الكاتب الأردني ناهض حتر يكتب اعتذارا صريحا للبحرينيين: لم نفعل شيئا لوقف الدرك

2014-04-05 - 5:44 ص

مرآة البحرين (خاص): قدم الكاتب الأردني في صحيفة الأخبار اللبنانية اعتذارا إلى الشعب البحريني لمشاركة قوات من الدرك الأردني في قمع المتظاهرين السلميين حسبما أكدت الوثائق.

وقال في مقالته "كأردنيّ، اعتذر إلى شعب البحرين الشقيق؛ فحتى الآن، لم تفعل الحركة الوطنية الأردنية، شيئاً ذا بال، لوقف إرسال الدرك للمشاركة في قمع الحراك البحريني".

وأضاف "وكعربيّ، أعتذر إلى هذا الشعب الصغير المتحضّر المسالم، إنما المتروك للغول السعودي لكي ينهشه، ويُغلق عليه أبواب التقدم السياسي والاجتماعي، ويُلحقه بعباءة نفوذه السوداء".

وتابع "بينما ركزت الدعاية الرجعية على الربط بين الحراك البحريني وإيران، أظهرت المعارضة البحرينية، التزاماً ثابتاً بالانتماء الوطني والعروبي ـ ولذلك، أفضل تسميتها الحركة الوطنية؛ فـ«المعارضة» أصبحت مصطلحاً مشبوهاً ـ ولأسفي، فإن التيار القومي لم يلتفت إلى أهمية ذلك الالتزام الذي يفتّ في عضد المذهبية، وفي استخدامها اللئيم في التشكيك بولاء الشيعة العرب".

وأكد أن "شيعة البحرين، على ما عانوه من عسف مذهبي، لم يردوا بالمثل، بل ظلوا، كما كانوا دائماً، دينامو وطنياً في حركة التغيير الديموقراطي للبحرين كلها، رافضين، على ما يعانونه من ظلم وضعف التضامن، أن يحولوا قضيتهم إلى راية مذهبية، أو بؤرة توتر إقليمي. النظام البحريني ـ ومن ورائه السعودية ـ هو الذي فعل ذلك".

وأضاف حتر "ثلاث سنوات من الحراك والقمع والشهداء والسجناء، ولم يرفع الثائرون بندقية ولا قنبلة، ولا خرج من بين صفوفهم حاقد انتحاري، ولا هدموا مبنى ولا خربوا مؤسسة ولا قطعوا شجرة؛ بل لم يرفعوا سقف مطالبهم الموزونة، المصاغة بدقة بما يحافظ على كيان البحرين، ويعزز استقلالها، وأمنها الوطني، في سياق خليجي، لم يرتفع صوت للانفلات منه؛ فهو يعبّر عن واقع جيوسياسي لا يريد الوطنيون البحرينيون كسره".

وأكد أن هذا النزوع الوطني العروبي السلمي الواقعي... لم يتأثر بما حصل في ما يسمى «الربيع العربي» من فوران ثوروي زائف، وانهيار المنظومة القيمية الوطنية، والفوضى، والعنف، والاستعداد لتحطيم الأوطان ومنجزاتها، واضطراب الشعارات، والتطرّف، واختلاط المعارضة بالأحقاد المذهبية الخ".

وأوضح "وبالمقابل، فإن حراك شعب البحرين لم يتراجع، ولم ينتكس، وبقي مثابراً وراء تحقيق أهدافه المشروعة. البحرين الصغيرة تعطي لكل الشعوب العربية، درساً كبيراً، ما زلنا بعيدين عن إدراك كنهه الرشيد".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus