أندرو شاتر: المملكة المتحدة تعزز عملياتها بإنشاء مقر جديد لها في الخليج

2014-03-27 - 11:00 م

أندرو شاتر، موقع ديفنس نيوز

ترجمة: مرآة البحرين

تضيف المملكة المتحدة مقرًا جديدًا ومبانٍ هندسية لها في البحرين بهدف توفير الدعم لعملياتها المتزايدة في الخليج العربي.

لقد أخفقت المنشآت البريطانية في مواكبة التواجد البحرية المتطورة للمملكة المتحدة في المنطقة بسبب انعزالها عن القاعدة الامريكية التي تضم الأسطول الخامس. ومع بداية شهر آذار/مارس، استأثرت العمليات في الخليج بحوالي ثلث جميع سفن البحرية الملكية والأسطول الملكي الإحتياطي المنتشرة حول العالم.

والآن، تستعد إحدى شركات الإنشاءات لبناء مقر كبير لقيادة العمليات البحرية الخاصة بالمملكة المتحدة (UKMCC)، بالإضافة إلى بناء منشآت لتوفير الدعم اللوجستي والهندسي لأربع سفن مضادة للألغام تابعة لأسطول البحرية الملكية البريطانية الموجودة في البحرين.

وفي بيان له صدر أواخر الشهر الماضي، قال مقر القيادة المشتركة الدائمة  (PJHQ) إن "مقر قيادة العمليات البحرية الخاصة بالمملكة المتحدة (UKMCC) تشكل في تشرين الثاني/نوفمبر2001، وكان يضم ثمانية أفراد فقط.... واليوم، ومع وجود قيادة تمتد على نطاق منطقة عمليات عبر الشرق الأوسط بأكمله، وقيادة تضم 14 سفينة وأصول طائرات، ومع مهمة تحالف متعددة الجنسيات تزداد نموًا، ومع وجود 41 شخصًا يعملون في مقرات المملكة المتحدة، لم يعد المبنى الأصلي يتناسب مع الأهداف المرجوة".

إن أنشطة المملكة المتحدة التي تقدر بحوالي 10 مليون دولار، تتضاءل أمام الأنشطة التوسعية للأسطول الخامس التي تقوم بها الولايات المتحدة والتي تقدر بـ 580 مليون دولار. ومع ذلك، واصلت إشارات الاستثمار البريطاني التزامها بواحدة من أكثر مناطق المياه الدولية حساسية ونشاطًا في العالم.

وذكر مقر القيادة المشتركة الدائمة  (PJHQ)، وهي منظمة تقع في نورثوود وتعمل على تخطيط وضبط العمليات العسكرية البريطانية في الخارج، أن " المشروعين المتمثلين بمقر ومجموعة دعم الواجهة البحرية تمّ توحيدهما في عام 2012  وقد فازت شركة American International Contractors بعقد قيمته 9.7 مليون دولار. و سوف تبدأ أعمال البناء خلال الأشهر القليلة المقبلة ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من كلا المبنيين في أوائل عام 2015."

ويتولى مقر قيادة العمليات البحرية الخاصة بالمملكة المتحدة (UKMCC)، إلى جانب دوره الكبير في أمن الخليج والتعاون مع الحلفاء الإقليميين، أيضًا أنشطة مكافحة القرصنة والإرهاب البحري في المنطقة.

وذكرت الحكومة، ردًا على سؤال برلماني طرح في 7 آذار/مارس، أنه يوجد في الشرق الأوسط 10 سفن من أصل 32 سفينة حربية بريطانية وسفينة دعم مناوبة في البحر. ويذكر أن عمليات البحرية الملكية في المياه البريطانية وحولها، مع 12 سفينة من مختلف الأحجام، بما في ذلك السفن الصغيرة الموجودة في عرض البحر، تمتلك وحدها عددًا كبيرًا من السفن. ولا تشمل الأرقام الغواصات النووية، التي يبقي البريطانيون تحركاتها طي الكتمان.

وتجول البحرية الملكية في منطقة الخليج منذ عقود. وبالرغم من تسليمها منشآت البحرية في البحرين إلى البحرية الأمريكية في عام 1971 – كجزء من انسحاب من قواعدها في شرق قناة السويس – إلا أن الوجود البريطاني استمر في المنطقة بشكل كبير. ويعتبر الأسطول الملكي، الذي حافظ على وجوده المستمر في الخليج منذ عام 1980، ثاني أكبر قوة بحرية غربية هناك، بعد الولايات المتحدة. 

وتشمل أصول الأسطول الملكي في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا في الخليج، سفينة حربية T45  وأربع سفن مضادة للألغام وسفينة مسح متعددة المهام وثلاث سفن دعم تابعة للأسطول الملكي الإحتياطي بما في ذلك سفينة الإنزال Cardigan Bay.

وتشكل السفن المضادة للألغام الوجود الرئيسي للأسطول الملكي في الخليج، إلى جانب أربع سفن حربية أمريكية مماثلة التي من شأنها أن توفر قوة مضادة رئيسية للألغام الإيرانية المُحتملة في حال حصول أزمة.

وتستطيع Cardigan Bay، وهي السفينة الأم للسفن المضادة للألغام، أن تبقي على ثماني سفن بريطانية وأمريكية في البحر لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع في وقت واحد.

وتجلّت الأهمية الشديدة لقدرات مضادات الألغام في الخليج في مناورة العام الماضي العسكرية ، وهي المناورة الأكبر التي أُجرِيت في المنطقة على الإطلاق. حيث أرسلت أكثر من 40 دولة 35 سفينة و 18 مركبة غير مأهولة تحت الماء في اختبار- دام لأسبوعين- لقدرات قوات التحالف البحرية في الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة في وجه الألغام.

ولا تمتلك فرنسا، وهي قوة بحرية أوروبية مهمة، وجودًا بحريًا دائمًا في الخليج، ولكنها تنشر بانتظام سفنًا حربية في المنطقة. مؤخرًا، سافرت وحدة قتالية تقودها حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية شارل ديغول إلى الخليج العربي في كانون الأول/ديسمبر في مهمة مدتها ثلاثة أشهر.

وأطلق على العملية اسم Bois Belleau، وشهدت أول هبوط لمقاتلة F/A-18، التي كانت قادمة من حاملة الطائرات هاري ترومان، على متن حاملة الطائرات الفرنسية، وفقًا لتصريح الناطق الرسمي باسم البحرية الفرنسية. كما هبطت مقاتلة من طراز Rafale على حاملة الطائرات الأمريكية، كجزء من جهود تهدف إلى تعزيز التوافق بين الوحدتين البحريتين.

وتتألف الوحدة الفرنسية من السفينة الرئيسية حاملة الطائرات والسفينة البحرية Forbin من نوع الدفاع الجوي Horizon، والسفينة البحرية المضادة للغواصات Jean de Vienne، وهي سفينة إمداد وناقلة نفط، وغواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية.

ترسل إيطاليا سفنًا إلى المنطقة كذلك. ففي شباط/فبراير الماضي، انسحبت السفينة الحربية الإيطالية Libeccio إلى صلالة في سلطنة عمان في نهاية مهمة مكافحة قرصنة امتدت أربعة أشهر، وسلمت مهامها إلى المدمرة  Francesco Mimbelli ، التي ستعمل كجزء من عملية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) درع المحيط".

وعلى نحو غير معتاد، انطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر أربعة سفن تابعة للبحرية الايطالية في جولة في الخليج وأفريقيا لتعزيز الدفاع الإيطالي والمبيعات المدنية.

وقد حولت شركات مثل فينميكانيكا  Finmeccanic وفينكانتيري Fincantieri والترونيكا Elettronica  وبيريتا Beretta، حاملة الطائرات كافور Cavour إلى "عرض دفاعي كبير مثل لوبورجيه Bourget Le"، وفقًا لوزير الدفاع الإيطالي، الذي يدعو إلى إنشاء موانئ في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والكويت.

وقد أبحرت مع حاملة الطائرات كافور Cavour سفينة المراقبة المتطورة Comandante Borsini وسفينة الدعم إتنا Etna والسفينة الحربية متعددة المهام برغاميني Bergamini. وقد طلبت القوات البحرية الإيطالية من الشركات التي على متنها دفع تكاليف الوقود، لجعل الرحلة وسيلة ذات تكلفة منخفضة لتدريب البحارة.

 

24 آذار/مارس 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus