"ذي ناشيونال إنترست": السياسة الأمريكية في الخليج تتطور ولا تتراجع

2014-03-26 - 3:33 م

مرآة البحرين: نشرت مجلة "ذي ناشيونال إنترست" الأمريكية في موقعها على الإنترنت، تحليلاً للخبير الأمني دي بي ديس روتشِز، يرد فيه على ما تردد حول تضاؤل الاهتمام الأمريكي بمنطقة الخليج العربي وتقاعس الولايات المتحدة عن الإطاحة بحليف إيران القوي في سوريا، ما فتح المجال للحديث عن فراغ أمني قد تستغله إيران في بسط نفوذها.

ورأي روتشز أن هذه التصورات غير صحيحة، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تعالج المسائل بنوع من الحذر، نتيجة لتغير طبيعة التهديدات الإيرانية وخصوصاً في مجال الصواريخ، وأن أي دراسة لهذه التقنية وتاريخ تطورها سيؤكد أنه لا طريق أمام أمريكا وحلفائها إلا بتبني طرقاً جديدة ولا سيما تبني أسلوب الدفاع الصاروخي".

وبحسب الكاتب، "فإن تراجع أسعار المعدات العسكرية اليوم بالتزامن مع زيادة قدراتها يقلل من حجم الاستفادة من الأصول الكبيرة مثل القواعد الجوية الثابتة وحاملات الطائرات، وأن وابلاً من صواريخ الفاتح 110 الإيرانية الذي استثمرت فيه طهران عدة ملايين من الدولارات، يمكنه إغراق حاملة طائرات أمريكية بمليارات الدولارات. وأي خسارة عسكرية كبيرة، مثل فقدان حاملة طائرات، في الخليج ستدفع العديد من الأمريكيين إلى التساؤل حول جدوى التواجد الأمريكي هناك".

ويضيف الكاتب - وفقا لترجمة مقاله التي وضعها موقع 24 الإخباري - فإن "التواجد العسكري للولايات المتحدة في الخليج يتطلب دعماً مادياً كبيراً. قد يكون هناك تبريرات صحيحة بشأن التواجد الأمريكي، ولكنها نظرية فحسب. ومن ناحية أخرى، فإن أي خسارة كبيرة في أرواح الأمريكيين ستكون له تداعيات خطيرة في الداخل الأمريكي".

وفي ما يتعلق بشعور دول الخليج بالخيانة من التقارب الغربي مع إيران النووية، يوضح الكاتب أن "الأمر ليس سيئاً إلى هذا الحد"، مشيراً إلى "تصريحات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل في المنامة في ديسمبر (كانون أول) الماضي، بأن الوجود الأمريكي في الخليج لا يزال قوياً ويتسم بقدرات عسكرية عالية الكفاءة مثل كاسحات ألغام وسفن دورية ساحلية وقوات تتناوب التدريبات والمناورات متعددة الجوانب".

ورأى روتشز "أن الاتجاه الأكثر إيجابية يتمثل في مجال الدفاع الصاروخي، خاصةً مع التحرك الإيجابي نحو هذا النظام المتكامل لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي كانت أمريكا تشجع عليه منذ سنوات، ولكن اتخذت تحركاته شكلاً إيجابياً منذ أدى التقارب الإيراني إلى إثارة أسئلة حول جدوى وجود أمريكي قوي دائم". والمفارقة، برأي الكاتب، أن "الأمريكيين هم خبراء تكنولوجيا الدفاع الصاروخي، وهذا البرنامج من المرجح أن يؤدي إلى تعزيز روابط الدفاع الأمريكي الخليجي في المستقبل".

ويعتقد الكاتب أن "الدفاع الفعال عن الخليج لا يتطلب وجود قوة ثابتة مرابطة على الدوام، وإنما نظرة واقعية للتهديدات الحالية والمستقبلية وإجراء تقييم نزيه لأفضل الوسائل التي تملكها الولايات المتحدة وشركائها لمواجهة تلك التهديدات".

وأوضح "كانت التحليلات ترتكز لسنوات على قدرات الأجهزة بدلاً من القدرات العقلية. وللمفارقة، فإن الاحتكاك بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي حول المسألة الإيرانية قد يؤدي في الواقع إلى زيادة في القدرات الدفاعية الحقيقية"، على حد قول الكاتب.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus