رودجر شاناهان: تأجير البندقية الباكستانية في الخليج

2014-04-09 - 11:38 م

رودجر شاناهان،  موقع ذا إنتربريتر

ترجمة: مرآة البحرين

عندما كنت أعمل كملحق دفاع في الخليج، لم يكن السائق العسكري الخاص بي في ذلك المكان  من كنت أعتقده. متألقًا في دشداشته ولغته العربية الممتازة، تفاجأت عندما علمت بأنه كان من بلوش باكستان. وعندما سألت مُحادثيّ عن عدد الباكستانيين في القوات العسكرية في الخليج، كان الجواب دائمًا أنه في حين كان هذا السؤال مألوفًا في الماضي، أصبح جميع الموظفين الباكستانيين تقريبًا في اليوم الحاضر مواطنين.

لعب الباكستانيون بالفعل دورًا هامًا في الدول العربية في الماضي. فقد ترأس الرئيس الباكستاني السابق ضياء الحق إحدى التشكيلات الأردنية خلال الحرب ضد الجماعات الفلسطينية في عام 1970، والتي علمت بأنها تعرف باسم أيلول الأسود. وفي عامي 1990 و 1991، انتشرت آلاف من القوات الباكستانية في المملكة العربية السعودية بعد اندلاع كل من الثورة الإيرانية وحرب الخليج.

وبعيدًا عن كونه شيئًا من الماضي، يبدو أن الروابط الباكستانية مع قوات أمن الخليج لا تزال قوية. فقد أشارت تقارير في الأسبوع الماضي أن البحرين تُوظف 10 آلاف باكستاني في قوات الأمن التابعة لها، بما فيه 20٪ من قواتها الجوية. وقد نفى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تأمين باكستان لهذه القوات، لكن التقارير تفيد بأن باكستان تُصدر طواقم أمنية للمساعدة في قمع الاحتجاجات الطائفية التي اندلعت في عام 2011. ليس رسميًا، تذكروا، لأنه كان يتم تجنيدهم من خلال اثنتين من منظمات الخدمة العسكرية في باكستان.

تعتمد دول الخليج إلى حد كبير على العمالة الوافدة، وباكستان هي من البلدان الفقيرة التي تعمد إلى تعزيز إقتصادها من خلال التحويلات المالية التي يوفرها مثل هذا العمل. ولذا، وبحسب الظواهر، لا ينبغي إعطاء قضية توظيف الباكستانيين في قوات الأمن العربية أهمية كبيرة. ففي النهاية لا تزال المملكة المتحدة تستخدم عدة آلاف من الغورخاس النيباليين في جيشها.

ولكن الوضع في منطقة الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا، ونتائج توظيف أعداد كبيرة من الباكستانيين السُنة في قوات أمن دول الخليج -حيث يمكن أن يتم استدعاءهم لقمع الاحتجاجات لأسباب التمييز الطائفي- واضحة. في حالة البحرين، على سبيل المثال، يعاني الشيعة من حرمانهم من الانضمام إلى القوات الأمنية السنية بسبب ديانتهم، وتستقدم الحكومة سنة من دول مثل باكستان لقمعهم.

إن محاولة السعودية توثيق علاقاتها العسكرية مع باكستان لها أيًضا معنى استراتيجي. فنظرًا  لعصبية الرياض من التوسع الإيراني وتلهف واشنطن لتولي التقارب مع طهران، حتى وإن كان حذرًا، فإن تأمين علاقة وثيقة مع بلد ذات أغلبية سنية ويقع على الحدود الإيرانية هو استثمار حكيم  للمستقبل. ويعرض الجدل الدائر حول اختطاف خمسة من حرس الحدود الإيرانية ووجودهم المزعوم في باكستان مدى ضعف طهران أمام أي عمل عدواني على حدودها.

وكونها لا تريد أبدًا تفويت فرصة التدخل في الشؤون الباكستانية، حتى صحيفة التايمز المحترمة قامت باستثمار مسألة العلاقات العسكرية بين باكستان ودول الخليج من خلال عنوان غير مؤاتٍ سياسيًا وهو "أيام سنية لتوظيف البندقية الباكستانية في السعودية"

 

3 نيسان/أبريل2014

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus