"الشوري" جمال فخرو: البحرين فشلت بإيصال رأيها في الأحداث إلى الخارج

جمال فخرو
جمال فخرو

2014-04-05 - 4:36 م

مرآة البحرين: قال النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو إن الحكومة البحرينية فشلت في نقل ما يجري في البحرين إلى خارجها، موضحا "لدينا مشكلة في البحرين في التعامل مع التصريحات الدولية وما يبث في الخارج، ونحن نكلم أنفسنا، ولا نكلم الخارج". وأشار فخرو في مقابلة مع صحيفة "أخبار الخليج" الصادرة اليوم السبت إلى أن اقتراض البحرين تضاعف ما بين 3 و4 مرات منذ العام 2009.

وفي ما يلي مقتطفات من الحوار مع فخرو:

- تحدثت عن أن اللقاءات كانت تدور حول توضيح أمور متعلقة بالمملكة، هل هناك قصور في نقل حقيقة صورة البحرين للخارج؟

نحن مع الأسف الشديد، لم ننجح في إيصال حقيقة الأمر في البحرين إلى جميع الأطراف، سواء كانت أطرافا حكومية أو برلمانات أو مؤسسات مجتمع مدني، وأتذكر أنه عندما جاءت رئيسة البرلمان الألماني لزيارة مجلس الشورى، وجهت الشكر لوفد مجلس النواب الذين قابلوا قبل هذه الزيارة بأسبوعين في ألمانيا، والذين شرحوا لها تطور الأوضاع في البحرين سواء على المستوى السياسي والحقوقي والمشاكل التي تواجه المملكة، ولذا فعندما التقت بنا كانت على بينة مما يحدث في البحرين، وأخذت تستفسر استفسارات توضيحية.

وقالت بالحرف الواحد إنها تبينت معلومات لم تكن على علم بها، وكانت تسمع من جهة واحدة فقط، وعندما جاءت الى البحرين استمعت الى معلومات أكثر، ولذا أعتقد أننا مقصرون في هذا الجانب.

- من هو المسئول عن صناعة الصورة الصحيحة عن البحرين؟

أعتقد أن كل جهة تتحمل مسئوليتها في هذا الشأن، على الدولة أن تقوم بدورها تجاه علاقاتها الدولية مع مختلف الدول، وكذلك البرلمان بغرفتيه يجب أن يقوم بتعزيز علاقاته مع البرلمانات والمجالس التشريعية المناظرة له، بالإضافة إلى دور منظمات المجتمع المدني.

على سبيل المثال عندما يصدر تقرير من أي منظمة حقوقية دولية، ولا يتم التصدي له في البحرين من قبل المنظمات الحقوقية، فهذا تقصير، وكذلك عندما يقوم البعض بالادعاء أن هناك تضييقا على حرية الرأي في الصحافة ، ولا يخرج أحد من الجماعة الصحفية البحرينية ليرد على ذلك فهذا تقصير.

نحن لدينا مشكلة في البحرين في التعامل مع التصريحات الدولية وما يبث في الخارج، ونحن نكلم أنفسنا، ولا نكلم الخارج، واللغة التي نستخدمها في الداخل لا تصلح للاستخدام في الخارج.

- كيف ذلك؟

لأن الخارج لا يتكلم بلغة العاطفة، انما يتحدث بلغة الأدلة والاقناع، ونحن لا نحسن هذه اللغة.

- هل مازلنا نقوم في البحرين بردة الفعل فقط؟

مع الأسف الشديد هذا صحيح، نحن نجحنا في رد الفعل، وهو ما يجعلنا في موقف الدفاع دوما.
...
- من قبل أطلقت تحذيرات من خطورة تنامي الدين العام، وجاءت بعثة صندوق النقد الدولي لتؤكد ذلك، فكيف التعامل مع هذا الملف؟

أنا دائما أقول اننا اقترضنا مبالغ طائلة لتمويل ميزانيات تشغيلية وليست ميزانيات استثمارية وبالتالي فإن العائد من هذا الاقتراض ضئيل جدا، وهذا يسبب خطورة.

ونحن خلال السنوات منذ 2009 وحتى الآن تضاعف اقتراضنا ما بين 3 و4 مرات، كما أننا منذ بدأنا الاقتراض في 1977 وحتى الآن ورصيد الدين يرتفع ولا ينخفض، وهذا معناه أن فوائضنا لا تكفي لنسدد الدين.

وحاليا نحن نقترض وسعر النفط يتراوح ما بين 100 و110 دولارات للبرميل، فماذا سيكون العمل إذا ما انخفض هذا السعر؟ والتصنيف الائتماني للبحرين طبقا للأوضاع الحالية «يدوب»، وإذا ما زاد الاقتراض وقل الدخل فإن التصنيف الائتماني سيتراجع وهو ما ينعكس على عدة أشياء منها قدرة البنوك على الاقتراض من الخارج والاقراض في الداخل، كما أن البنوك ستفقد ثقة المودعين الذين سيتجهون للايداع في الخارج.

بالاضافة إلى ذلك أنا لم أستمع لأحد في الدولة يقول لي كيف سأسدد هذا الدين الذي يزداد سنويا، ومتى سنسدده؟

ونحن ندفع سنويا في حدود 180 مليون دينار أي ما يعادل نصف مليار دولار سنويا فوائد الدين.

- هل أنت بذلك تؤيد ما طرح من مجلس النواب مؤخرا عن استجواب وزير المالية؟

لا بد أن أذكر هنا أن مشروعات القروض والاقتراض كانت تمر على مجلس النواب، فلماذا البكاء الأن على الاقتراض؟ هل النواب المتقدمون بالاستجواب صوّتوا ضد الاقتراض؟ إذا ما كان الهدف من الاستجواب هو وقف الاقتراض، فهل عندما رفع سقف الاقتراض من 2.5 مليار ثم إلى 3ز5 مليارات ثم إلى 5 مليارات دولار اعترض هؤلاء النواب، وخاصة أنني أعتقد أن جزءا كبيرا ممن وقعوا على الاستجواب مرر هذا القرض مرتين على الاقل.

- أليس هناك تجاهل للأوضاع الاقتصادية التي مرت بها المملكة في أعقاب الأزمة؟

الميزانيات واضحة، ففي 2011 كان العجز 30 مليون دينار، فماهي الحاجة لاقتراض مليار دولار؟ وفي 2012 اقترب العجز من 200 مليون دينار فما هي الحاجة للاقتراض، وخاصة أن هناك عاملين ساهما في عدم زيادة العجز وهما ارتفاع أسعار النفط وعدم تنفيذ بعض المشاريع، حيث ارتفعت الايرادات مقابل انخفاض الانفاق.

ويبقى هنا السؤال: لماذا اقترضت مليارا، وأين أنفقته؟ وحتى الآن لم يرد علينا أحد.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus