عبدالله الأيوبي: طفيليات تلعب أدوارا سلبية لإطالة أمد الأزمة

2014-04-19 - 4:30 م

مرآة البحرين: رأى الكاتب في صحيفة "أخبار الخليج" عبدالله الأيوبي أنه "من الطبيعي جدا أن تفرز مثل هذه الأوضاع طفيليات تتغذى على ما يطفح على السطح، وما تتمخض عنه الأساليب غير الحصيفة وغير العلمية للتعامل مع المشكلة من ظروف توفر مناخا جيدا لهذه الطفيليات تقتات وتتغذى عليها".

وأوضح الأيوبي، في مقال نشر اليوم السبت، أن "هذه الإفرازات يجب ألا تثير الريبة والإزعاج والتهديد من عدم القدرة على معالجة ما نعانيه من أوضاع سياسية واجتماعية صعبة، فزمام الأمر يجب أن يكون بأيدي الأطراف المؤمنة ببناء مستقبل آمن لجميع البحرينيين وألا تترك هذه الأطراف الزمام يقع في أيدي الطفيليات التي من مصلحتها تماما أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه، باعتبار ذلك هو المناخ الوحيد الذي يؤمن لها البقاء والاستمرارية".

ودعا "الأطراف المؤمنة بأن مستقبل البحرين يكمن في توفير مظلة العدالة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لجميع مكونات الشعب البحريني بغضّ النظر عن أي انتماء، عرقيا كان أم دينيا أم مذهبيا"، دعاها إلى أن "لا تكترث كثيرا لما تثيره الطفيليات من غبار في وجه الحركة الطبيعية، لأن من مصلحة هذه الطفيليات أن تكون مياه النهر متوقفة عن التدفق والتجديد, كما عليها ألا تحول الخلافات حول أسلوب الحل إلى خلافات حول الجوهر".

وتابع "ليس هناك عاقل ومحب لوطنه لا يتمنى له أن يتقدم ويتطور على جميع الجبهات وأن يعلو إلى مصاف الدول التي تضرب بها الأمثال في الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، فهذه صفات تمثل أمنيات ربما يعتقد البعض استحالة تحقيقها، وهو اعتقاد خاطئ".

وأردف "الحريصون على سلامة وطننا وضمان مستقبل آمن لجميع أبنائه لا يساورهم الشك في أن هناك اختلافات وخلافات بل تناقضات بين أطراف الصراع الذي تشهده بلادنا في هذه الأوقات، وبالقدر نفسه هناك قواسم مشتركة لا يمكن الاختلاف حولها، وهذا يعني أن هناك رقعة كبيرة كانت أم صغيرة يمكن استغلالها والانطلاق منها لمغادرة هذه الأوضاع أو تطويع المناخ الذي يلف بها لتسهيل عملية الخروج والمغادرة أو تغليب الخلافات والتناقضات وطمس القواسم المشتركة في مجرى هذا الصراع"، فـ"إن ذلك لن يقود إلى نتيجة وإنما إلى المزيد من التأزيم والخسائر وهذا لا يصب في مصلحة أي طرف على الإطلاق, بل اننا سنجد أنفسنا في فترة من الفترات واقفين صفا واحدا أمام استحقاق واحد فقط وهو تسديد فواتير أخطائنا".

وذكر الأيوبي أن "هناك أسباب كثيرة أدت إلى إطالة أمد هذه الأزمة وعقدت من محاولات وضع حد لها، فإضافة إلى ما تلعبه الطفيليات من أدوار سلبية تتسبب في عرقلة مثل هذه المحاولات أو مشاغبتها، فإن أهم هذه الأسباب يكمن في انخفاض سقف الثقة بين أطرافها بل انعدامها في محطات معينة الأمر الذي يجعل من مهمة إعادة رفع سقف الثقة وصولا إلى إعادتها إلى نصابها الصحيح تتحول إلى جزء من الحل، وبالتالي فإن هذه الأطراف مطالبة بالعمل على تحقيق ذلك من خلال إجراءات وخطوات عملية ملموسة تشعر جميع الأطراف بأن هناك جدية حقيقية لإخراج بلادنا من أزمتها وليس مجرد تسويق مواقف".

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus