غسان الشهابي: من هي "واشنطن تايمز" لتحتفي صحافتنا المحلية بتقريرها حول كراجيسكي؟

غسان الشهابي
غسان الشهابي

2014-04-03 - 5:24 م

مرآة البحرين: قال الكاتب في صحيفة "البلاد" غسان الشهابي إن "أكثر ما يمكن الوقوف عنده خلال الأسبوع الماضي في صحافتنا المحلية، وفي تعليقات كتاب الرأي خصوصاً، هو ما يتعلق بالسفير الأميركي في البحرين توماس كراجسكي، والتقرير الذي صدر عن المفتش العام للخارجية الأميركية".

وأضاف الشهابي، في مقال نشر اليوم، إن صحيفة "واشنطن تايمز"، التي لخص الكاتب فيها فيليب سوارتز عددا من النقاط الواردة في التقرير، لم تكن على قائمة "أعلى 10 صحف توزيعا"، وهي ليست من ضمن "أعلى خمسين صحيفة في الولايات المتحدة"، والصحيفة ليست أيضاً بين "أعلى 100 صحيفة في الولايات المتحدة"، وليس لها ذكر بين الصحف الواردة على "ويكيبيديا" تحت عنوان "قائمة الصحف في الولايات المتحدة من حيث التوزيع".

وأضاف "لست على يقين من مدى تأثير صحيفة ليس لها هذا الوجود بين أهم حتى 100 صحيفة في الولايات المتحدة لكي نحتفي بمقال لكاتب فيها كل هذا الاحتفاء، ومع ذلك، فإن هذا لا يؤثر على حقيقة الرأي في السفير، في التقرير الصادر عن مفتش الخارجية الأميركية".

ورأى أن "هذا الاحتفاء الكبير بما ورد في التقرير المذكور على لسان كاتب في الصحيفة الأميركية المذكورة لا يقدم شيئاً ولا يؤخره، ولا يصنع مجداً ولا يعطّره"، معللا ذلك بأن السفير الأميركي "شأنه شأن بقية السفراء الذين سبقوه، والذين سيأتون من بعده، ما هو إلا حامل رسائل وليس صانع أحداث. نعم، قد تختلف التكتيكات من سفير إلى آخر، ولكنه لن يخرج أبداً عن سياسة بلاده المرسومة في المكاتب المعنية أساساً بكل منطقة، وبكل بلد تحديداً في "معامل" صنع القرار المؤسسي في دول متقدمة، كالولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى التي لا تترك قرارها نهباً للأهواء والانطباعات الفردية".

وتابع الشهابي "هو الشيء نفسه الذي يجعلنا نتحمس لمرشح للرئاسة الأميركية ضد آخر، وكأن فتوحاً في العلاقات، وانقلاباً في المعادلات سيأتي على يد هذا المرشح ولن يأتي على يد ذاك"، متسائلا بالقول: "من يمكنه تعداد ما كسبناه، عرباً ومسلمين ودول عالم ثالث، من تولي باراك أوباما المتحدّر من جذور إفريقية، رئاسة الولايات المتحدة، وما الذي خسرناه، أليس موقف سلفه سيكون مشابهاً، إلى حدٍّ كبير، فيما لو شهد ما شهدته الدول العربية من حراكات شعبية؟ أليست هذه هي لعبة السياسة التي تظل تحافظ على مصالح بلادها شاء من شاء، وأبى من أبى، فرح من فرح وغضب من غضب؟".

ورأى أنه "لا يمكن تلافي الشعور بالإشفاق على هذا الجهد الذي يُبذل شعبياً في سبيل تحجيم أو طرد أي سفير تحت يافطة "غير مرحَّب به"، لأن البحرين لن تغامر بمثل هذا التصرف الذي يُعتبر آخر الدواء، ومادام الداء مستعصياً، فإن الدواء يعزّ تواجده".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus