منظمة "بحرين ووتش" تزور سيئول... ومسؤولون كوريون يؤكدون حظر تصدير قنابل الغاز إلى البحرين

2014-03-29 - 8:25 م

مرآة البحرين (خاص): أنهى وفد من منظمة "بحرين ووتش" زيارة إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيئول استغرقت أسبوعًا، جاءت بدعوة من نشطاء المجتمع المدني في كوريا الجنوبية. وكان هدف الزيارة تثقيف الحكومة والشعب الكوري حول انتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة في البحرين، دعمًا لمشروع التعديل التشريعي لمنع مبيعات الأسلحة إلى منتهكي حقوق الإنسان. 

وبحسب ما جاء في بيان المنظمة، فإن هذا التعديل، الذي يرعاه النائبان كيم هيون وجانغ هانا، سيمنع مبيعات مشابهة لمحاولة شركة دايكوينغ للكيماويات العام الماضي لتصدير 3 ملايين عبوة من الغاز المسيل للدموع إلى البحرين. وتم إيقاف هذه الصفقة المفترضة بنجاح بعد رفض الحكومة إعطائها رخصة تصدير نتيجة تعرضها لضغط من القاعدة الشعبية ومن حملة أوقفوا الشحنة #StopTheShipment. ولا يوجد لدى قانون مراقبة الأسلحة الكوري رقابة على ضوابط حقوق الإنسان، كما أن الوكالة التي تصدر تراخيص التصديرات قد حددت أهدافا خاصة لزيادة نسبة مبيعات الأسلحة إلى الخارج.

والتقى الوفد، المُكَوّن من آلاء الشهابي و"بيل مارك زاك" و"نازغول كافاي" بالنواب الذين قدّموا المشروع، كما تحدثوا في مؤتمر صحفي وشاركوا في نقاش أمام الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية، وهي السلطة التشريعية في البلاد. والتقى الوفد أيضًا مع ممثلي وسائل الإعلام، فضلًا عن مسؤولين من إدارة هيئة برنامج اكتساب الدفاع الكوري (DAPA) ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية(MoFA)  ووكالة الشرطة الوطنية الكورية (KNPA).

وفي اجتماعات مع المسؤولين، تم إعلام الوفد أن كوريا الجنوبية لم تصدر الغاز المسيل للدموع إلى البحرين في العامين 2013 و2014، وأن عددًا من الوكالات الحكومية بصدد عقد اتفاق يمنع الصادرات المستقبلية إلى هذا البلد.

بحرين ووتش

من جانبه استعرض الوفد أمام المجلس الوطني ومسؤولي الحكومة ووسائل الإعلام، حالتي الطفلين سيد هاشم سيد سعيد وعلي جواد الشيخ، اللذين قُتلا إثر إصابتهما المباشرة بعبوات الغاز المسيل للدموع، وشدّد الوفد على ضرورة التحقيق مع شركة دايكوينغ للكيماويات، التي صدّرت 105 مليون عبوة من الغاز المسيل للدموع إلى البحرين في العامين 2011 و2012 وتحميلها مسؤولية الوفيات الناتجة عن بيعها أسلحتها إلى منتهك معروف لحقوق الإنسان.

وأبدى مسؤولون من وكالة الشرطة الوطنية الكورية KNPA ووزارة الدفاع أسفهم للوفيات الناجمة عن استعمال الغاز المسيل للدموع في البحرين، مشيرين إلى أن الطالبين الكوريين كيم جو يول ولي هان يئول قُتِلا بطرق مماثلة في العامين 1960 و1987، وقد شكلت وفاة كل منهما لحظات محورية في الاحتجاجات الداعية إلى الديمقراطية في كوريا، والتي أدت في النهاية إلى الانتخابات والإصلاحات الديمقراطية. ومنذ عام 1998، اعتمدت كوريا سياسة تقضي بعدم استخدام الغاز المسيل للدموع ضد مواطنيها.

وصرّح مسؤول من وكالة الشرطة الوطنية KNPA أن عددًا من الوكالات تعتمد خطوات ستؤدي إلى إبرام اتفاق لحظر تصدير الغاز المسيل للدموع إلى البحرين "أريد أن أقدم ضمانات وتأكيدات أن المسؤولين من من وكالة الشرطة الوطنية KNPA وإدارة هيئة برنامج اكتساب الدفاع الكوري (DAPA) ووزارة الخارجية (MoFA) ووزارة الصناعة والتجارة ووزارة الدفاع، وافقوا جميعهم تقريبًا على منع تصدير الغاز المسيل للدموع بسبب انتهاكات حقوق الإنسان". 

وأعرب المسئول أيضًأ عن أسفه للوفيات الناجمة عن استعمال الغاز السميل للدموع في البحرين وقال عن الوفيات "إن الحكومة الكورية ليست غير مبالية بما يحصل في البحرين وأعتقد أنها ستتحمل المسؤولية من الآن فصاعدًا".

وقال الناشط الكوري سونغو بارك من منظمة "ويبون زيرو" (السلاح صفر)، والذي التقى بالمسؤولين مع وفد البحرين ووتش، إن "اجتماعاتنا أبرزت كذلك الحاجة إلى تعديل قانون الحد من التسلح حيث أن القانون الحالي لا يقدم أي معيار لحقوق الإنسان في السماح بتصدير الأسلحة إلى البلدان التي يوجد فيها احتمال كبير لاستخدام هذه الأسلحة في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" مضيفا "هذا هو سبب السماح بتصدير كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع إلى البحرين حتى مع وجود أدلة واضحة على أن الغاز المسيل للدموع تسبب بأكثر من 39 حالة وفاة هناك. ومن الضروري أن توافق الجمعية الوطنية على مشروع التعديل في القريب العاجل لمنع التصديرات المستقبلية للأسلحة إلى البلدان التي يتم فيها استخدامها للقمع الداخلي".

وقالت منظمة "بحرين ووتش" في بيانها إن تضامن المجتمع المدني الكوري كان ضروريًا وحاسمًا لنجاح حملة أوقفوا الشحنة StopTheShipment ، بما فيه دعم الناشطين الكوريين الحملة من خلال احتجاجاتهم أمام إدارة هيئة برنامج اكتساب الدفاع الكوري (DAPA) ووزارة الخارجية (MoFA) وأيضًا من خلال عدة حملات إلكترونية قاموا بها، إضافة إلى توجيههم الاستفسارات المتلاحقة إلى الحكومة. وأضافت المنظمة أنها تتطلع إلى مواصلة التضامن مع أصدقائها الكوريين في جهودهم للتأكّد من أن كوريا لن تبيع أبدًا مجددًا الأسلحة إلى منتهكي حقوق الإنسان.

واختُتِمت زيارة الوفد بنشاط عام حمل عنوان "الغاز المسيل للدموع في البحرين والربيع العربي"، حيث انضم أكثر من خمسين شخصًا إلى فضاء نوح Space Noah  للمشاركة في نقاش تفاعلي حول الوضع في البحرين ودور كوريا.

وقد حظيت الحملة بتغطية إعلامية واسعة، بما فيها مقالات في صحف رئيسية كورية منها صحيفة هانكيوريه وسيئول شينمون وكوريا جونغانغ دايلي.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus