ذي إيكونوميست: الفورمولا1 في البحرين: قضية غامضة

2014-04-05 - 6:45 م

ذي إيكونوميست

ترجمة : مرآة البحرين

يجري سباق جائزة البحرين للفورمولا 1 لهذا العام تحت جنح الظلام. ويذكر المنظمون أن الذكرى العاشرة لحلبة الصخير في المملكة هي السبب لإجراء سباق ليلي عند بدء الحدث في 4 نيسان/أبريل. وتلائم الستارة الخلفية القاتمة نقص التغطية الإعلامية في البلد المذكور.

في عام 2011، تم إلغاء السباق بسبب الاضطرابات السياسية. ومنذ ذلك الوقت، بدأ المعارضون والمدافعون عن حقوق الإنسان، فضلاً عن عدد من المسؤولين الأجانب، يطالبون بتعليق هذا الحدث الذي يستمر لثلاثة أيام بسبب سجل حقوق الإنسان في البحرين. ويقول مركز البحرين لحقوق الإنسان، وهو مركز محلي يعمل على توثيق الانتهاكات، أن السباق دفع قوات الأمن التابعة للملكية السنية الحاكمة إلى زيادة محاولاتها الرامية إلى خنق المعارضة الشيعية التي تُكَون الأغلبية السكانية في البلاد.

ويستخدم النظام الملكي الخليفي الاعتقالات الجماعية والعقوبات القاسية لقمع الاضطرابات التي يقول عنها بأنها عنف طائفي ممول من قبل إيران. وقد قلّصت ثلاث سنوات من حملة القمع الشرسة والمعارضة المتطرفة عدة الاحتجاج التي تضمنت أيضَا في البداية الطائفة السنية، مساعدة بذلك على تبرير رواية الحكام.

يوثق المراقبون التعذيب المستمر ويقدّرون أن السجون تضم الآن 4 آلاف معتقل من السكان المحليين الذين يبلغ عددهم 750 ألف نسمة. وأُجبِر سيد يوسف، نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان، على مغادرة البلاد في كانون الأول/ديسمبر(لا يزال رئيس المركز في السجن منذ عام 2012 ). وفي 21 آذار/مارس، تمت محاكمة ثمانية وعشرين شخصًا، من بينهم مصور صحفي، بالسجن لمدد تصل إلى عشر سنوات بتهم التخريب.

وتقول آلاء الشهابي من البحرين ووتش، وهي منظمة حقوقية مقرها في بريطانيا، إنه "يتم سجن أو طرد أي قائد يمكن أن يثير الناس ضد النظام." وكانت آلاء قد اعتقلت أثناء سباق البحرين عام 2012. وفي غضون ذلك، توقف الحوار الوطني الرسمي في البلاد.

وظل منظمو السباق صامدين أمام مطالب إلغاء هذا الحدث البحريني من رزنامتهم. حيث قال جان تود، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات الذي ينظم السباق، للبحرين ووتش بأن السياسات الداخلية للبلاد غير مرتبطة بمنظمي السباق. قد يكون هذا، إلى جانب تردد الحلفاء الغربيين في الانتقاد، إشارة لآل خليفة بأن الأمور طبيعة وعادية. وقال رئيس الأمن العام الجنرال طارق حسن، إن السلطات البحرينية ستقوم بكل ما يلزم لتوفير الأمن لهذا الحدث، مما دفع منظمة العفو الدولية إلى التعبير عن قلقها.

وتقول السيدة الشهابي :"لقد اعتدنا على حقيقة أن المصالح الاقتصادية والسياسية تفوق حقوق الإنسان .... ليس هذا السباق كمباراة كرة القدم التي لديها قاعدة شعبية. يعتبر الناس هذا السباق رياضة للنخبة وهو مدعوم منها أيضًا".

ولكن، ترى جماعات المعارضة، التي تشير إلى الحدث بأنه "فورمولا الدم"، أنه فرصة نادرة لتسليط الضوء على الظلم. فقد دعت الوفاق، الكتلة المعارضة الرئيسية ذات الأغلبية الشيعية التي كانت نظمت 14 يومًا من المظاهرات خلال سباق عام 2012، لتنظيم احتجاجات سلمية. وتشكل المسيرات التي خططت لها الجماعات المتطرفة بما في ذلك ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير خطرًا أكبر من العنف الانتهازي.

قد يرى الجمهور الدولي بعض هذه الأفعال بفضل الرقابة على وسائل الإعلام. فالبحرين لا تقيد إجازات الصحفيين إذا كان الأمر يتعلق بالفورمولا 1، ولكنها خلال السنوات الماضية رحلت طواقم إخبارية تابعة لوسائل إعلام أجنبية مثل القناة 4 وآي تي إن ITN اللتين جازفتا بإعداد تقارير بعيدًا عن مسار السباق. وقد شكل هذا رادعًا للصحفيين.

 

2 نيسان/أبريل2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus