شوكة الأطباء، الحلقة الخامسة: أطباء عالقون بين المرفأ والدوار وجامعة البحرين

2011-07-20 - 3:00 م




أطباء البحرين وممرضوها... كما لم نرهم من قبل


مرآة البحرين (خاص): الأطباء الذين قضوا معظم حياتهم مغمورين بين كتب الدراسة وأروقة المستشفيات وحالات المرضى، بشكل أبعد الكثير منهم عن الانخراط في الفضاء المجتمعي والميدان العام، وجدوا أنفسهم اليوم داخل هذا الفضاء، بل  محرك رئيس فيه. وعي جديد بالمجتمع وبالناس بدأ يتشكل في غضون هذه الأزمة. الخروج من ضيق المهنة إلى رحابة الميدان العام، ومن عزلتها بين جدران المستشفى وأروقتها إلى الشوارع الضاجة بالناس، والبيوت التي تخفي الجرحى عن أعين رجال الأمن. صار الطبيب معنياً أكثر بحركة المجتمع وما يجري فيه، صار وجوده جزءاً من تفاصيل حركته اليومية.

هل كان يمكن للأطباء أن يقفوا خارج المشهد الدموي الذي عايشوه منذ 14 فبراير؟ هل كان يمكن لهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي بانتظار ما يُسمح لهم بممارسته أو معالجته أو التعامل معه؟ هل كان يمكن لهم أن ينسحبوا من المشهد ويتركوا المصابين والجرحى ينزفون في المشهد لوحدهم؟ هل كان يمكن ألا يصرخوا بوجه النظام: "كفى، أنت تقتل شعبنا"؟ لم يكن هذا ممكناً. إنه وعي مختلف، وربما جديد، بالذات الفردية  وبالمجتمع. التصاق أكثر بالناس، بقضاياهم، بآهاتهم ووناتهم، واحتراق أكثر من أجلهم.

هناك تحول في الوعي الفردي والجمعي، الأحداث ليست فقط تصنع المجتمعات والدول، هي تصنع الأفراد أيضاً وتعيد رسم خارطة أولوياتهم وعلاقاتهم بالآخرين. "لقد حولتنا حركة 14 فبراير من أناس منعزلين عن وقع المجتمع، إلى ملتصقين بالحدث والناس، بالقدر الذي يسمع أحدنا همس الناس وكأنه وجعه" يخبر الأطباء عن هذا الوعي اليوم، ويخبرون عن القيمة التي أضافتها أحداث 14 فبراير لوجودهم ووظيفتهم والإنسان الذي في داخلهم. الأطباء المفرج عنهم يتحدثون بمعنويات عالية وباعتزاز شديد بما قاموا به، كذلك باقى أفراد الكادر الطبي، "ولو عادت الأيام لما ترددت أن أقوم بالواجب الإنساني نفسه" يقول أحدهم.

جعلنا هذا الحدث، نرى الكادر الطبي بلباسه الأبيض يغادر أسوار المستشفى ويركض في الشوارع ويسعف ويتعرض للتهديد والموت، لم يوقفه أن حياته معرضة للموت، لم يمنع البعض أن يقتحموا الأماكن الأكثر خطورة. في هذه الحلقة وفي الحلقة القادمة، سنرى كيف عاش أفراد من الطاقم الطبي لحظاتهم على شفا حفرة من الموت. لكنهم اقتحموها دون تردد، وكيف أنهم كانوا خلالها يعاينون الموت كل لحظه، لكنهم لم يفكروا أن يعاينوا الانسحاب.


رعب مسلّح
في الحلقة السابقة، توقفنا عند حدث مساء (13 مارس/ آذار 2011)، هجوم المسلحين (البلطجية) من الآسيويين على الأحياء والقرى واشتباكهم مع شباب وأهالي هذه المناطق، وما حدث في منطقة المنامة. كان ذلك في المساء، مالم تسعنا المساحة للتوقف عنده هناك، هو أحداث اليوم نفسه في الصباح، فقد كان يوماً منهكاً للطاقم الطبي منذ الساعات الأولى من الصباح، حتى الساعات الأخيرة من الليل.
حدثان هزا الجميع صباح ذلك اليوم: ضرب المعتصمين عند المرفأ المالي، وحدث جامعة البحرين.إنه اليوم نفسه الذي أبدى فيه ولي العهد موافقته على مبادئ الحوار، أي قبل 3 أيام من الهجوم الذي أسمته الداخلية (تطهير الدوار) قبل (إزالته) كلياً. كان ولي العهد يدعو للبدء الفوري للحوار، في الوقت الذي عمت فيه فوضى مجموعات المسلحة الشوارع في كل مكان بهدف إجهاض مبادرة الحوار كلية (1)، وتبرير القمع الأمني الذي كان على بعد مسافة طريق، ودخل البحرين عبر جسر الملك فهد في اليوم التالي، إنها قوات درع الجزيرة.  

 
تجمع بالعصي و السيوف
عند ساحة الشرفاء في البسيتين

في الشوارع وعند مداخل المناطق السنية، انتشرت المجموعات المسلحة بدعوى حمايتها من الشيعة (2)، كان أغلبهم بحرينيين مع عرب مجنّسين، أما في داخل المناطق الشيعية، فقد انتشرت الجماعات المسلحة من الآسيويين غالباً. الأيدي الخفية التي تحرك هذه المجموعات، هدفها استفزاز المحتجين وجرهم للعنف والاشتباك والخروج عن السلمية، ما يمهد للقمع على أنه وقف للفوضى. نجحت بالفعل هذه الأيادي الخفية في تحقيق مواجهات بين الشباب والمجموعات المسلحة داخل القرى الشيعية، أما في المناطق السنية فقد عملت هذه المجموعات على التعرض للمارين من الشيعة والهجوم عليهم، كما حدث في منطقة البسيتين والرفاع، كما حطمت هذه المجموعات واجهات المحلات المملوكة لرجال أعمال شيعة كمحلات أسواق 24 ساعة. كذلك تمّ حرق مقر جمعية وعد المعارضة في عراد بجزيرة المحرق في 13 مارس، قبل الهجوم على مطبعة صحيفة الوسط وتحطيمها في 15 مارس. كان كل شيء يسير بشكل موجه نحو إجهاض الحوار واستفزاز الشارع أكثر، الماكينة الاعلامية التي لم تكف عن الشحن الطائفي وتهييج غرائز الغضب عند الشارع السني من جهة، ونشر الرعب المسلح في الشوارع من جهة أخرى.


صور رئيس الوزراء كانت مطبوعة وجاهزة
لتجمعٍ عفويٍ في ساحة الشرفاء بالبسيتين
 
جمعية الوفاق أصدرت بياناً أدانت فيه انتشار المجاميع المسلحة، «الأمن في البحرين لم يعد متوافراً للمواطنين بعد انتشار مجاميع من المليشيات المسلحة التي تتعرض للمواطنين في مناطقهم وفي مؤسساتهم التعليمية والتي تستهدفهم بالآلات الحادة والأسلحة البيضاء»، محمّلة «الدولة المسئولية الكاملة عن هذه المجاميع المرتبطة بالمؤسسة الرسمية والذي بات واضحاً ارتباطها بأجهزة الدولة الأمنية بعد أن تخلت الدولة عن مسئوليتها في منع هذه المظاهر المسلحة التي أغلقت عدداً من الشوارع والطرقات وأقامت نقاط تفتيش وحواجز أمنية في عدد من مناطق البحرين».





كرٌّ عند المرفأ..
على الجانب الآخر، كان شباب 14 فبراير الذين يتحركون خارج إطار الجمعيات السياسية، قد بدؤوا بتصعيد مقابل. كانوا قد هددوا بأنه في حال تعرضت مسيرة الديوان الملكي (11 مارس/ آذار 2011)  للهجوم من قبل رجال الأمن، فإنهم سيعتصمون أمام مرفأ البحرين المالي. المسيرة ضُربت كما أوضحنا في الحلقة السابقة، وجاء وقت تنفيذ التهديد.

المرفأ المالي، القريب من منطقة الدوار، تحول خلال الأحداث إلى رمز جديد، بعد أن كشفت جمعية الوفاق في مؤتمر صحفي قبلها بأيام، وثيقة تثبت بيع أرض المرفأ بسعر دينار واحد فقط لرئيس الوزاء.

 
حاول المتظاهرون تشكيل سلسلة بشرية
لفصل القوات وتفادي المصادمات


كان الموعد المحدد للاعتصام أمام المرفأ المالي هو صباح 13 مارس، لكن منذ ساعات الفجر الأولى، بدأت تتوارد أخبار عبر التويتر والفيس بوك، أن مسلحين (بلطجية) بدؤوا بالتوافد إلى هناك بهدف إحداث فوضى وإلصاقها بالشبابالمحتجين.

أعداد من الشباب غادروا الدوار نحو المرفأ مباشرة، نُقل أنهم تمكنوا من طرد المسلحين، وقاموا بإغلاق الشوارع أمام المرفأ ومنطقة السيف لمنع عودة المسلحين مرة أخرى ومنع الأمن من الوصول. إغلاق الشوارع تسبب في اختناق مروري عند الصباح الباكر. قوات الأمن تحركت لفتح الطريق العام(3)، تطورت الأحداث، ووقعت مصادمات بين الطرفين ، سريعاً ما شلت حركة المرور في جميع المناطق وتوترت الأجواء في جميع مناطق البحرين. الأمن قام بإزالة الخيم التي وضعها الشباب ليلاً. مئات الإصابات وصلت مستشفى السلمانية الطبي بين اختناقات بالغازات المسيلة للدموع والطلقات المطاطية (4). المشاهد المصورة نقلت مناظر مأساوية، فيديو يظهر مواطن أعزل يتعرض لطلقات مباشرة ومتتالية وهو يقف في مسافة لا تتجاوز  متر واحد، كان يحاول مخاطبة رجال الأمن بطريقة مؤثرة (5). التوتر شل حركة البحرين بالكامل. سيارات الإسعاف لا تستوعب أعداد المصابين، السيارات الخاصة تنقل جرحى الأحداث.
 


وفرٌّ نحو الدوار..

 
استخدم الرصاص الحي
فوق الجسر المشرف على الدوار

الأمن يدعو المتجمهرين للتوجه إلى الدوار مكان الاعتصام، نداءات شبابية أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة تدعو للتواجد بكثافة فيالدوار لمنع الأمن من مهاجمته، مواجهات المرفأ تنتقل إلى الدوار، قوات الأمن انتشرت فوق الجسر المطل على الدوار، تستمر قوات الأمن في إلقاء الغازات المسيلة للدموعباتجاه الدوار، الشباب يصعدون نحو الجسر لسد الطريق على رجال الأمن ومنعهممن مهاجمة الدوار. المئات من حالات الاختناقات بالغازات المسيلة للدموع، تمت معالجتها داخل الدوار من قبل الكادر الطبي الذي كان متواجداً هناك. الخيمة الطبية لم تتسع للعدد الكبير من المصابين، الأطباء قاموا بفرش سجاد خارج الخيمة، لمعالجة المصابين على الأرض (6).الحالات الأصعب، تم نقلها إلى مستشفى السلمانية، "كنا داخل الدوار نواجه مسلات الدموع، ونعالج الإصابات ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث لنا بعد دقائق"،تقول إحدى الممرضات.

فريق آخر من الكادر الطبي يقف خلف الشباب الذين صعدوا باتجاه الجسر. مشاهد الفيديو تنقل قمع المحتجين باستخدام الغازات المسيلة للدموع والطلقات المطاطية بالإضافة إلى هجوم أحد رجال الأمن باستخدام الرصاص الحي. حملات كر وفر بين المعتصمين ورجال الأمن امتدت حتى الساعة الحادية عشرة صباحاً قبل أن تنسحب قوات الأمن. المئات من المصابين، "كنا نقف خلف الشباب الذين يصعدون الجسر، ونراهم يتدحرجون بإصاباتهم من فوق الجسر إلى أسفله أمام أعيننا،  سيارات الإسعاف تقف في الخلف قليلاً، من يسقط يتم نقله عبر سيارات بيك آب خاصة إلى الإسعاف الذي ينقله بدوره للسلمانية"، تخبر إحدى الطبيبات.


ورعب في الجامعة
أحداث المرفأ وترت أجواء البحرين بكاملها، بدأ الإعلان عن العصيان المدني، الكثير من الموظفين تركوا أعمالهم واتجهوا نحو الدوار. جامعة البحرين لم تكن خارج سياق هذا الحدث، أعداد كبيرة من الطلاب خرجوا في مسيرات غاضبة ومنددة داخل مباني الجامعة عند الساعة 9:30 (7). مناوشات جزئية حدثت بين الطلاب المحتجين والطلاب الموالين، المناوشات طبيعية ومحدودة، لكن دخيلاً، حول الجامعة إلى مكان رعب حقيقي.
 
مجموعات ترهب الطلاب وتعبث بالجامعة

عشرات من المسلحين بالحديد والعصي والأخشاب المزودة بالمسامير يسمح لهم بالدخول عبر بوابة الجامعة (8)، (9)، المسلحون يتوجهون للطلبة المحتجين مباشرة ويقومون بالهجوم عليهم وضربهم وإصابة العشرات منهم. الطلاب يقومون من فورهم بعمل سلسلة بشرية لحماية الطالبات. المسلحون يهاجمون المباني ويرعبون الطلبة (10). أمن الجامعة وإدارتها لا تفعل شيئاً، الرعب والصراخ ينتشر في كل الجامعة.

نداءات إغاثة عبر الهواتف المحمولة وصلت إلى المعتصمين في دوار اللولؤة الذين كانو للتو استعادوا وجودهم في الدوار. عدد من الشباب يغادرون فوراً متجهين إلى الجامعة، إسعاف مجهز بطاقم طبي يخرج معهم، "خرجنا إسعافا واحدا فقط لأننا لم نكن متأكدين من صحة الخبر، أردنا التأكد قبل استدعاء عدد آخر من الطواقم الطبية" تقول إحدى الطبيبات.  

إحدى أفراد الكادر الطبي التي تواجدت بين الساعة 12-1:30 في الجامعة تروي لمرآة البحرين ما تعرضت له "كنا  في  الدوار نعالج مصابي المرفأ والدوار عندما وصل  خبر  الجامعة. إسعاف واحد ركب فيه أربعة من أفراد الطاقم الطبي. لم نمنع من الدخول، وهناك إسعاف من المستشفى الدولي سبقنا بالوصول، لكن عدداً من سيارات الإسعاف التي أتت بعدنا تمّ منعها".

في مشهد فيديو يروي أحد الأطباء "لم يسمح لنا بالدخول، قلت له أنا طبيب ألا ترى لباسي، كان يسألني هل أنت من مستشفى قوة الدفاع أم من السلمانية، قلت له ما الفرق جميعنا نعالج المرضى، لم يسمح لي بالدخول"، المشهد أيضاً يظهر  بعض الحالات التي شهدتها مستشفى السلمانية في ذلك اليوم والغضب الذي أخذ الكوادر الطبية تجاه ما حدث في الجامعة ذلك اليوم (11).

تروي الطبيبة تجربتها لمرآة البحرين "رأينا عند دخولنا مجموعة من الرجال، بعضهم لا يمكن أن يكون في سن الجامعة، يحملون أسلحة  بيضاء، أخشاب بها مسامير، وسيوف غريبة، كان ذهابنا في إسعاف واحد فقط للتأكد أن ما وصلنا من أخبار حقيقي وليس إشاعة. تفاجأنا بما رأينا من مشهد مخيف، الأمن والشرطة مع العشرات من المسلحين، معظمهم ملثمون، يرتدي عدد كبير منهم الثوب العربي ويقفون  مع  رجال  مكافحة الشغب".

الأطباء وصلوا لاسعاف الجرحى في الجامعة
 
نزل الكادر الطبي وقام بالانتشار في الجامعة لتفقد الإصابات حاملاً عدة الإسعافات الأولية "معظم الحالات التي عالجتها كانت  صدمات  عصبية،  البعض كان مضروباً  بأدوات  حادة" تكمل الطبيبة.
طبيب  آخر  عالج طالباً من المحتجين، كانت إصابته  جرحا  كبيرا في يده، أسعفه  إسعافا  أوليا،  وحمله  في  حافلة صغيرة  إلى مستشفى  السلمانية  حوالي الثانية والنصف ظهراً. الأطباء أسعفوا الطلاب من الطرفين وحملوهم في الإسعاف نحو السلمانية.

تكمل الطبيبة الحادثة التي عاينتها "عند مبنى اللغة الإنجليزية التقت أكثر من مجموعة من الطواقم الطبية، كانت قد دخلت لاحقاً. أحد الأطباء (الكبار) أكد علينا: "نحن هنا من أجل معالجة الجرحى من الطرفين، ليس يعنينا من المعُتدي ومن المُعتدى عليه" الاشتباكات ما تزال قائمة بين الطرفين المحتجين والمناوئين والمسلحين بالإضافة إلى شباب الدوار الذين أتوا لنصرة الطلاب، الجميع اشتبك في العنف هذه المرة. لم يوقف الأمن الاشتباكات "عالجنا  بعض  حالات  الجرح  القطعي" تقول.


الأمن لحماية المسلحين..
بعد  نصف  ساعة  من  الاشتباكات، أتت  قوات  مكافحة  الشغب، ألقت  الغازات المسيلة للدموع  على  الشباب، ووقف إلى جانبهم المسلحون "تعجبنا مما شهدناه، لكننا وقفنا  جانباً  كي  نكون  بعيدين  عن الصدامات. اثنان من أمن  الجامعة كانا يرافقاننا، أحدهما من المذهب الشيعي والآخر من المذهب السني. خرج  علينا أحد المسلحين يرتدي سروالا قصيرا، أكبر  سناً  من  أن  يكون  طالبا، هجم  على  الطبيب الذي كان معنا وقال له بنبرة تمتلئ بالتهديد: تعالجونهم ها؟ حاولنا أن نفهمهم بأننا هنا لمعالجة الطرفين. تقدم نحوه أحد رجال مكافحة الشغب وأمسكه، لكنه سرعان ماتركه مرة أ خرى. فهجم من فوره على إحدى الممرضات التي كانت تقوم بالتصوير، أمسك ثيابها من  ظهرها والقاها على الأرض وقال  لها الكلام  نفسه. كنا نرتدي ثيابنا البيضاء ولا نحمل في أيدينا سوى سماعة الطبيب" تواصل الطبيبة" تقدم نحونا آخر من المسلحين أيضاً يرتدي  ثوباً،  قام  بمهاجمة  إحدى  الطبيبات والأمن واقف لا يعمل شيئاً". تم نشر هذا المقطع على اليوتيوب، ولكن تم تحريفه بأن من هاجم الطاقم الطبي هو من المحتجين الشيعة يهاجم الطبيبات (12).
   
أمن بزي، وأمن بدون زي، معاً..
ولا أمن في الجامعة


الإسعاف كا واقفاً، وبه عدد من الجرحى، قوات الأمن ألقت قنبلة  صوتية  على  الإسعاف. شظايا زجاج  الإسعاف أصابت  عين  إحدى  الممرضات، وأحد الأطباء في رقبته. الإسعاف يفر بمن فيه، ويبقى 9 أفراد من الكادر الطبي واقفين دون سيارة إسعاف "صرنا في حالة شديدة من الخوف والرعب، المسلحون يحيطون بنا ونحن لا نعرف ماذا يمكن أن يفعل بنا هؤلاء، حياتنا مهددة ونحن عزل. فررنا من فورنا والمسحلون يلاحقوننا، أمامنا واحد من رجال أمن الجامعة وخلفنا الآخر، فتحا لنا باب أحد المباني.  أقفلا الباب من الخلف، لم يلبث أن جاء المسلح الأول وحطم الزجاج الموجود في الباب. سألنا الأمن: هل هناك مخرج آخر؟ قال: لا. أخذنا  إلى داخل  أحد  الصفوف. أقفل  المصابيح  والباب. كنا في رعب حقيقي، كان الموت قريب من أنفاسنا، بقينا قرابة الساعة هناك. قال رجل الأمن: سأخرج لأرى الأوضاع وأعود إليكم. بعد  ربع  ساعة  أخرجنا، قال:  الوضع صار آمناً.

تضيف الطبيبة: "أركبونا في إحدى حافلات الطلاب. بينما الحافلة تسير بعد استتباب الأمن، كنا نشاهد رجال الأمن يمشون جنباً إلى جنب مع المسلحين الذين هجموا علينا قبل قليل، نطالع بعضنا مستنكرين، أُخذنا  لمبنى  إدارة  الجامعة،  بقينا هناك قرابة ساعة ونصف، إلى أن أتى الوكيل المساعد  أمين  الساعاتي  مع علي  إبراهيم  نائب  رئيس  الأطباء، وتسلمونا بسيارة إسعاف وأعادونا للسلمانية".

بعد يوم طويل ومهلك، الأطباء ينقلون التفاصيل للقنوات الاعلامية المختلفة (13)، (14)، غضب السلطة يشتد تجاه فضح الأطباء أكثر، يصير التخلص منهم مهمة عاجلة أكثر.





في الحلقة القادمة: ← انتهاكات تعرض لها الكادر الطبي على يد قوات الأمن في يوم سترة الدامي





  • هوامش:
  1. مسلحين مجنسين في مدينة حمد يعتدون على المارة من الشيعة والأمن يتفرج 

  2. مسلحو البسيتين 

  3. مقطع يوتيوب يظهر مجاميع من الشباب عند المرفأ المالي تفصل المحتجين عن قوات الأمن لمنع التصادم قبل إطلاق مسيلات الدموع   

  4. يوتيوب يظهر مشاهد من قمع قوات الأمن للمتجمهرين عند المرفأ ودوار اللؤلؤة 13مارس 2011 ويظهر الطاقم الطبي في موقع الخطر   

  5. طلقات متتالية لمواطن من مسافة تقل عن متر واحد 

  6. يوتيوب يظهر مواجهات الدوار والمصابين على الأرض  

  7. مسيرة طلاب الجامعة المنددة بضرب المعتصمين 

  8. مسلحون يجتازون بوابة جامعة البحرين  تحت حماية أمنية   

  9.  المسلحون يسيرون داخل جامعة البحرين دون ردع أمني   

  10.  المسلحون داخل جامعة البحرين يهددون الطلبة المحتمون داخل المباني   

  11.  يوتيوب حول منع وضرب الطاقم الطبي والطلاب في جامعة البحرين   

  12.  مهاجمة الكادر الطبي في جامعة البحرين، المشهد تم تقديمه بأن المحتجين هاجموا الطاقم الطبي  

  13.  الطبيبة آلاء الصفار تروي ما تعرضت له من تهديد  

  14. مستشفى السلمانية يغص بالجرحى والمصابين من أحداث ١٣ مارس  

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus