مرآة البحرين (خاص):أبدت أوساط سياسية قلقها على حياة رئيس لجنة التقصي السيد محمود بسيوني، والذي باشر مهامه قبل أيام. وتتحدث هذه الأوساط عن ضغوط شديدة تقوم بها أجهزة أمنية وعسكرية للحد من تحركات المحققين الدوليين، وتحديدا في اتجاه المؤسسة العسكرية التي أعلن بسيوني أنها "ليست فوق القانون" وستكون ضمن أجندة التحقيقات.     

ولا تستبعد هذه الأوساط قيام أجهزة أمنية – وبالتعاون مع المشير نفسه – التخطيط لعملية اغتيال تطال رأس لجنة التقصي، وتعلل هذه الأوساط ذلك بأن "خارطة الطريق التي يعمل عليها بسيوني وفريقه سوف تؤدي إلى نتائج خطيرة تدين رموز المؤسسة الأمنية والعسكرية"، مشيرين إلى أن هناك "ملفات مفبركة تم زرعها في طريق بسيوني، كان يأمل كبار الضباط أن تربك عمل المحققين وتحرف الأنظار عن المسؤولين الكبار". إلا أن القراءة السائدة التي قدمها المختصون في الداخلية وقوة الدفاع نصحت "بإجراء أمني يقلب الطاولة".     

أحد المعارضين في الخارج ينقل أن بعض أعضاء لجنة التقصي يملك خبرة خاصة في تعقب انتهاكات الأجهزة الأمنية، وهو "أمر لا يغيب عن النظام وخاصة الطاقم الأمني والعسكري الذي يدير البلاد منذ أشهر" معلقا على أن "خيار القيام باغتيالات غير مستبعد"، فسير التحقيق الدولي الذي يقوم به بسيوني ولجنته سوف يؤدي إلى "تضييق الخناق حول رقاب أكبر رؤوس الضباط والعسكر" مؤكدا أن ذلك سيكون واردا رغم أن لجنة التقصي لن تكون معنية بتحديد "الأسماء أو الحديث عن العقاب الجنائي".    

وبحسب المصادر، فإنه السلطة ستضع عدة عراقيل في طريق المحققين، ولكنها "لن تكون مانعا في الوصول إلى الحقائق الدالة على الانتهاكات الجسيمة والمسؤولية المباشرة للأجهزة الرسمية"، وتضيف المصادر بأن "تتبع تعليقات الأدوات الإعلامية والسياسية التي تستعين بها السلطة سوف يوضح الامتعاض المتزايد من أداء اللجنة" وهو ما قد يظهر "بوضوح في الفترة المقبلة، ويؤدي إلى انفجار بين أجنحة الحكم"، ومثل هذه الظروف ستكون بيئة آمنة لحصول "اغتيالات أو عمليات أمنية معينة، لاسيما مع وجود تقارير تتحدث عن انقسام داخل المؤسسة الأمنية وتعدد القيادات غير المنضبطة".     

في هذا السياق، ينقل معنيون أن تخوفات تمت إثارتها في أول زيارة للسيد بسيوني للبحرين وتتعلق بإشراف الأمن التابع لوزارة الداخلية على الإجراءات الأمنية المرسومة لحماية لجنة التحقيق، وهناك أنباء أن طاقما أمنيا خاصا يشرف عليه الأمريكان تم تكليفه لحراسة اللجنة.