ندوة حول «مملكة المساجد المهدمة».. السلمان: النظام كان ينوي هدم مساجد أكثر مما هدم

2014-04-21 - 7:46 م

مرآة البحرين (خاص): أكد مسؤول ملف الحريات الدينية في "مرصد البحرين لحقوق الإنسان" الشيخ ميثم السلمان أن النظام "كان ينوي هدم مساجد أكثر مما هدم، وأن بعض الجهات التي تتبنى السياسات التشطيرية كانت تريد أن توسع الجريمة".

ولفت السلمان، خلال ندوة بعنوان "مملكة المساجد المهدمة" عقدت أمس الأحد في مقر جمعية "الوفاق" بالبلاد القديم، أن هدم المساجد "يعطي انطباعا بأنه عقابا جماعيا لطائفة بأكملها وهو ما ذكره بسيوني في تقريره"، مشدداً على أن "ما ينبغي أن نعيشه هو العزة، فأنتم أكبر ما أن يأتي أحد ويشكك في خلفيتكم الوطنية".

وأكد السلمان أن "شعب البحرين له امتداد في التاريخ، ومن قام بهدم المساجد هو من جعل المساجد محوراً من محاور التجاذب السياسي، ونحن نتعاطى مع كل المساجد بالمثل، سواء كانت مسجلة في الأوقاف السنية أو الجعفرية"، مطالبا بإعادة بناء المساجد في مواقعها الأصلية من دون تغيير، مشيراً إلى أن وزارة العدل "ما زالت تصر على تسمية المساجد بالمنشئات الدينية غير المرخصة، ونحن نرفض نفي صفة المسجدية عن هذه المساجد".

وإذ لفت السلمان إلى أن السلطة "مطالبة بتقديم المتورطين في هدم المساجد إلى المحاكمة العادلة"، أكد أن "هدم المساجد لم يكن متحصل لولا وجود الأذن من القيادات العليا وهو ما قاله بسيوني في تقريره"، مضيفاً "لابد من تقديم الاعتذار الرسمي لهذا الشعب لقيامها بجريمة هدم المساجد".

المشعل: هدم المساجد استهداف طائفي وتشفي

من جهته، قال رئيس "المجلس الإسلامي العلمائي" السيد مَجِيد المشعل إن "الخطوة التي قامت بها السلطة خلال فترة ما يسمى بـ"السلامة الوطنية" من هدم المساجد هي استهداف طائفي يعبر عن حقد وتشفي".

وأوضح المشعل، خلال مداخلته في الندوة، أن "هدم المساجد منطلقه سياسي مزيج بمنطلقات طائفية، هدم المساجد محاربة لله والمساجد ليست لهذه المجموعة أو تلك"، مشيراً إلى أن "المؤمنون من منطلق إيمانهم والتزامهم بمبادئهم سيبقون يدافعون عن المقدسات الدينية".

وتوجه بالشكر إلى "المؤمنين والكثير من المجهولين الذين يبذلون جهدا للحفاظ على المساجد ويحضرون للصلاة والدفاع عنها، لابد من إبقاء هذا الملف حياً وفضح جرائم السلطة تجاه مساجد الله". وقال: "لم نسمع عبر التاريخ أن سلطة تدعي الاسلام قامت بهدم المساجد وتحاول اليوم تغيير أماكنها بحسب أهوائها الوقحة، وسيبقى عار هدم المساجد يلاحق السلطة"، مستدركا بالقول: "إن كانت السلطة تسعى من خلال الضغط الطائفي أن تركع هذا الشعب وتجعله يتراجع عن مطالبه فهي واهمة".

وأكد المشعل أنه "لا يوجد أمن ديني في البحرين، شعبنا مهدد في وجوده وهويته وانتمائه لهذا البلد، فآية الله حسين النجاتي مواطن تسحب جنسيته ويهدد وجوده، وكأن الأمر بهذه السهولة"، مردفا "رموزنا يُتعرض لها على منابر الجمعة، بالأمس القريب تعرضت شخصية لها صبغتها الرسمية لأحد مفاخر الطائفة الشيعية بالسب والتكفير"، مشددا على أنه "لا يوجد حرمة ولا مقدس لأبناء الطائفة الشيعية، ثم يخرجون علينا ويقولون بأننا نحن من ينشر الكراهية".

من ناحيتها، قالت الناشطة الحقوقية زهراء مهدي في مداخلاتها إن "جريمة هدم المساجد لا يمكن أن توصف الا بالبشاعة، ومن المخجل أن نقف في دولة تتخذ من الإسلام هوية لندافع عن مساجد الله"، لافتة إلى أن السلطة "قامت ببناء 4 مساجد من أصل 38 مسجدا هدمتها، وهادم المساجد ما زال محميا من المحاسبة".

التاجر: جرأة كبيرة أن تتعدى على بيوت الله

واستذكر رئيس "مرصد البحرين لحقوق الإنسان" المحامي محمد التاجر في مداخلته "قبل قرابة 10 أعوام عندما جاءت حزمة قوانين تمنع تسجيل الأراضي ما لم يثبت الشخص أنه حائز عليها لمدة 60 عاما، وصدرت قرارات غير مكتوبة بعدم تسجيل أراضي الوقف إلا بأمر ملكي. جرأة أن تحاول السيطرة على مساجد الله".

وأوضح "لم نكن نعرف البربغي والكويكبات وصدمنا عندما عرفنا أن الدولة تريد العبث بالهوية والتاريخ"، متسائلا بالقول "ماهو صوت العقل؟ ماذا يعني بأن تتعرض لمقامات ومساجد أذن الله بأن يذكر فيها اسمه؟".

الخور: ثالث مسجد في الإسلام أقيم في البحرين

من جانبه، قال العضو في "مرصد البحرين لحقوق الإنسان" منذر الخور في مداخلته إن "النظام يتقصد هدم المساجد وتبرير عدم وجود وثائق هو مبرر غير كافي ولم يكن سيوقف هدم المساجد".

وأوضح الخور "ثالث مسجد أقيم في الاسلام هو في البحرين والبحرين ثاني دار إسلام بعد المدينة المنورة"، متسائلا بالقول: "كيف تطلب وثائق مع هذا الامتداد الزمني الضارب؟"، مردفا "دور العبادة لا تقام على أساس الوثائق ولا حتى البيت الحرام له وثائق مسجدية الأرض لا تنبع من الوثائق، المسجد بقعة إيمانية. تطالب بوثيقة وتهدم المساجد على هذا الأساس فإن هذه مبررات واهية"، مشدداً على أن "إعادة إعمار المساجد مسؤولية وطنية".

وتابع الخور "الدولة أصبحت تتفرغ لمنع الناس من الصلاة وتخصص آليات عسكرية لذلك، ألا يوجد لديكم عمل آخر؟"، مضيفا "نعجز عن إيجاد معنى أو مبرر لهدم المساجد، غير مستغرب عندما نقول بأن الحكم تعرض للطائفة الشيعية، وثم يقول بأنه يحمي الحقوق".

وعرض في ختام الندوة فيلم توثيقي حول المساجد المهدمة في البحرين، تناول إطلالة على الواقع التاريخي للمساجد وطريقة الهدم والتعدي على بيوت الله في فترة الطوارئ أو ما يسمى "السلامة الوطنية "في العام


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus