آيمي أوستن هولمز: التدخل العسكري الذي نسيه العالم

2014-04-02 - 12:15 ص

آيمي أوستن هولمز، موقع الجزيرة الانجليزية

ترجمة: مرآة البحرين

لا تزال أنظار العالم مُعَلّقة على أوكرانيا، حيث ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم وتعزز قواتها العسكرية على طول الحدود الشرقية مع أوكرانيا. وضاع في الوعي الجماعي توغل متواصل حديث بعد انتفاضة ضخمة ضد الحكومة: تدخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في البحرين في منتصف آذار/مارس 2011. بعد ثلاث سنوات، لا تزال الوحدات العسكرية هناك وفقًا لرغبة الملك حمد.

وكانت الانتفاضة البحرينية في العام 2011، من حيث نسبة عدد السكان، وفقًا لبعض التقديرات، هي أكبر ثورة مدعومة شعبيًا في الربيع العربي. وقد هددت ليس فقط آل خليفة، العائلة السنية التي حكمت البلاد لقرون، بل أيضًا الأنظمة الملكية في بلاد الخليج الأخرى. وولحفاظ على عرش آل خليفة، أرسل السعوديون حرسهم الوطني بينما أرسل الإماراتيون قوات الشرطة والكويتيون أسطولًا حربيًا لحراسة حدود الدولة/الجزيرة الصغيرة.  فيما كان الأسطول الأمريكي الخامس، الذي حافظ على وجود دائم للبحرية الأمريكية في البحرين منذ عام 1947، موجودًا هناك من الأساس. وبالإضافة إلى حوالي 5000 شخصًا في القوات السعودية والإماراتية، فإن طاقمًا أمريكيًا مؤلفًا من حوالي 7000 شخص يتمركز على بعد أقل من 10 كلم من دوار اللؤلؤة، مركز الحركة الاحتجاجية في البلاد في البحرين والذي يقابله ميدان التحرير.

وفي حين أشار المسؤولون البحرينيون إلى مجلس التعاون الخليجي  (GCC)  لتبرير انتشار القوات، وقد تم تأسيس مجلس التعاون الخليجي لحماية الدول الست الأعضاء من التهديدات الخارجية، لكن الحركة المؤيدة للديمقارطية في البحرين كانت قضية داخلية كليًا. ورغم أن القادة البحرينيين حاولوا الادعاء أن الانتفاضة الداخلية مؤامرة إيرانية، إلا أنهم لم يستطيعوا إيجاد أي دليل يثبت مزاعمهم. وبعد ثلاثة أيام فقط من عبور القوات السعودية والإماراتية الحدود، وقّعت جماعات المعارضة البحرينية السبع بيانًا يدين هذا التدخل ويطالب بالانسحاب.

في ذلك الوقت، ادعى مسؤولون أن القوات كانت هناك لحماية منشآت حيوية مثل حقول النفط، لا لقمع الحركة المطالبة بالديمقراطية، بقيت هذه مسؤولية الشرطة البحرينية. ولكن مع موت ضابط إماراتي في وقت سابق من هذا الشهر، بدا واضحًا أن القوات الأجنبية متورطة فعلًا في إخماد الاحتجاجات. وتوفي الملازم أول طارق الشحي عند انفجار عبوة يدوية الصنع في قرية الديه بالقرب من المنامة. وقالت وكالة أنباء البحرين، السميطر عليها من قبل الدولة، إنه توفي أثناء "مواجهته مجموعة إرهابية". وقد نددت جماعات المعارضة بالهجوم وقالت إنها "تأسف لأي خسائر بشرية، بغض النظر عن الجهة التي ينتمون إليها، بمن فيهم قوات الأمن".

إن واقع انخراط الإماراتيين– وليس المواطنين البحرينيين أو المجنسين -  في حفظ النظام في البحرين هو أمر مقلق. تخيلوا أن يتم إرسال الشرطة الألمانية إلى بولندا لقمع ثورة ما تحت شعار حلف الناتو وتخيلوا أيضًا الشرطة الروسية وهي تقوم بدورياتها في شوارع كييف بناء على طلب الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، لا شك أننا سنسمع تعليقات لا نهاية لها. ولكن القوات السعودية والإماراتية في البحرين بقيت إلى حد كبير بعيدة عن رادار وسائل الإعلام الدولية. هل هذا لأن البحرين دولة صغيرة في الشرق الأوسط وليست دولة كبيرة في أوروبا؟ ربما. ولكن ذلك يرجع أيضًا إلى استراتيجية النظام في المنع الممنهج للصحفيين والمراقبين الخارجيين من التغطية الإعلامية، وقد وثقت البحرين ووتش ذلك أيضًا. في العام الماضي، حاولت دخول البحرين للقيام برحلة بحثية، ولكن تم منعي وترحيلي بعد قضائي تسع ساعات في مطار المنامة. وهناك أيضًا صحفيين من نيويورك تايمز ووال ستريت جورنال و ال بي بي سي BBC ورويترز والجزيرة ومجموعة من وسائل الإعلام الأخرى تم طردهم أو رفض دخولهم إلى البحرين. ونظرًا لعدم وجود تغطية إعلامية، قد لا نعرف أبدًا بالضبط ماهية العمل المنوط بالقوات الأجنبية في البحرين. ولكن تشير وفاة الشرطي الإماراتي إلى وجود استراتيجية جديدة للأسر الحاكمة في الخليج فقد أعلن مسؤولون بحرينيون أنه كان يعمل ضمن مهمة عسكرية لم يسبق أن سمعنا عنها تدعى أمواج الخليج.

في 16 آذار/مارس، صوتت شبه جزيرة القرم للانضمام إلى روسيا وأعلن بوتين ذلك. وبالمثل، على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت هناك شائعات متكررة الذكر حول اتحاد محتمل بين السعودية والبحرين. ومؤخرًا أيضًا تم مناقشة فكرة وحدة " سعودية - بحرينية" في قمة دول مجلس التعاون الخليجي في كانون الأول/ديسمبر ولكن هذا الطرح لم يصل حتى الآن إلى نتيجة.

قد تكون زيارة أوباما إلى المملكة العربية السعودية في 28-30 آذار/مارس فرصة طيبة لإعادة النظر في هذه القضايا وإلا فهي مهددة بالنسيان. وكما أن العالم يترقب الخطوة الروسي المقبلة في شبه جزيرة القرم، دعونا نحن أيضًا نبقى يقظين للقوات السعودية والإماراتية والأمريكية في البحرين –  ولاحتمال وجود عملية ضم جديدة قيد الإعداد.

 

29 آذار/مارس 2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus