين، وأسفل منها صور للشيخ عيسى قاسم وعلي سلمان، وفي وسطها كتبت عبارة: مات من لا يستحق الموت (إشارة إلى منتسبي الداخلية) على يد من لا يستحق الحياة (إشارة إلى الشيخين)". اللافتة تحمل اتهاماً صريحاً وتحريضاً رخيصاً ضد من لم توجه نحوهم أية تهمة رسمية حتى الآن. لكنها ليست المرة الأولى ولا الأخيرة لمستوى ينحدر في الفحش الأخلاقي أكثر وأكثر بمباركة السلطة وتصفيقها، لكن الشارع السنّي لم يعد يطيق هذا الانحدار المبتذل، لهذا صارت استجابته تقل يوم بعد يوم، فلا مطالب لهذه التجمعات سوى الكراهية.

موظف الإعلام الأمني في وزارة الداخلية (الغريب غير الأديب) محمد العرب، كتب تغريدة مشيراً إلى هجوم حاد على الوزير السابق مجيد العلوي في تجمع الفاتح، وقال إن "الناس تصفه بمهندس الانقلاب". 

وبطبيعة الحال، لا بد من كلمة لشيخ الفاتح عبداللطيف المحمود، ولا بد من الكلام المكرر والمعاد والذي صار محفوظاً عن ظهر قلب: ندعو لتحقيق الاتحاد فلا أمان من دونه، ولنقف موقفا واحدا تجاه من يريد لدولنا السوء.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus