وعد... هل تترك الحصان وحيدا؟
2011-07-23 - 12:01 م
يقولُ أَبٌ لابِنِه : لا تَخَفْ . لا تخف من أَزيز الرصاص ! التصِقْ بالتراب لتنجو ! سننجو ونعلو على جَبَلٍ في الشمال ، ونرجعُ حين يعود الجنودُ إلى أهلهم في البعيد . ومن يسكُنُ البَيْتَ من بعدنا يا أَبي ؟ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي ! - لماذا تركتَ الحصان و حيداً ؟ - لكي يُؤنسَ البيتَ ، يا ولدي ، فالبيوتُ تموت إذا غاب سٌكَّانٌها ... |
وبعد أبو أمل وأبو شريف، من بقي على المنصة؟ |
وعد بلا شريفها الذي يغيب في ظلام السجن بعد أن حكم عليه ظلما مدة خمس سنوات في القضية المعروفة ب(قضية الجمهورية)، هي غير وعد التي اعتذرت في 19 يونيو الماضي، للجيش عن انتقادها لجرائمه وجرائم قوات درع الجزيرة السعودية والامارتية بحق المواطنين البحرينيين المسالمين.
ابراهيم شريف يرسم "وعد" |
منذ ذلك الاعتذار انشطرت وعد، وبات يتنازعها تياران، تيار أولى أولوياته الابتعاد عن جمعية الوفاق ذات الثقل الأكبر في المعارضة، والتيار الثاني الذي يود الاستمرار في الخط النضالي غير المهادن الذي طبع مسيرة حصان وعد الحر القوي غير المروض. وفي التحالف التاريخي مع جمعية الوفاق، يتنازعها مسايرو الواقع، وممانعو الواقع.
هرِّب بيان وعد الى يد "أبو شريف" في معتقله بأيادٍ غير وعدية، قرأه مراراً، تساءل: هل أصدرت وعد "هذا"؟! ولم يتأكد له ذلك الا بعد الزيارة التالية ل"أم شريف"، عضو "حوار التوافق الوطني" عن "وعد".
دخلت وعد الحوار عبر تنسيق كامل مع جمعيتا المنبر التقدمي والتجمع القومي التي سبقتها في القفز من مركبة تحالف جمعيات المعارضة، واستثمر تيار المسايرة داخل وعد العلاقة مع أحد الشخصيات الإعلامية التي جرّت وعد لمسار الاعتذار، وحققت هذه الشخصية حظوة ما كان أحد يتوقعها لها، لدى النظام بعد أن نجحت بمعية مسايري وعد في أن يخفض الحصان الأسود في المعارضة رأسه للمرة الأولى، ويعتذر عن انطلاقه لوطن لا يرجف فيه الأمل وهو الشعار الذي طالما ردده عبدالرحمن النعيمي عافاه الله، كما عافا تاريخه إلا من بطولات تضعه في مصف الآباء المؤسسين لتاريخ النضال البحريني.
في هذه اللحظة الاعتذارية وما تلاها، يحضر مشهد طريقة إلقاء القبض على الحصان الأسود، كانت في غاية المكر والخداع. استغل عجوز كهل موسم تزاوج الخيول لكي يصنع للحصان الأسود فخاً رهيباً ويلقي القبض عليه.هل كان الحوار موسم تزاوج الخيول، أم كان موسمها انتهاء قانون السلامة الوطنية، أم ما زال الموسم يعد لها؟
قريباً تعقد وعد اجتماعا للجنتها المركزية، وفيه ستقرر ما إذا كانت ستستمر في الحوار الفاشل الذي سيتم دفنه يوم الخميس المقبل، أو ستقرر الاستمرار فيه. بين أن تستمر حصاناً برياً لا يقبل الترويض ولا يستجيب لمكر العجوز وإغراء موسم الفخاخ، وبين أن تقبل بما رفضته في عام 2002. هي باختصار بين أن تكون النعيمي والشريف، أو أن تكون العجوز الماكر.
فخرو، عضو مركزية وعد ورئيس "التوافق الوطني" |
ستكون جلسة حاسمة، جلسة أقرب لتقرير المصير، فإن استمرت وعد في هذا الحوار، فإنه يمكن القول بلا ريب إنها ستدخل الانتخابات التكميلية المقبلة لتملأ المكعب الصغير الأحمر الذي تشير له حملات الدعاية والإعلان لموسم التزاوج بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية(الانتخابات التكميلية)، وفي صغر حجم هذا المكعب من الاستخفاف الرسمي الكثير، لكنه طبع هذه السلطة التي كلما تعقدت أزماتها تفقدّت مخزن الدبابات والصواريخ في الصخير، وأجرت اتصالات تتأكد من امتلاكها طائرات حربية، ومرتزقة يسدون أفق التغيير، وعجائز تصطاد الخيول في مواسم الفخاخ.
فعلاً، وعد إلى أين؟، هل إلى وطن لا يرجف فيه الأمل، أم إلى وطن الرجفة فيه بلا أمل!.