الحكومة تأسف لانسحاب "الوفاق" وتؤكد استمرار الحوار ومذكرة خليجية تحتج على مواقف طهران

2011-07-19 - 1:03 م

عيسى عبد الرحمن: الحوار سيستمر بغض النظر عن قرار اي مشارك بالمغادرة

مرآة البحرين(خاص):
ظل خبر انسحاب "الوفاق" من حوار التوافق الوطني في البحرين طاغياً على أخبار البحرين في الصحف الخليجية والعربية، وقد عرضت هذه الصحف ردود الفعل على هذه الخطوة وبرز موقف للمتحدث الرسمي باسم الحوار اعلن فيه عن اسفه لهذه الخطوة لكنه أكد استمرار الحوار.

كما عرضت الشرق الاوسط المزيد من المواقف وردود الافعال فيما ألمحت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى امكانية انسحاب المعارضة الليبرالية من الحوار.كما أجمعت معظم الصحف الخليجية على نشر خبر احتجاج مجلس التعاون لدول الخليج على التصريحات الايرانية إزاء البحرين .  

وقد نشرت الصحف اللبنانية والخليجية بمعظمها موقف المتحدث الرسمي باسم حوار التوافق عيسى عبد الرحمن الذي اعرب في بيان له عن الاسف "لكل قرار بالانسحاب يتخذه اي مشارك"، معتبراً أن "هذه العملية تؤمن منصة هامة للمشاركين من أجل ابراز وجهات نظرهم ومصالح الاشخاص الذين يمثلونهم". مضيفاً ان "الباب سيظل مفتوحاً للذين قرروا أن يستثنوا انفسهم من هذه العملية"، وأكد ان الحوار "سيستمر بغض النظر عن قرار اي مشارك بالمغادرة".

وقد عرضت "الشرق الاوسط" خبراً موسعاً عرضت فيه بيان عبد الرحمن وأضافت إن "مجلس شورى جمعية الوفاق صادق على قرار الانسحاب والدعوة إلى تصعيد الموقف بدعوة أنصارها إلى مظاهرة حاشدة يوم الجمعة المقبل، تحت شعار "متمسكون بمطالبنا الوطنية".

كما نشرت الصحيفة تصريحات المتحدث الرسمي لـ"الوفاق" خليل مرزوق قال فيها "إن شورى الجمعية قد صادق على مطلبنا بالانسحاب، وبالتالي لا عودة لمثل هذا الحوار، إلا إذا كان هناك حوار جدي، ينظر في قضايانا المطلبية". مضيفاً " التصادم خيار للسلطة، في حين نحن متمسكون بمطالبنا ومشاركة الشعب في السلطة"، معتبرا "أن التجمعات التي دعت لها "الوفاق" حق طبيعي، ومعلن عنها، وليست استفزازية لأي طرف آخر، للتعبير عن مطالب وطنية". 

المعارضة الليبرالية تلمح إلى امكانية مقاطعة الحوار

وأضافت "الشرق الاوسط" تصريحات لنائب الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)  رضي الموسوي، اعتبر فيها "أن انسحاب جمعية الوفاق لا بد أن يلقي بظلاله على الحوار الوطني، كونها جمعية تمثل مكونا أساسيا من مكونات الشعب البحريني". واضاف " الخيارات كلها مطروحة أمامنا، ونحن لا نريد إقصاء أحدا أو التشفي من أحد، كما أن "الوفاق" لها قياداتها وخياراتها ورؤيتها وطرحها، كما نحن، في "وعد"، لنا قياداتنا وخيارنا... ونتفق معهم في اتجاهات محددة ونختلف في اتجاهات أخرى".
 
وردا على ما إذا كان يرى أن تصعيد "الوفاق" قد يعود بالأمور إلى 14 فبراير (شباط)، قال الموسوي: "نتمنى ألا تصل الأمور إلى هذا الوضع، وعلى عقلاء القوم في المعارضة والسلطة معرفة أن أي توجه في هذا الجانب سيضر بمصلحة الوطن، والبحرين كبلد صغير أعتقد أنها لا تتحمل ما يقود إلى زعزعة استقرارها، ومن لديه فراسة أن يفكر بمنطق وحكمة وعقل في كيفية الخروج من الأزمة بعيدا عن الحسابات الذاتية فليفعل، ويجب أن يكون هناك حوار جاد، وتكون هناك جولة أخرى من الحوار مع ولي العهد بدلا من أن ندور في حلقة واحدة" .

أما صحيفة "الخليج" الاماراتية فقالت:"ألمحت المعارضة الليبرالية إلى إمكانية انسحابها من الحوار. وقالت ثلاث جماعات ليبرالية معارضة تضم شيوعيين وبعثيين في بيان مشترك إنه لم يتم التطرق إلى أي من مخاوف المعارضة أو توصياتها لضمان المزيد من الحريات السياسية، أو تبنيها منذ بدء الحوار" .

وأضافوا أنه سيكون من الصعب إجراء الحوار وسط تواصل اعتقال النشطاء السياسيين مؤكدين على "الحاجة لمواصلة توفير أجواء سياسية واجتماعية أفضل في البلاد . . من خلال إطلاق سراح المعتقلين، وإعادة كافة المفصولين لأعمالهم . . ووقف الانتهاكات الأمنية لحقوق الإنسان والتصعيد الإعلامي".

وقد نشرت كل من "الجزيرة" السعودية و"القبس" و"السياسية" الكويتيتين و"الراية" القطرية الموقف الرسمي من انسحاب جمعية الوفاق فيما اوردت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية ردود الفعل الشعبية في البحرين على هذه الحطوة وقالت الصحيفة:"خرجت مسيرات شعبية حاشدة في جميع أنحاء البحرين تأييدا لقرار جمعية "الوفاق" الوطنية الاسلامية الانسحاب من الحوار الذي ترعاه السلطات البحرينية. وأشارت التقارير الى ترحيب الاوساط الشعبية في البحرين بهذا القرار، مؤكدة مطالبها المشروعة بالحرية والديمقراطية وإطلاق سراح المعتقلين ووقف سياسات قمع المواطنين. 

وشددت التقارير على أن قوات الامن سارعت الى قمع التظاهرات بشكل واضح وعلني. واستخدمت القنابل الغازية والطلقات المطاطية لتفريقها". 

ونقلت الصحيفة الايرانية عن عضو مجلس شورى "الوفاق" ابراهيم المدهون في تصريح لفضائية "العالم" اعتبر فيه أن "حوار التوافق الذي دعا اليه الملك البحريني غير مجد"، موضحا "ألا علاقة له بما يحدث على الارض". كما أكد النائب المستقيل عن كتلة الوفاق هادي الموسوي، ان انسحاب الجمعية من الحوار "هو دعوة الى السلطات والمكونات الشعبية بان يكونوا واضحين مع انفسهم وشفافين في ايجاد حوار وطني قادر على اخراج البلاد من ازمتها". واضاف: ان جمعية الوفاق كانت شفافة وصريحة مع السلطة البحرينية ومديري الحوار وابلغت السلطة برؤيتها منذ البداية عندما رأت الثغرات وعن الاجراءات والآليات وما سيفضي اليه هذا البرنامج الحواري". 

وصرح  الموسي بأن الوفاق اعطت رأيها ايضا في الاجندة التي وضعت لمناقشتها في هذا الحوار وارادت ان تكون الاجندة قادرة على حمل الحلول والمعالجات الواقعية للأزمة القائمة في البحرين"، مشيرا الى "انه لم تكن هناك استجابة من قبل السلطات على الرغم من ان الوفاق قدمت افكارها بكل الاشكال".

مجلس التعاون يحتج على المواقف الايرانية
 
وأوردت كل من صحف :"السفير" و"السبيل" الاردنية ، و"الرياض" و"الجزيرة" و"عكاظ" السعودية و"الراي العام" الكويتية و"الاتحاد" و"الخليج " الاماراتيتين إضافة إلى "الراية" و"الشرق" القطريتين خبر احتجاج مجلس التعاون على المواقف الايرانية وجاء فيه: سلّم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني السفير الايراني لدى السعودية أمس، مذكرة احتجاج رسمية تتعلق بـ"رفض التصريحات الاستفزازية والادعاءات الباطلة" حول البحرين، بحسب بيان رسمي".

وقام الزياني بتسليم السفير الايراني لدى السعودية محمد جواد رسولي في مقر الامانة العامة مذكرة "احتجاج رسمية من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ترفض بشكل تام التصريحات الاستفزازية والادعاءات الباطلة التي وردت في خطبة الجمعة لامين مجلس صيانة الدستور احمد جنتي تجاه مملكة البحرين".  واعتبرت المذكرة ما ورد في الخطبة بانه يشكل "تدخلا سافرا غير مقبول" في الشؤون الداخلية للبحرين و"مساسا مرفوضا بسيادتها واستقلالها". واكدت دول المجلس ان تصريحات جنتي "تعرّض علاقات حسن الجوار مع دول المجلس للضرر البالغ" ودعت الحكومة الايرانية والمسؤولين الى "التوقف عن اطلاق تصريحات استفزازية وعبارات تحريضية" تجاه البحرين.

ونشرت الصحف السعودية، "الرياض" و"الجزيرة" و"عكاظ" تصريحات لرئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة خلال استقباله السفير السعودي في البحرين عبد المحسن بن فهد المارك، ونوه فيها بالمواقف السعودية تجاه البحرين، مشددا على "أنها ستظل ماثلة لما تحمله من معان تجسد طبيعة العلاقات البحرينية السعودية. وقال : "إن ما يربط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية هو مصير واحد وهدف مشترك ويشهد الماضي والحاضر على طبيعة العلاقة البحرينية السعودية الخاصة في شكلها ومضمونها رسمياً وشعبياً تدعمها منطلقات تاريخية وجغرافية شكلت نموذجاً فريداً في العلاقات بين البلدين في باطنها الوشائج وصلات القربى وفي ظاهرها المحبة والمودة. 

من جهته أشاد المارك بالدعم والاهتمام الذي تحظى به العلاقات السعودية البحرينية من حكومة مملكة البحرين مؤكدا رساخة تلك العلاقات وما تحمله من عمق ومودة ومحبة.        

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus