إسحاق يعقوب يهاجم المنشقين السنة من "التقدمي": جميعهم من طائفة واحدة وهم بالضرورة ضد الطائفة الأخرى

2014-03-24 - 2:28 م

مرآة البحرين: انتقد الكاتب إسحاق يعقوب الشيخ، وهو يساري سعودي منح الجنسية البحرينية مؤخراً بسبب مواقفه الداعمة للنظام البحريني، المحاولات التي يقوم بها يساريون سنة منشقون عن المنبر الديمقراطي التقدمي، تأسيس تنظيم جديد لهم تحت مسمى "التغيير الديمقراطي".

وقال في مقال بصحيفة "الأيام" اليوم الاثنين "رفقا بالبحرين فكفاها تمزقا طائفيا بغيضا.. وعلى مدار أكثر من سنوات عجاف ثلاث".

وأضاف يعقوب في المقال الذي جاء تحت عنوان "ما بُني على الباطل فهو باطل"، "إن العمل على تأسيس حزب أعضاؤه ومؤيدوه وأنصاره وقيادته من طائفة مذهبيته معينة، جريمة نكراء في حق هذا الوطن الذي تمزقه الطائفية"، معتبراً أن "تأسيس كيان سياسي من طائفة واحدة هو بالضرورة ضد الطائفة الأخرى، وهو بالضرورة - أيضا - يشكل سكبا لا وطنيا من الزيوت على نيران الطائفية الذي يتأجج حريقها في طول البلاد وعرضها ومنذ سنوات"، على حد تعبيره.

وكانت معلومات قد تحدثت في فبراير/ شباط الماضي عن اعتزام كوادر قليلة من طائفة واحدة محسوبين على جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي اليسارية الانشقاق عن الخط الذي تمثله وتأسيس بديل لها.

وأفادت بأن عدداً صغيراً من أعضاء التقدمي أو المحسوبين تاريخياً على جبهة «التحرير» الوطني البحرانية، ومن ضمنهم عضو المنبر السابق علي البنعلي، والعضوان المستقيلان عبد الحميد القائد وبدر عبد الملك، والعضو الحالي سامي السعودي وآخرون، وجميعهم من اليساريين السنة، يتدارسون الانشقاق وتأسيس بديل «يساري» آخر عن «التقدمي» أطلق عليه: «التغيير الديمقراطي».ويروج هؤلاء فيما بينهم أيضاً عن وجود الكاتب بصحيفة «أخبار الخليج» عبد الله خليفة إلى جانبهم، إلا أن مصادر استبعدت ذلك.

وتابع يعقوب "كان النداء في البدء على تأسيس حزب يساري يقوم بتصحيح خط اليسارية البحرينية ممثلة في (التقدمي) والعمل على وحدة اليسار أو إعادة وحدة اليسار في إقامة حوار للتوحد الوطني والخروج من المدارات الطائفية التي تكرسها (الوفاق) و(وعد) وفلول (البعثية) في إعمال العنف والارهاب الطائفي"، موضحاً بأن "الدفع الطائفي كان في رؤوس كشفت عن توجهاتها الطائفية اليمينية المعادية في حقيقتها لأفكار اليسار والمفاهيم الماركسية"، وفق تعبيره.

ورأى يعقوب أنه "بان للعيان أن الذي (فيه) لا يستطيع أن (يخفيه) فالزمن وحده الذي يكشف حقيقة الآخر.. وتعريته على حقيقته"، معتبراً أن "كل تنظيم يشاد على باطل الطائفية لا يمكن أن يأخذ طريق صوابه الوطني وإن كل ما يبنى ويشاد على باطل فهو باطل".

وأطلق المنشقون الذين وصفوا نفسهم بأنهم «مجموعة من الوطنيين التقدميين البحرينيين» موقعاً إلكترونيا بعنوان «التغيير الديمقراطي»، وقالوا إنهم يسعون «لترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية». 
وأوضحوا في بيان تأسيس الموقع بأنهم مجموعة «تنطلق من انتمائنا العميق للبحرين وشعبها ونسعى إلى ترسبخ مبادئ الديمقراطية عبر ميثاق العمل الوطني والمشروع الإصلاحي وصولا إلى التغير الديمقراطي المنشود ونتبني مفاهيم تناهض شتى أنواع الاستغلال وكافة أشكال التمييز».

ولم توضح الجماعة آلياتها لذلك، لكنها ذكرت أنها «تسعى إلى ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات رافضين بقوة الطائفية وأي تدخلات واطماع خارجية من أية جهة كانت».

وأعلن عن تأسيس الموقع عضو المنبر التقدمي السابق عبدالحميد القائد، وهو أيضاً عضو أسرة الأدباء والكتاب، وأحد الذين وقعوا على رسالة في فترة السلامة الوطنية تطالب بمحاسبة مجلس إدارة الأسرة المنتخب بسبب مناصرته للمطالبات السياسية المنادية بالديمقراطية.
وشارك القائد برفقة مدير إدارة البحوث الثقافية بالديوان الملكي، علي عبدالله خليفة، في الانقلاب على مجلس الإدارة الشرعي عبر انتخابات غير قانونية لم يكتمل فيها النصاب. ليتزعم الأسرة، إبراهيم بوهندي، الذي ظهر في برامج «الراصد» الشهيرة في خلال فترة الطواريء والتي عملت على نشر صور المثقفين المشاركين في المسيرات، ووسمهم بدوائر حمراء، وتحريض السلطات للانتقام منهم.

وتأتي هذه التطورات كردة فعل لجناح صغير محسوب على «التقدمي» رغم تقديمهم استقالاتهم في فترات سابقة، على فصل عضو اللجنة المركزية السابق ورئيس نقابة «ألبا» علي البنعلي الذي يقضي حالياً عقوبة في السجن لمدة سنة بعد إدانته في المحكمة بقضايا نصب واحتيال. وجميع الأسماء المذكورة هي ممن وقفت مدافعة عن البنعلي رغم تسببه في فصل المئات من العمّال وشقّ الحركة العمالية عبر تأسيسه الاتحاد الحرّ بإيعاز من الحكومة.

ولا يوافق كثير من اليساريين السنة في المنبر هذا الجناح الصغير، ورفضوا الاستجابة لدعوتهم لهم بالانشقاق وتأسيس تيار بديل عن المنبر.

وكان المنبر الديمقراطي التقدمي قد اتخذ قرارا في اجتماع للجنة المركزية بإسقاط عضوية البنعلي بعد إدانته في محكمة الاستئناف بالتزوير والاحتيال. وقال في بيان (4 فبراير/ شباط) إن ذلك «سبب قانوني لإسقاط عضويته»، مشيراً إلى أن «البنعلي ضلل المؤتمر العام السادس بشأن حادثة احتجازه إبان فترة السلامة الوطنية».يأتي ذلك في الوقت الذي أنهى المنبر التقدمي احتفالاته بذكرى تأسيس «جتوب» الأسبوع الماضي (13 فبراير/ شباط 2014) في أمسية أقامها بنادي الخريجين بالعدلية وحضرها جمع من اليساريين ومناصريهم وأصدقائهم في البحرين والخليج.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus