الصحف السعودية تحرض على "الوفاق" والأخيرة تنفي أي حوارٍ موازٍ مع السلطة

2011-07-22 - 7:57 ص

 



مرآة البحرين (خاص):

 

واصلت معظم الصحف العربية والخليجية تركيزها على مجريات حوار التوافق الوطني في البحرين وتداعيات انسحاب جمعية "الوفاق" المعارضة من هذا الحوار. كما استمرت بعض الصحف السعودية في ما يشبه حملة منظمة للتحريض على "الوفاق" من خلال تظهير المواقف المؤيدة للسلطة. في حين أوردت الأخبار اللبنانية نفي الوفاق وجود أي حوارٍ موازٍ مع السلطة. وكان لافتاً تركيز الصحف الخليجية على موضوع رفض ايران تسلم مذكرة احتجاج خليجية على مواقف ايرانية إزاء البحرين.



العصفور: انسحاب الوفاق هروب غير مشروع

وفي موضوع حوار التوافق الوطني قالت "الشرق الاوسط" السعودية  أن المشاركين في الحوار طالبوا وبالأغلبية، تأجيل أي تغيير يتعلق بنظام الدوائر الانتخابية، دون دراسة مستفيضة لديموغرافية وجغرافية البحرين، كي يتم اختيار نظام الدوائر الانتخابية بما يحقق العدالة والمساواة للجميع، في حين كان هناك توافق على أحقية أبناء البحرينية المتزوجة من أجنبي الحصول على الجنسية. وكان المحوران الحقوقي والاجتماعي قد أغلقت مناقشتهما للوصول إلى صياغة نهائية حول التوافق وعدم التوافق، في حين قد يحتاج المحوران السياسي والاقتصادي إلى جولة أخرى.

وعرضت "الشرق الاوسط " السعودية مواقف الشيخ محسن العصفور حول انسحاب "الوفاق" من الحوارقال فيها" إن انسحاب الوفاق لن يؤثر على سير الحوار بقدر ما هو خسارة كبيرة لجمعية الوفاق" مشيرا إلى أن هذا القرار "يفقدها موقعها ودورها ووطنيتها وتمثيلها الشعبي"  معتبرا "ذلك هروبا غير مشروع في مرحلة تاريخية حساسة".
وأضاف: "الكل قدموا مرئياتهم، ولكن هذا لا يعني أن كل ما تقدمه جمعية الوفاق يجب التوافق عليه، في حين أن انسحابهم هزيمة وانسحاب غير مشرف وغير مسؤول ويعكس نظرة لا مبالية"، وأن "الانسحاب بهذه الطريقة غير مقبول أصلا".

وانتقد العصفور المعارضة البحرينية، واعتبر "أنها لا تنتمي للوطن بل تعمل ضده" مشيرا إلى "أن من يتحدثون باسم الشيعة في بعض القنوات قد أساءوا للشيعة، وهي حركات موبوءة سياسيا".

من جهته، أعرب عبد الرحمن جمشير، عضو مجلس الشورى في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" عن مفاجأته لمشاركة الوفاق في لحوار منذ البداية موضحاً أن " أجندة الحوار تختلف عن أجندة الوفاق السياسية التي تهدف إلى فرض نظام انتخابي حسب رؤيتهم الخاصة، وأن الأكثرية هي التي تشكل الحكومة"، مؤكدا أن "مثل هذا الطرح لا يحظى بقبول أو توافق من أكثرية المجتمع البحريني بمختلف مكوناته".

وقال جمشير"على الوفاق أن تدرك أنها مكون أساسي من المجتمع البحريني، ولكنها ليست المكون الوحيد، وعليها أن تدخل في توافق وطني مع جميع المكونات السياسية الأخرى، كي تحظى بتمثيل الشعب بأسره ولا تتقوقع في طائفيتها فقط".

من جهتها، قالت صباح الدوسري من جمعية "الصف الإسلامي"، إن الخاسر الوحيد هو جمعية الوفاق بانسحابها من حوار التوافق"وأضافت " أن غالبية المشاركين أيضا يتمسكون بأحقية الملك في تعيين رئيس الوزراء وهو خيار الملك في من يرى أنه الأصلح لرئاسة الحكومة، ولكن هناك آراء مطروحة بتحديد مدة بعض الوزراء لدورتين فقط".

من جهتها قالت "الوطن" الكويتية أن حوار التوافق أقر تجنيس جميع أبناء البحرينيات من أب غير بحريني، ورفض تجنيس التجار واصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين، ويقرر إبقاء جنسيات المزدوجين ماعدا من لا تقبل دولهم بالازدواجية.

هادي الموسوي ينفي اي حوار مواز مع السلطة

بدورها صحيفة "الاخبار" اللبنانية قالت إن سيد هادي موسوي نفى ما تردّد عن حصول حوار موازٍ من خلف الستار بين الجمعية والسلطة بوساطات سفارات الدول الأجنبية بغرض التوصل الى حل للأزمة. واشار الى "أنّ الحوار الحقيقي جرى في النصف الأول من شهر مارس مع ولي العهد و"كان حواراً جدياً وتوصلنا مع سمو الأمير الى نتائج في جوهر القضايا، لكن نتائجه لم تكن مريحة للسلطة، فجاء الردّ العسكري".

وأكد موسوي عدم حصول أي تواصل مع السلطة، بل كل ما جرى "مساعٍ للسفارات الأجنبية في إطار تبادل وجهات النظر، وحوار على الهواء (في العلن) يصب في إطار ما بحثه ولي العهد خلال جولته على العواصم الغربية".

ونقلت "الاخبار " عن  رئيسة وفد "وعد" منيرة فخرو قولها أنه "سيكون ممتازاً (الحوار) إذا كان هناك مرحلة مقبلة، ولم يتوقف عند هذا الحد. إذا انتهى الآن يعني أنه فشل". وقالت فخرو "إن المشكلة الأساسية كانت في المسائل السياسية، البرلمان والحكومة والدوائر الانتخابية، هناك برزت مكامن ضعف الحوار، بشكله ومضمونه وأسلوبه وتركيبته" ورفضت أن تُظهر تشاؤماً وقالت إن "الأيام مقبلة على جمود سياسي، مع شهر رمضان".

وأضافت الصحيفة اللبنانية أن "نائب الأمين العام للمنبر التقدمي، عبد النبي سلمان ناشد في حديث إلى"الأخبار"، الملك للتدخل من أجل إعادة الأمور الى نصابها، فالأمور لا تبدو إيجابية، وهناك مؤشرات تصعيد قد تنجرف نحو العنف، وبعض القوى الاجتماعية تريد إبقاء الوضع القائم"، بينما قال نائب رئيس مجلس الشورى جمال فخرو أنه "ليس هناك أزمة ولا تصعيد".

وفي مقالة تحليلية رأت "الاخبار" في تقييمها للاوضاع في البحرين "أنه "مهما تكن الحقائق، فإن الثابت أنّ حالة غليان وامتعاض تعيشها يومياً زواريب القرى الشيعية في الأطراف، وإن سلمت منها حتى اللحظة المدن والعاصمة، تشرع الباب أمام مختلف احتمالات التصعيد. وبما أن التصعيد وانفلات الأمور ليسا في مصلحة أحد، لا صقور السلطة المتشددين ولا اللاعبين الإقليميين، فاللعبة الآن ستكون "عضّ الأصابع" ومن يصرخ أولاً، فإما أن تبقى الأمور على هذه الحال ريثما تتغير ظروف المعارضة لتحسين أوضاعها، أو تضطر السلطة الى تقديم إصلاحات تُخرج المعارضة من الشارع، وتُعيدها الى مقاعد المؤسسات الدستورية، لأنّ توتر الشارع ينعكس على الأوضاع الاقتصادية والسياسية للمملكة".

تصعيد خليجي ضد ايران

وأضافت "الأخبار" :"مؤشر آخر يدل على التصعيد، هو تحديداً ما يجري بين الدول الخليجية وإيران، في أجواء تذكر بالضربة الأمنية الأولى للحركة الاحتجاجية في البحرين عقب دخول قوات"درع الجزيرة" في منتصف مارس. لقد وجّهت دول مجلس التعاون قبل يومين رسالة احتجاجية رسمية الى إيران، بسبب تصريحات أحمد جنتي، أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني، خلال خطبة الجمعة، تجاه البحرين، رفضتها إيران بحجة أنها "لا تتلاءم والمعايير الدبلوماسية".

وأثارت الصحف الخليجية موضوع رفض طهران لمذكرة الاحتجاج الخليجية لا سيما "الرياض" و"الجزيرة" و"الشرق الاوسط" السعودية التي قالت إن مصدراً مقرباً من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نفى في تصريح خاص لـ"الشرق الأوسط"، ما نقلته وكالة"مهر" الإيرانية على لسان مصدر في الخارجية الإيرانية، من أن السفير الإيراني لدى السعودية قد أعاد رسالة احتجاج دول مجلس التعاون التي تسلمها الاثنين الماضي، من الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى الأمانة العامة للمجلس.

وأضاف المصدر أن لقاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي مع السفير الإيراني استمر أكثر من ساعة، تناول العلاقات بين دول مجلس التعاون وطهران، تم خلاله قيام الأمين العام بتسليم رسالة الاحتجاج المذكورة للسفير الإيراني، وبحضور بعض المسؤولين من الجانبين، معتبراً "أن الرفض الإيراني لمذكرة الاحتجاج الرسمية "لا معنى له".

ونقلت الشرق الاوسط عن مصدر خليجي قريب من الأمين العام لمجلس التعاون أنه قال في اتصال هاتفي إنه ليس هناك معنى للرفض الإيراني للرسالة الخليجية. وأضاف: "بما أن السفير الإيراني في الرياض تسلم احتجاج أمانة مجلس التعاون الخليجي على تصريحات أمين مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، حول البحرين، فهذا يعني في العرف الدبلوماسي أن الرسالة وصلت".

وأضافت الشرق "الاوسط" نقلاً عن وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن محمد جواد رسولي محلاتي، سفير طهران في الرياض، قال إن اللقاء بينه وبين الزياني جاء بناء على مكالمة هاتفية جرى بعدها توجيه رسالة إلى الأمين العام لمجلس التعاون، "حيث وجه الزياني دعوة للقائه من أجل التعرف عليه عن كثب". وأضاف رسولي محلاتي، أن الزياني "قام بفعل خارج الإطار المتعارف عليه في الشأن الدبلوماسي، عندما سلمني رسالة احتجاجية على تصريحات رئيس مجلس صيانة الدستور، آية الله جنتي، حين تحدث عن الأوضاع في البحرين".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus