بن علوي ينفي وساطة عُمانية في البحرين: على الأخ الأكبر التنازل لأخيه الأصغر ورَفِض تدخل الصديق

2014-04-12 - 2:01 م

مرآة البحرين: نفى وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي وجود وساطة عُمانية لإنهاء الأزمة السياسية في البحرين، قائلا: "البحرين لأهل البحرين، وأهل البحرين في نهاية المطاف يجب أن يتفقوا، وكلما أسرعوا في هذا الاتفاق صار أفضل وأولى، هكذا نحن ننظر".

وأوضح بن علوي، في مقابلة مع صحيفة "الوسط" الصادرة اليوم السبت، "هي ليست وساطة، لأن الوساطة هي بين طرفين إذا كانا لا يعرفان آراء بعضهما البعض. هذا الأمر الذي تفضلت به هو في الأصل أمر بحريني بحريني، وليس مشكلة مثلاً بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، ولا بين البحرين وإيران، حتى يمكن للمرء أن يتوسط"، مشيرا إلى أن "المسألة هنا بحرينية بحرينية بحتة. لكن الجوار يؤثر ويتأثر".

ودعا كل الأطراف في الجوار إلى أن "يبتعدوا عن هذا الأمر. يتأثر نعم لكن لا ينبغي عليه أن يؤثر، لأنه إذا بدأ يؤثر يزيد الشُّقة والفرقة، إنما البحرينيون كلهم لا ينبغي أن يجعلوا أنفسهم عُرضَة لمثل هذه التأثيرات، مهما كان الجار، لأن المستقبل هو مستقبلهم هم. أقوله لمن عنده شيء من العقل". ورأى أن "في البحرين هناك من الرجالات من الجانبين في الحكومة وفي قيادات المجتمع المدني والجمعيات السياسية لديهم إمكانات يستطيعون أن يجعلوا أهل البحرين ملتئمين حول البحرين، وعسى أن يكون بعد كل عسر يُسر".

وتابع "أنا صديقي فلان، وهو يعطف عليّ، ولكن أنا أخي فلان الذي أختلف معه، أقول للصديق هذا الموضوع لا تتدخل فيه فأنا وهو أخَوَان، هذا هو الأصل، وهذا الذي ينبغي أن يسود. أيضاً يجب على الناس أن يتفاهموا مع بعضهم البعض. فالحياة فيها تفاهم. وقد تكون أنت الكبير تتنازل لأخيك الصغير، الذي هو أيضاً يحترم أخاه الكبير، وتبدأ علاقة فيها نوع من الثقة والقبول، حتى ولو كانت بعض العناصر في رأي الآخر غير حقه".

وذكر أنه "ليس مطلوبا أن أمنع عن الإنسان حقه، بل أعطيه أكثر من حقه، لأن المطلوب هو أننا نعيش حياة سعيدة. نحن ننظر إلى الأمور بهذا المنظور، وكلما تحدثنا تحدثنا بهذا المنطق. البحرين لأهل البحرين. وأهل البحرين في نهاية المطاف يجب أن يتفقوا، وكلما أسرعوا في هذا الاتفاق صار أفضل وأولى. هكذا نحن ننظر. وعلى الإنسان ألا يبالغ فيما يعتقد، وعليه أن يرى ما هو الأصلح له، لأن المبالغة تنتهي إلى لا شيء. المبالغة في التفكير وفي العداوة، وحتى المبالغة في الصداقة هي مضرة أيضاً".

ولفت إلى أن "في البحرين هناك من الرجالات من الجانبين في الحكومة وفي قيادات المجتمع المدني والجمعيات السياسية لديهم إمكانيات يستطيعون أن يجعلوا أهل البحرين ملتئمين حول البحرين، وعسى أن يكون بعد كل عسر يُسر. والبحرين لها تاريخ وأدوار كبيرة وهي أول مكان بَزَغت فيه الثقافة وبزغ فيها التعليم".

وعما إذا كانت هناك "نار دبلوماسية" في منطقة الخليج بعد سحب ثلاث دول خليجية (السعودية، الإمارات والبحرين) سفراءها من دولة قطر، قال بن علوي: "في العمل الدبلوماسي مثل هذه الأمور تحصل، وهي وسيلة من وسائل التعبير، لأنه ليس فينا مَنْ يريد أن يُوقِف هذه المسيرة المباركة، مسيرة مجلس التعاون الخليجي". وأوضح "دائماً كانت وسائل للتعبير لدينا داخل المنظومة، وربما هي المرة الأولى التي يخرج فيها ذلك التعبير عن المنظومة، لأسباب مقبولة بسبب ظروف المنطقة والعرب وظروف البلاد العربية عموماً في سورية وفلسطين ومصر وتونس وليبيا، وهو ما خلق هذا الحدث، وبدل أن يكون في إطاره المعتاد، جعلته يخرج للعلن والتعبير عنه بصورة أو بأخرى، وهو نوع من أنواع الاختلاف لكنه اختلاف ليس دائماً".

وشدد على ضرورة أن "نتفق على ما يمكن أن نتفق عليه، فإذا كان هناك حدٌ أعلى وقد اتفقنا عليه نمضي فيه، وإذا كان هناك حدٌ متوسط وقد اتفقنا عليه نمضي فيه، وإذا كان هناك حدٌ أدنى وقد اتفقنا عليه نمضي فيه وهكذا، المهم ألا نتوقف"، فـ"مثلاً، إذا كان الحد الذي يمكن أن تقبله عُمان هو الحد الأدنى، وآخرون لديهم حدٌ أعلى يستطيعون أن يمضوا فيه، فيجب على مَنْ هم في الحد الأعلى أن يأتوا إلى حيث مَنْ هم في الحد الأدنى، كي نمشي جميعاً، ولذلك فقد اتُخِذَ قرارٌ بأن كل القرارات هي بالإجماع. والذي لا نستطيع أن نتفق عليه نؤجله إلى مرحلة قادمة، ولذلك استطعنا أن نحقق أشياء كثيرة، من ضمنها القوانين".

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus